سعد محمد.. الضعف لحظة والعزيمة "قرار".. هؤلاء انتصروا على السرطان

الفجر الرياضي

سعد محمد
سعد محمد



كان العالم على موعد مع مشاهدة معجزة على الأرض، يومًا صيفيًا شمسه حارقة والجماهير تزيد من الإحساس بالإرهاق لكن رغم ذلك فالعيون كلها تترقب سباق فرنسا الدولي للدراجات، ألبرتو كونتادور لا يخشى أحد، تدرب جيدًا ويعرف أنه يستطيع الحصول على ما يريد، لكن لم يكن يهم الجماهير "ألبرتوا"، عيونهم تعلقت بـ"لانس أرمسترونغ" المصاب بالسرطان ويخضع لعلاج.

ربما لم يستطع الطبيب المعالج لـ"ارمسترونج" أن يقول له على طريقة الأفلام المصرية "أيامك في الدنيا معدودة"، فاختار أن يخبره أنه لن يشفى لكن الرجل الذي اعتاد الرهان على الفوز راهن تلك المرة على قدمين تستطيع التدبل وساعدين يتحكمان في الدراجة، خاض السباق وحصل على المركز الثاني وعاش بعدها وتزوج!

في مصر ربما جلس سعد محمد أمام تلك المعجزة التي حدثت في 2009، وقتها كان "سعد" ابن تسع سنين يشاهد أن الإصرار طريق صعب لكنه مُثمر وأن هناك رياضيين حذفوا كلمة "مستحيل" من قاموسهم تمامًا كما فعل "أرمسترونج" الذي فاز بلقب بطل سباق فرنسا الدولي للدراجاة للمرة الثامنة وفي هذا العام حصد المركز الثاني.

10 أعوام كانت كافية لامتحان صلابة "سعد محمد" بعد أن تربى داخل أروقة نادي الزمالك وأصبح ضمن فريق 2000 لهذا الفريق، ليعلن مؤخرًا إصابته بمرض السرطان.

بداية الإعلان جاءت من خلال نشر صورة اللاعب على حساب النادي الرسمي على موقع الصور "إنستجرام" وعلق عليها: "نتمنى الشفاء العاجل لسعد محمد لاعب فريق 2000، راجين من المولى أن يشفيه شفاء لا يغادر سقمًا وأن يعود أقوى مما كان.

اللاعب كشف كل شيء خلال لقاءه مع خالد الغندور بقناة الزمالك، موضحًا أن البداية كانت شعوره ببعض التعب أثناء التدريبات ثم حصل على إجازة وذهب لأسرته في الصعيد لإجراء الفحوصات واشتبه الأطباء في إصابته بأنيميا حادة نظرًا لوصول درجة الهيموجلوبين لديه لـ3 درجات، لافتا إلى أنه أجرى عملية في النخاع الشوكي واكتشف إصابته بسرطان الدم "اللوكيميا".

في البداية تلقى اللاعب العلاج على نفقة التأمين الصحي دون معرفة أحد من النادي إلا مديره الفني، ثم انتهت فترة التأمين الصحي بعدما بلغ 18 عاما، واضطر والد اللاعب إلى إنفاق كل ما لديه لدرجة أنه باع سيارته من أجل الإنفاق على نجله، وبعدما نفذت أمواله فكر في الاستعانة بقيادات نادي الزمالك.

ولم يتمالك لاعب نادي الزمالك نفسه، وبكى خلال لقائه على قناة الزمالك، وقال: "الكيماوي غير شكلي وبقالي سنة مقعدتش قدام مراية ولا اتمرنت ولا دخلت النادي، وأنا تعبان وبكابر قدام الناس إن أنا كويس بس أنا تعبان"، مطالبًا من الجمهور أن يدعو له.

 ورغم أن سعد تواصل مع رئيس الزمالك، في بداية مرضه، وعرض عليه حالته، لم يعلن رئيس النادي تبني حالته إلا بعد ظهوره مع الغندور، حيث اتصل أحمد مرتضى، عضو مجلس الإدارة بالبرنامج، وأكد أنه تقابل مع سعد ومعه خاله من قبل، مشيرًا إلى أن رئيس الزمالك قرر أن يتحمل تكاليف علاج "سعد" على نفقته الشخصية، وليس على حساب النادي، وطلب من اللاعب أن يتواصل معه هو ووالده ليبدأ العلاج.

بكى سعد محمد وشعر بالضعف وهذا حقه ولكن الضعف لحظة والعزيمة مشوار، هذا ما فعله السباح الاسترالي "ماك هورتون" الذي تُوج بذهبية أولمبياد ريودي جانيرو 2019 لسباق الـ400 متر سباحة بعد خضوعه لإزالة ورم سرطاني.

صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية كشفت أن "هورتون" نشر صورة عبر حسابه الشخصي بموقع الصور "إنستجرام" عقب إجراءه جراحة لإزالة ورم سرطاني موجهًا الشكر للمشجع الذي أخبره بحاجته لإزالة ذلك الورم.

تلك العزيمة هي ما دفعت لاعب التنس المصري أنور الكموني أيضًا أن يتغلب على مرض السرطان.

وروى "الكموني" مشواره في تجاوز المرض قائلًا: "أثناء خوض بعض تدريبات التنس خارج البلاد شعرت بالهزل والدوار وفي احدى التدريبات سقطت على أرضية الملعب بأسبانيا وتم إجراء التحاليل والفحوصات اللازمة التي أظهرت أنني أعاني من فشل بالنخاع العظمى مما جعلني أتوجه إلى مصر والخضوع للعلاح والرعاية الصحية.

ووصف إحساسه وشعوره بأنه شخص آخر عندما أخذ مضرب التنس ليمارس اللعب ولم يستطيع، وقتها شعرت أن هذا مستحيل وبقيت ثلاث سنوات في المستشفى بعد مضاعفات المرض لكني لم أحب الهزيمة خاصة بعد أن أخبرني الطبيب أني بحاجة لـ"بتر" يدي، ورفضت وتحملت آلام فوق الاحتمال لكني شفيت بعد 7 سنوات من العلاج وعدت للعب مرة أخرى وتم تصنيفي في 2019 اللاعب رقم 3400 من تصنيف ضم 14 ألف يمارسون رياضة التنس. 

سعد محمد لم يكن أول بطل رياضي يصاب بالمرض الخبيث، ولكننا سننتظر إعلانه الإنتصار كمن سبقوه.