عادل حمودة يكتب: كارلوس غصن جيمس بوند عام 2020

مقالات الرأي



عاد ليصبح حديث الدنيا كلها واحتلت صورته أغلفة مجلات بارى ماتش وفوج وبيبول

اشتعلت على شبكات التواصل الاجتماعى حرب أهلية بسببه.. هناك من اعتبره فاسدا.. خائنا.. وهناك من اعتبره ضحية نكران الجميل

دخل لبنان بجواز سفر فرنسى غير الذى يحتفظ به محاميه اليابانى داخل حقيبة مقفلة معه مفتاحها

زوجته الأولى ريتا لم تخف شعورها بالشماتة ووصفته بالنرجسى الذى يتحدث عن أخلاق لا يعرفها وقيم لا يعترف بها

ثروته تقدر بنحو 150 مليون يورو وراتبه الشهرى يزيد على 15 مليون يورو!

لم يتصور أن يبتعد عن زوجته الثانية حتى نهاية المحاكمة فى شتاء 2021 فدفعه الحنين إليها للهرب حتى يحتضنها!

رأيته فى منتدى ديفوس منتفخا كالطاووس بينما كان حكام العالم ومشاهير المليارديرات فى منتهى التواضع!

عميلان سابقان فى المخابرات المركزية نفذا الخطة تسببا فى اعتقال سبعة أشخاص على صلة بطائرتى الهروب

وضع الخطة عميل سابق فى القوات الخاصة الأمريكية خبير فى عمليات الهروب السرية


وحدها من دون جميع النساء غيرت هندسة حياته وإيقاع أيامه.. ولم يعترض.. تسللت بخفة إلى عالم شئونه الصغيرة وقفلت الباب وراءها.. ولم يعترض.. جلست فوق أهدابه وعبثت بشعره.. ولم يعترض.. شخبطت على مستقبله وفرضت نفسها عليه.. ولم يعترض.. رفع رايته البيضاء.. وبايعها أميرة على عرش قلبه مدى الحياة.

كنت فى ديفوس عندما رأيته بقامته القصيرة وملامحه النافرة وهو يمشى مزهوا بنفسه والناس تشير إليه: «كاروس غصن».

كان برفقته زوجته عارضة ومصممة الأزياء الأمريكية كارول نحاس التى كانت محتفظة برشاقتها وأناقتها والأهم برومانسيتها رغم أنها تخطت الخمسين بعدة سنوات.. كانت تمسك بيده بمناسبة أو بدون مناسبة.. وكانت تحمل إليه كأس الكونياك الفرنسى الفاخر وهو يقف وسط مجموعة من الرجال.. ولم تكن لتتردد فى احتضانه كلما وجدته أمامها.. والتقطت لهما أكثر من صورة وهما يرقصان التانجو فى مطعم لا يضاء إلا بالشموع.. ولعل تلك المشاهد الناعمة جعلته الأكثر جذبا للصحف والمجلات التى تغطى أخبار ديفوس.

وديفوس قرية جليدية سويسرية.. تقع على نهر يسمى لاندويسر.. لم يسمع عنها العالم إلا بعد أن أسس كلوس شوب منتدى عالميًا مؤثرًا يحمل اسمها يحضره كل يناير ألف رئيس وأمير وملياردير ورجل أعمال ليضعوا جدول أعمال العالم من العام إلى العام.. مشاهير الدنيا حولك بلا حراسة ظاهرة.. تصب لنفسك فنجانا من القهوة فتجد بجانبك نليسون مانديلا.. تتجه نحو مدفأة ستجد ياسر عرفات سبقكك إليها ليختلى بشيمون بيريز.. تجلس لتدخن فى المكتبة فتجد بالقرب منك بيل كلينتون يراجع كلمته التى سيلقيها فى إحدى الجلسات.. وقطعا لن تتعرف على المديرين التنفيذيين للشركات متعددة الجنسيات.. وجوههم غير معروفة.. إلا كارلوس غصن فوجهه معروف بسبب جنونه بالميديا واستجابته لها وبسبب المعجزة التى حققها فى شركة نيسان اليابانية للسيارات ونقلها من خسارة تصل إلى 20 مليار دولار إلى ربح وفير وسجل ذلك فى كتابه: «التحول: النهوض التاريخى لشركة نيسان».

والمؤكد أن كل من رأيتهم فى المنتدى من النجوم المرصعة فى سماء الدنيا كانوا يحرصون على وضع ابتسامة هادئة على وجوههم رغم أهميتهم التى لا تحتاج إلى دليل أو إثبات.. إلا هو.. بدا مزهوا بنفسه.. أو قل منتفخا بذاته.. يمشى مختالا بين نجوم المال والسياسة والسينما والبنوك المركزية والاستثمارية وكأنه فوقهم جميعا.

