في يومها العالمي.. الإذاعة منصة تتربع على عرش الإعلام رغم التطور التقني

تقارير وحوارات

أرشيفية
أرشيفية


وسط أجواء الليل الصامت، وعلى أنغام موسيقى حفلات السيدة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم، لم يكن للأسرة المصرية متعة في سامرهم سوا الاذاعة التي سجلت معهم أجمل الذكريات، وجاء ميلاد الاذاعة المصرية فى عهد الملك فؤاد الأول، يوم 31‏ مايو عام 1934م، في تمام الساعة الخامسة والنصف مساء.

وظلت الاذاعة المصرية في نشر السعادة للمواطن من خلال العديد من البرامج التي وضعت بصمة حقيقية في الذاكرة المصرية، حتى وصلت بنا التكنولوجيا للعديد من البدائل، ورغم ذلك لا تزال الاذاعة متربعة علي عرش الاعلام نظرًا لما تقدمة من برامج ثقافية متنوعة.

ومع الاحتفال العالمي بيوم الإذاعة، اهتمت "الفجر" بالنظر لدور الاذاعة في نشر الثقافة والدين، منذ نشأته وإلى اليوم، وسط الصراع القائم بين وسائل الإعلام المختلفة وخصوصًا في ظل التقدم التكنولوجي الذي ساهم في ظهور العديد من المنصات الترفيهية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تهتم بكل ما هو جديد.

نظرة على برامج الإذاعة المصرية القديمة
ساهمت طاقات الخيال والتصور مع الإنصات للكلمات والنغمات، في استمرار الإذاعة كمحور رئيسي في عالم الإعلام، لذلك نجد كلمة "هنا القاهرة" والتى كانت أشهر الكلمات تميزت بها الإذاعة المصرية محفورة بالذاكرة ويتردد سماعها في الاذان بصوت "أحمد سالم" وطريقته الشهيرة بمجرد قولها.

انطلقت الإذاعة المصرية بالعديد من البرامج الثقافية والترفيهية والتوعوية مثل "ساعة لقلبك" البرامج الكوميدي الذي بدأ عام 1953م، وبرنامج "على الناصية" البرنامج السياسي الذي استمر لمدة تجاوزت الـ50 عام، وقدمته "آمال فهمى"، وبدأ عام 1957م، وعرف بعرض مشكلات المجتمع ومواجه المسئولين بها.

وبدأ برنامج "كلمتين وبس " عام 1968م، وقدمه الفنان الراحل فؤاد المهندس، لعرض سلبيات المجتمع المصري وروتين المؤسسات الحكومية وأستمر لمدة 35 عامًا، وبرنامج "همسة عتاب" الذي عرض شكاوى المواطنين فى قالب درامى على مدار أيام الأسبوع.

وهناك الكثير والكثير من البرامج التي ظلت في أذهان المصريين مثل "أبلة فضيلة، ربات البيوت، لغتنا الجميلة، الأغانى الصباحية، الصور الغنائية، الدندورمة، وعوف الاصيل، ألف ليلة وليلة"، بالإضافة إلى صوت "أم كلثوم، عباس العقاد، طه حسين، نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم" وغيرهم الكثير ممن قدموا البرامج والحوارات التي تمثل كنوز الإذاعة المصرية.

استمرار الإذاعة وسط صراعات التقدم
في ظل التقدم الكبير لوسائل الإعلام منذ نشأة الاذاعة والي الأن، ظلت الاذاعة المصرية محتفظة بمكانتها التي أسسها السابقين من كبار العلماء والاعلامين والفنانين، وقامت بتقديم كل ماهو جديد من البرامج الغنائية والدينية والخدمية أيضًا، الامر الذي جعلها هامة للعديد من فئات المجتمع.

احتفظت أذاعة القراَن الكريم بمكانتها نظرًا لما تقدمة من برامج للفتاوي الخاصة بشئون المسلمين وخصوصًا الحديثة منها، لذلك استمر المنزل المصري بمتابعة الإذاعة وسماعها الي الان، وظهرت أذاعة FM التي قدمت الكثير من البرامج المعاصرة التي تناقش المشاكل الحديثة.