بـ"الخدمات الرقمية".. كيف ساهم الجناح السوري بمعرض الكتاب في رفض صفقة القرن؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تَحينَ القائمون على الجناح السوري بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الواحد وخمسون، بمركز المعارض بالتجمع الخامس، الفُرصة لتسليط الضوء على القضية الفلسطينة، تزامنًا مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن ما يسمى بـ"صفقة القرن"، وتبارى السوريين في أفكار وفن رصَّ الكتب؛ لجذب الزوار من خلال تجميع بعض العناوين التي تسهل على الزائر الإلْمام بالموضوع "فلسطين جزء لا يتجزأ منا فش بينا ما يفصلنا.. والقضية تعتبر نوع من أساسيات القومية السورية"، عبارة كشف بها غيث حسين، عن رفض أبناء بلاده القضية المتنازع عليها.






ارْتكم المنظمون، منذ اليوم الأول بالمعرض، ليتأهبوا لمساندة إخوانهم في فلسطين لمساندتهم في القضية -التي فجرت موجة غضب بالشوارع الفلسطينية، وخروج آلاف الجماهير بمسيرات رافضة للخطة المطروحة من قبل الرئيس الأمريكي، في العديد من البلدان العربية والأوروبية-، ليس فقط عن طريق الترويج للكتب الخاصة بهذه الأزمة، بل شرعوا في التواصل مع بعض الكتاب المشاركون في المعرض من أجل عمل ندوات تعريفية لما يدور داخل "القدس"، لاسيما وأن هناك فئة كبيرة من الشباب الفلسطيني والأطفال يمكثون في مصر منذ نعومة أظفارهم "الإقبال كبير على شراء الروايات الفلسطينية الخاصة بحكي الأحداث المتعلقة بالصراعات الطبقية.. وتاريخ فلسطين قبل النكبة وبعدها".






صَبَأ صاحب الـ(26 ربيعًا)، من جناح زملائه مهرولاً للجزء الخاص به وبرع في تجميع الأعداد من الكتب بينهم كتاب "القدس"، للكاتب الفلسطيني حسن الباش- ابن قرية طيرة حيفا في فلسطين، والذي ذاق مرارة التشرد واللجوء قبل أن يعي معناها، وكرث كتابته لقضيته-، كما برز كتاب "دول محور الشر الإرهابية"، للكاتب محمود عبد الحميد الكفري، والذي كشف مخطط هذه الدول وسياستهم الهادفة للسيطرة على مقدرات الشعوب وأمنها، والتي تصب في مصلحة إسرائيل، كما يتضمن محتوى الكتاب المواقف التاريخية ومشاريع الصهيانة لقيام وطن داخل الأراضي الفلسطينية, وكان هذا الكتاب الأكثر مبيعات خلال أيام المعرض- الذي بلغ عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والأجنبية 900 دار نشر وجهة بزيادة 153 دار نشر وجهة عن العام الماضى، بينهم 255 ناشرًا من الناشرين العرب، وعدد المشاركين فى الفاعليات 3502 مشارك، والدول المشاركة 38 دولة بزيادة ثلاث دول عن دورة اليوبيل الذهبي في العام المنصرم.






هدأ اضطراب الشاب السوري، بعدما تكبد مشاقة الأيام الأولى، في توصيل رسالته "دار النشر اعتادت على طبع العديد من الكتب المختلفة، ويعرف جناحنا منذ بدء المعرض ومشاركتنا فيه بالكتب الدينية والتاريخية.. وحرصنا أن يكون لنا زبون يثق فينا"، لذا كان هناك تخوف من ضياع بعض الروايات الحديثة والكتب المتعلقة بفلسطين في غَمرة الأحداث، لكن باغته التوافد "دخيل المصريين والشعوب العربية الموجودة بالمعرض.. أسعدونا بشراء الكتب والنقاش على محتواها.. والمفاجأة أن الإخوة الماليزيين كان لديهم معلومات وفيرة عن القضية وما يدور من أحداث.. وأصروا على تجميع أكثر من كتاب لتكوين الصورة.. حقيقي مكنتش أعرف أن ترتيب الكتب كان أكبر عامل مساعد". 






وفي آخر ليلة ساجية بالمعرض، لبَّ العديد من المنظمون بالجناح السوري بأماكنهم داخل قاعة (3)، يساعدون الزائرين من خلال تقنية الخدمات الرقمية، والذي دمجوا فيها تاريخ القدس، مع إحياء التراث بشتى المجالات "حاولنا نيسر على الزائر.. خاصة أن في أطفال كتير هاد العام بلشوا يزوروا المعرض.. ونجحت فكرة هذه التقنية"، حتى بدء كثير من الأطفال المطالبة بمعرفة البحث أيضًا على الصور والفيديوهات الخاصة بالقدس وربوع فلسطين "اشي ما تخيلناه.. والفضل يعود كمان للأهالي اللي بلشت تحرص على عدم خروج أبنائها إلا بشراء سيديهات تعليمية لهم.. بالإضافة للقصص الصغيرة والمطبوع عليها حضارة فلسطين". شاردٌ ببصره أحد الأطفال شاخصًا صوب قبة الصخرة- أحد أجزاء المسجد الأقصى- متسائلاً عن حكايتها، وهل يحتوي الكُتيب الصغير على تاريخها؟، فيجاوبه أحدهم بوجه ضحوك "وكمان مقاطع تقدر تصممها وترسمها بإيدك".