وربما كان على حق.. فقد سجل اليابانيون قصة حياته فى كتاب من كتب «المانجا» المصورة بريشة كبار الفنانين والتى توزع ملايين النسخ.. كما وضعوا اسمه على إحدى قوائم الطعام السريع المسماة: «صندوق بيتو».. وفى استفتاء عن أكثر الشخصيات تأثيرا سبق وقتها فى الترتيب الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

لكن.. كل ما تراه من تعال فى ملامحه لم يكن ليحتاج أكثر من نظرة حانية من عين زوجته حتى تعود إلى ملامحه الصفاء.. ومظاهر النقاء.

إنها الوحيدة التى تجعله يسترد شعوره بالتوازن.. أصبحت بالنسبة له كتاب قراءة.. كيس حلوى.. نبيذ رهبان.. مرايا حلم.. خشب مركب مسافرة.. عنوان عينيه.. مفتاح قلبه.

تزوجها فى عام 2016 بعد أن طلق زوجته الأولى وأم أولاده ريتا قرداحى عام 2012 بعد زواج استمر 34 سنة وما يلفت النظر أنها أحست بالشماتة عندما قبض عليه فى طوكيو فيما بعد وكتبت على حسابها الخاص فى فيسبوك: «النرجسيون منافقون يدعون أنهم أصحاب أخلاق وقيم لا يتصفون بها فى الحقيقة وخلف الأبواب المغلقة نراهم يكذبون ويهينون وينتقدون ويقللون من احترام الآخر».

ربما كان لشماتة ريتا ما يبررها فقد تحملت غصن فى سنوات الكفاح الأولى وصبرت على حياة متواضعة معه بينما استأجر قصر فيرساى (مقر ملوك فرنسا القريب من باريس بنحو ثلاثين كيلومترا) لحفل زفافه على كارول كما أنها تمتعت بالثراء الذى حققه من راتبه الشهرى الذى وصل إلى 15 مليون يورو والثروة التى جمعها ولا تقل عن 120 مليون يورو بخلاف القصور والفيللات واليخوت وطائرة خاصة.

لكن كارول ــ التى طلقت من زوجها الأول روزفلت ولها منه ثلاثة أبناء ــ فى الحقيقة كانت قطب المغناطيس القوى الذى جعله يهرب من وجه العدالة فى اليابان داخل صندوق على متن طائرة خاصة إلى تركيا ومنها إلى وطنه لبنان.. لم يتخيل أن يسجن ويبتعد عنها.. أو يظل على ذمة المحاكمة شهورا طويلة دون أن يراها.. أو يقبلها.. أو يضم أصابعها بكف يده.

بهروبه من دولة أمنية صارمة مثل اليابان عاد كارلوس بشارة غصن ليصبح حديث الدنيا كلها.. تصدرت أخباره نشرات الأخبار.. واحتلت صورته أغلفة مجلات بارى ماتش وفوج وبيبول.. وجلس واثقا من غروره أمام شبكات الفضائيات.. واشتعلت على شبكات التواصل الاجتماعى حرب أهلية بسببه.. هناك من اعتبره فاسدا.. خائنا.. وهناك من اعتبره ضحية نكران الجميل.

وكأن التاريخ يكرر نفسه.. فقد سبق أن اتهم والده بالقتل فى بيروت.. وسجن هناك.. ثم وجد من يهربه إلى البرازيل.

لكن.. هذه ليست البداية.

البداية كانت بهجرة جده من لبنان إلى البرازيل وعمره نحو خمسة عشر عاما وبعد سنوات من الشقاء عمل فيها سمسارا نجح غصن الأول فى إدارة شركات زراعية وتجارية وأقنع ابنه جورج بالزواج من امرأة نيجيرية هاجرت عائلتها إلى لبنان لتساعده بما تملك من مال فى تأمين مستقبله وأخذ كارلوس ملامحها ولكن مع بشرة أبيه.

ولد كارلوس يوم 9 مارس 1954 فى مدينة بورتو فاليو ولكن عائلته انتقلت إلى ريو دى جانيرو لعلاجه من مرض أصابه بسبب شربة ماء ملوث وعمره عامين كاد أن يقضى عليه ولكنه لم يتعاف تماما منه.

عندما كان عمره ست سنوات عاد كارلوس مع والده وأخته إلى بيروت ليستقروا فى بيت جدته هناك وأكمل تعليمه فى مدرسة تحت المتوسطة وفى الوقت نفسه بدأ الأب فى البحث عن مشروع تجارى يعيش هو وأسرته من أرباحه وفى تلك السنوات من ستينيات القرن الماضى اشتبك الأب مع أحد التجار حتى سقط قتيلا وبعد محاكمة جنائية وسجن مشدد الحراسة نجح الأب فى الهروب إلى البرازيل وظل بها حتى توفى فى بداية الألفية الثانية.

