مفاجأة.. نكشف اسم أول شركة مصرية تسعى للمشاركة في "النصر للسيارات"

الاقتصاد

بوابة الفجر



كشف عدد من العاملين بشركة النصر للسيارات إحدى الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام عن اتفاق شراكة بين الشركة وشركة جي بي غبور أوتو لصناعة السيارات لتجميع عدد من سياراتها بالتعاون مع الشركة بعد قيامها بتطوير المصنع – تم الإعلان عنه في اجتماع لرئيس مجلس الإدارة الجديد للشركة المهندس وفاء فايز توفيلس بالعاملين.

وأعرب العاملون لـ "الفجر"، عن قلقهم من مصيرهم عقب المشاركة مع غبور، حيث أن عدد العاملين بالمصنع المتخصصين في تجميع السيارات حوالي 50 عامل، وتنحصر كل وظيفتهم منذ تصفية الشركة في بيع قطع غيار السيارات التي كانت تجمعها الشركة في نهاية القرن الماضي، وأشهرها سيارة شاهين وماركات فيات التى اشتهر المصنع بتجميعها.


وأكد العمال أن رجل الأعمال رؤوف غبور رئيس مجلس إدارة شركة جي بي غبور أوتو، قام بزيارة المصنع للإطلاع على الوضع الحالي تمهيداً لتوقيع عقد الشراكة الذي سيتم بموجبه تجميع سيارات غبور بالمصنع.


من جانبه قال الدكتور مدحت نافع رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية: "نبحث أكثر من عرض بالنسبة لشركة النصر للسيارات، أما الهندسية فقد تم توقيع مذكرات تفاهم بالفعل تم الإعلان عنها مسبقا مع يوتونج وشركة ماز وجارى دراسة مذكرات تفاهم مع مستثمرين أخرين".

وأضاف لـ "الفجر": "المفاوضات تستغرق فترة طويلة ولا يمكن الافصاح إلا بعد التوقيع، ونحن نبحث عن افضل صيغة للشراكة، لأن الشراكة مع القطاع الخاص هام جدا للحصول على صحة سوقية جيدة لأن المنافسة فى سوق السيارات عنيفة".

وتابع نافع: "عندنا إدارة قادمة من القطاع الخاص بتدرس الحلول معنا، والوزير على اطلاع بكافة الخطوات، وكل يوم بنقابل مستثمرين محتملين وهناك تفاوض مع عدد كبير من المستثمرين المحليين والأجانب ولكن لا يمكن الأفصاح عنهم حالياً لأننا لم نصل لصياغة اتفاق حتى الآن".


وعن مصير العاملين قال رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية: " كل العمال محتاجينهم وسنحتاج عمال فوقهم، سنقوم بعمل تاهيل وتدريب للعمال وتوفير فرص عمل جديدة، وعلى سبيل المثال عقد يوتونج الخاص بالاتوبيسات استخدمنا العمالة بتاعتنا، فحقوق العمال شيئ أساسي بالنسبة لنا وسيتم مراعاته في أى اتفاق يتم التوصل إليه".

تعيين مجلس إدارة جديد للشركة
وكان الدكتور مدحت نافع رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات المعدنية أصدر قراراً بداية فبراير الجاري بإعادة تشكيل مجلس إدارة شركة النصر لصناعة السيارات وقد تضمن القرار فصل منصبى رئيس الشركة عن العضو المنتدب إعمالاً لقواعد الحوكمة.
 
وتضمن القرار تعيين المهندس وفاء فايز توفيلس رئيساً غير متفرغ لمجلس إدارة الشركة ويحظى المهندس وفاء بخبرة واسعة في مجال صناعة السيارات فقد عمل مستشاراً  لرئيس مجلس إدارة شركة "غبور أوتو جروب" وكذلك شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة " بولو لصناعة الأتوبيسات" بالإضافة إلى خبرته في الأسواق الخارجية، كماعمل مديراً للمشروعات الخاصة بشركةMCV "مرسيدس" في العديد من الدول وعلى رأسها ِ( بريطانيا- رومانيا- جنوب افريقيا).
 
وفي ذات السياق تم تعيين المهندس هاني الخولي عضواً منتدباً متفرغاً لإدارة شركة النصر لصناعة السيارات، العضو الجديد له خبرة كبيرة في مجال  السيارات فقد كان يشغل منصب المدير التنفيذي لتطوير الأعمال بقطاع السيارات بالشركة العالمية للمشروعات، بالإضافة لشغله منصب كبير مديري مصانع شركة نيسان إيجيبت.

