أهدته مصر لمدريد.. تعرف على قصة معبد الإلهة إيزيس "ديبود" وأسباب تمسك إسبانيا به

أخبار مصر

الدكتور زاهى حواس
الدكتور زاهى حواس


قالت كارمن بيبرس وزيرة السياحة الإسبانية "إن معبد "ديبود" إذا لحقه الضرر من جراء الأمطار، أو إذا ما انتزعه منا "زاهي حواس" لمصر فسيكون ذلك كارثيًا علي السياحة التي تستقبلها مدريد، لأن هذا المعبد هو درة آثار مدريد وأكثرها قدما وتاريخًا".

جاء تعليق الوزيرة ردًا على مطالبات الدكتور زاهي حواس باسترداد المعبد من أسبانيا بعد أن رصد الإهمال الذي يحيط به.

وقالت الوزيرة إن زيارة "حواس" للمعبد استطاعت أن تحقق في ساعة مالم يحققه السياسيون الأسبان وعلماء المصريات منذ سنين.

وكان "حواس" قد طالب منذ أيام أن يتم تغطية معبد "ديبود" في مدريد لحمايته من الطقس العاصف، وأكد مشددًا: "أنه إذا لم تتم حماية المعبد، فيجب إعادة المعبد إلى مصر على الفور"؛ موضحًا أن العالم أجمع يهتم بالآثار المصرية ويحافظ عليها.

وكان معبد ديبود في الأصل يقع على بعد 15 كم جنوب مدينة أسوان بجنوب مصر بالقرب من الجندل الأول بالنيل في منطقة دابود على الضفة الغربية لبحيرة ناصر.

والمعبد تم بناؤه للإلهة إيزيس بجزيرة فيلة، في العام الثاني قبل الميلاد قام إدخاليمانى ملك الكوشيين من مروي ببناء غرفة تعبد صغيرة وأهدها للإله آمون، وتم بناءها وتزينها على نفس النمط المتأخر للمعابد في مروي والتي منها معبد الدكة، وخلال حكم بطليموس السادس وبطليموس الثامن وبطليموس الثاني عشر في العصر البطلمي تم توسعة الغرفة من جهاتها الأربعة لتصبح معبد صغير بمساحة اثنا عشر مترا في خمسة عشر مترًا، وتم إهداؤه إلى الإلهة إيزيس في فيله، وقد أكمل الإمبراطوران الرومانيان أوغسطس وطيباريوس تزيين المعبد.

ويبدأ المعبد برصيف يواجهه طريق مواكب طويل يمر من خلال ثلاث بوابات حجرية ويقود إلى فناء مفتوح ثم ردهتان وينتهى المعبد بقدس الأقداس الذي يحوى ناووسا من حجر الجرانيت الوردى، صحن المعبد قائم على أربعة أعمدة والتي انهارت في عام 1868م، وخلفه يوجد الهيكل الذي أقيم للإله آمون.

وفي عام 1960م وأثناء بناء السد العالي بأسوان الذي كان يهدد الكثير من المواقع الأثرية والمعابد القديمة قامت اليونسكو بالتعاون مع الحكومة المصرية بنداء عالمي لحماية هذا التاريخ الأسطوري من الضياع والتدمير، وتقديرًا لمجهودات ومساعدات دولة إسبانيا في المساعدة على إنقاذ والحفاظ على معبد "أبو سمبل"، قامت الحكومة المصرية بإهداء معبد دابود إلى دولة إسبانيا عام 1968م.

وتم إعادة بناء معبد دابود في أحد حدائق مدريد حديقة باركي دل أويستي بالقرب من القصر الملكي بمدريد وتم فتح المعبد للزيارة للجمهور في عام 1972م، وقد تم إعادة ترتيب بوابات المعبد بترتيب مخالف لما كان عليه المعبد في مصر ويظهر ذلك بمقارنة صور المعبد التي تم التقاطها له في مصر حيث أن البوابة التي يعلوها الثعبان المجنح لم تكن الأقرب للمعبد، ويعتبر المعبد أحد الأعمال الهندسية المصرية القديمة التي يمكن مشاهدتها خارج مصر والوحيد من نوعه في أسبانيا.