واصل كارلوس دراسته الثانوية فى فرنسا وأكملها بالحصول على بكالوريوس الهندسة من جامعة ايكوليه بولتكنولوجى وحصل على الماجستير من المدرسة الوطنية العليا للمناجم فى باريس وساعد على تفوقه إتقانه اللغة الفرنسية التى يتكلمها بطلاقة بجانب العربية والإنجليزية والبرتغالية وفيما بعد أضاف اليابانية إليها.

فور تخرجه عمل فى شركة ميشلان الفرنسية للإطارات وصعد فى سلم إدارتها وحل مشاكل فروعها فى أمريكا اللاتينية بسبب فهمه لطبيعة المستهلكين هناك وحقق للشركة أرباحا لم تحلم بها ردت الروح إليها بعد أن كادت الخسارة تخنقها.

ولكن بعد ثلاثين سنة من العمل فى ميشلان قرر الاستقالة عندما أدرك أن طريق الصعود إلى قمة الشركة مسدود باختيار فرانسوا ميشلان ابنه ليخلفه.

ولكن نجاحه فى ميشلان منحه منصبا رفيعا فى شركة رينو للسيارات بشرط أن ينقذها من الانهيار وبعد دراسة لم تزد عن أسبوعين نجح فى إعادة هيكلة الشركة وأغلق عدة مصانع لها ووفر مئات العمال فيها وأعاد مؤشر الربح إليها من جديد وعين مديرا تنفيذيا لها.

هنا.. كشفت قسوة القلب التى يتمتع بها غصن عن أحد أسباب نجاحه.. فهو يلفظ من لا يحتاج.. وينحنى لمن يحتاج.. وكأنه دكتور جيكل الطيب الذى يتحول إلى مستر هايد الشرير بلا تأنيب من الضمير.. وربما يفسر ذلك لنا ما فعل بزوجته الأولى ريتا حتى إنها لم تخف شماتتها فيما ناله من مصائب قلبت حياته إلى جحيم.. وفى الوقت نفسه نجد وفرة من مشاعر الرقة تجاه زوجته الثانية كارول جعلته يغامر بحياته ليحظى بساعات معها.

وصل نجاحه فى رينو إلى حد أنها اشترت 37 % من أسهم نيسان بسعر رخيص بعد أن وصلت ديونها إلى مستوى الأرقام الفلكية.

تعهد غصن بتنفيذ خطة لإنقاذ نيسان واضعا استقالته رهنا إذا ما فشل ودون تردد أغلق خمسة مصانع للشركة وسرح أكثر من عشرين ألف عامل وموظف واكتفى بإنتاج عدد محدود من موديلات السيارات لا يقبل المستهلكون على سواها.

مرة أخرى.. قسوة القلب.. تعويذته السحرية.

فى أقل من عام ارتفعت أرباح نيسان بعد خصم ربع الديون وبعد أقل من ثلاث سنوات أصبحت الشركة الأكثر ثراء بين نظيراتها فى اليابان وسيطر غصن على إدارتها بجانب وجوده على رأس رينو.

رفض غصن عرضا من شركة فورد الأمريكية بعد أن أصر مجلس إدارتها على أن يكون له القرار الأخير دائما.

ولكن قبل ذلك وافق غصن على عرض من شركة افتوفاز الروسية لإنقاذها من الكساد.

وبشراء نيسان حصة حاكمة فى ميتشوبيشى أصبح غصن نجما عالميا فى صناعة السيارات وانتخب رئيسا لجمعية مصنعى السيارات الأوروبية عام 2014 وأصبح مرحبا به فى جامعات العالم وحصل منها على أكثر من دكتوراة فخرية وفكر اللبنانيون فى ترشيحه رئيسا لهم.

ولكن.. ذلك كله تناثر هباء فى لحظة واحدة.

فى 19 نوفمبر عام 2018 هبطت طائرته الخاصة مطار طوكيو ولم يكن فى استقباله طاقم مكتبه وإنما ضباط فى الأمن اليابانى قبضوا عليه وسط دهشة العالم واستغرابهم.. وجهت إليه اتهامات يعاقب عليها القانون اليابانى بالسجن المشدد: التهرب من الضرائب.. استخدام أموال نيسان فى أمور شخصية.. تمويل وشراء مقرات إقامة فاخرة فى أربع دول دون أن ينزل فيها.. وتقاضى عمولات بأسماء أعضاء آخرين فى مجلس الإدارة.. وضمت زوجته كارول للقضية باتهامها ببيع يخت لزوجها من الشركة التى تعمل مستشارة لها بأموال من نيسان.