وكان اتخذ قرار بتصفية الشركة في عام 2009 بعد ارتفاع مديونيتها إلى 2 مليار جنيه، وتم تقليص عدد العمالة من 10 آلاف إلي 300 عامل من خلال نظام المعاش المبكر، حيث قدمت الشركة ميزانياتها محققة خسائر 165 مليون جنيه.

وتتمتع شركة النصر للسيارات بتاريخ طويل فقد تم إننشائها في إطار مشروع قومي كبير لدعم التصنيع المحلي في عهد الرئيس السابق جمال عبد الناصر.

تاريخ إنشاء النصر للسيارات

يعود تاريخ إنشاء شركة النصر لصناعة السيارات إلى صدور قرار وزاري عام 1957 بتشكيل لجنة تضم وزارة الحربية ووزارة الصناعة؛ لإنشاء صناعة سيارات اللوري والأتوبيسات في مصر، وتم دعوة شركات عالمية لإتمام ذلك، وبالفعل أسند هذا المشروع إلى شركة "كلوكنر-همبولدت-دوتيز" "Klöckner-Humboldt-Deutz (KHD)" الألمانية الغربية والمعروفة حاليا باسم "دويتز آ.جي" "Deutz AG"، وتم التوقيع على ذلك عام 1959، ثم صدر القرار الجمهوري رقم 913 في 23 مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات، لتصبح ملكا للحكومة المصرية.

تم افتتاح خطوط التجميع في وادي حوف عام 1960، وتوالت عقود مشروعات تصنيع سيارات الركوب مع شركة NSU الألمانية وشركة فيات الإيطالية، والجرارات الزراعية مع شركة IMR اليوغسلافية والمقطورات مع شركة بلاوهيرد الألمانية، وبلغت توسعات الشركة 1,660,000 م².

مشروع ناصر "من الإبرة للصاروخ"

وتعتبر شركة النصر للسيارات من الشركات القليلة في الشرق الأوسط في إنتاج اللوري والأتوبيسات والجرارات الزراعية وسيارات الركوب، وتطور إنتاج الشركة تطورًا كبيرًا بفضل العمالة الماهرة والمدربة عن طريق أكبر مراكز التدريب الألمانية.

وكان هدف إنشاء الشركة بمثابة مشروع قومي بنهضة صناعية كبرى تقوم على التبادل التجاري والصناعي والاستغلال الأمثل للموارد البشرية والأيدي العاملة، استغلالًا لكل الطاقات وتدريبها لخدمة الوطن، وبدأت الشركة بـ290 عاملًا حتى وصلت لأكثر من 12 ألف عامل من العمالة الفنية المدربة، بالإضافة إلى العمالة في مصانع الصناعات المغذية للشركة.

عملت نصر على تجميع سيارات فيات في مصانعها وحازت على ثقة المصريين، وكانت أكثر السيارات مبيعا في السوق المصرية، كما استمرت نصر في تصنيع سيارات فيات التي تم إنتاجها في إيطاليا بالتعاون مع شركات السيارات المتعاونة مع فيات والحاصلة على ترخيص بتعديل هذه الموديلات. 

وظلت "نصر" تنتج السيارة 128 (أنتجتها فيات سنة 1969) بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وأنتجت شركة النصر أيضا السيارة نصر شاهين وهي موديل معدل في شركة توفاش "Tofaş" التركية من السيارة فيات 131، وكذلك "فلوريدا" بالتعاون مع شركة يوجو الصربية، وهي نموذج معدل من سيارة فيات 128.

تدهور أعمال الشركة
مع بداية التسعينات، شجعت الحكومة المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر وقدمت عدة موديلات حديثة تلبي احتياجات المستهلك مقارنة بما كانت تقدمه "نصر" من موديلات أوقف إنتاجها في مصانع فيات منذ سنوات، حيث ظهرت ماركات أخرى مثل سوزوكي وهيونداي وبيجو بالإضافة إلى أوبل التابعة لمصنع جنرال موتورز مصر العامل في مصر منذ نهاية السبعينات.

وفي ظل هذا التنوع الكبير والمنافسة الشرسة، تدنت مبيعات "نصر" بشدة مما أدى إلى زيادة الديون المتراكمة أساسا.