بعد 3 أيام عزل غصن من نيسان واتخذت ميتشوبيشى القرار نفسه بعد 33 يوما وظلت فرنسا تنتظر إدانته لكنها فى النهاية أقالته من رينو بعد 56 يوما.

وأفرج عن غصن بكفالة فى 4 إبريل 2019 ولكن أعيد اعتقاله بدعوى وجود اتهامات جديدة وتكرر ذلك أربع مرات فى حالة غير معتادة.

وأحس غصن بأن القضية ستطول وأن تحديد موعد محاكمته بعد نحو ثلاث سنوات من اعتقاله نوع من التعسف لا يضمن خروجه بريئا وربما كان لديه شعور بالإدانة فقرر أنه لابد أن يهرب وكان مبرره أن العدالة فى اليابان تميل إلى العقاب وتكره البراءة.

ربما حمل ذلك بعض الصحة ولو من وجهه نظره ولكنه نسى أن الثقافة اليابانية تجبر الفاسد على الانتحار دون ضغوط من أحد ليطهر شرفه مما ارتكب.

الفاسدون فى اليابان لا ينتظرون القبض عليهم.. أو محاكمتهم.. ينفذون القصاص بأيديهم.. سلوك شائع هناك.. مريح للسلطات القضائية التى يثير استغرابها بالقطع من يقبل بالتحقيق معه وينتظر محاكمته.. وربما لذلك السبب يطول نظر القضايا.

فى 29 ديسمبر الماضى خرج غصن من بيته الفخم فى وسط طوكيو وذهب إلى فندق قريب ليلتقى برجلين تجاوزا سن الشباب أخذهما إلى حى شيناجاوا الراقى ليستقلوا القطار السريع «شينكانسن» إلى أوساكا فى رحلة استغرقت ثلاث ساعات.

فى أوساكا توجه الثلاثة إلى فندق بالقرب من مطار كانساى الدولى وبعد قليل غادر الأمريكيان الفندق وهما يحملان صندوقين كبيرين كان غصن فى أحدهما وضع فى طائرة خاصة من طراز بومباريية تحمل علامة «تى أس تى أس آر» هبطت مطار أتاتورك الدولى فى الساعة الخامسة والربع من صباح يوم 30 ديسمبر.

شحن غصن داخل الصندوق فى طائرة خاصة أخرى إلى بيروت من طراز بومباردييه تشالنجر 300 تى سى آر أيه غادرت إسطنبول بعد 45 دقيقة.

حسب التحقيقات التركية تبين أن الشخصين اللذين رافقا غصن من إسطنبول هما ميشيل تى وهو أمريكى الجنسية وعمره 60 سنة والثانى لبنانى الجنسية يدعى دورج أنطونيو وعمره 61 سنة وكانا معه فى الطائرة التى جاءت به من أوساكا.

اعتقلت السلطات التركية 7 أشخاص ــ منهم 4 طيارين ــ على خلفية صلتهم بالطائرتين بسبب استخدام إحداهما بشكل غير قانونى وثبت تزوير فى قائمة الركاب.

دخل غصن بيروت بنسخة أخرى من جواز سفره الفرنسى وكانت النسخة الأخرى فى حقيبة تحت تصرف النيابة اليابانية مع محاميه مفتاحها.

كان تبرير وجود نسختين من جواز السفر أن غصن كان دائما على سفر بما لا يسمح له الوقت بالحصول على تأشيرات دخول كثير من الدول فكانت هناك نسخة أخرى من جواز السفر لدى سكرتيرته لتحصل له على التأشيرات وما إن تعطيه تلك النسخة حتى تأخذ النسخة الأخرى لتحصل على ما يريد من تأشيرات وهكذا.

لكن هناك من يؤكد أن غصن دخل بيروت بجواز سفر مزور ضاعف الحصول عليه من الملايين التى دفعها لتنفيذ خطة هروبه.

على أن ما يثير الدهشة هو نجاح خطة الهروب رغم وجود أجهزة دقيقة قادرة على كشف المسافرين بطريقة يصعب التحايل عليها.

وعلى ذلك لا مفر من وجود شبكات محترفة لتهريب الأفراد والشحنات الممنوعة قادرة على رشوة مسئولين فى ثلاثة مطارات كما فى حالة غصن.

وحسب وول ستريت جورنال فإن عملية غصن دبرها عميل سابق فى القوات الخاصة الأمريكية يدعى مايكل تايلور يوصف بأنه «خبير فى فن عمليات الهروب السرية» وساعده فى تنفيذها الرجلان اللذان رافقا غصن وهما من العملاء السابقين لوكالة المخابرات المركزية.

إذن كل شىء ممكن ومباح مادمت قادرا على الدفع مما يعنى أن كثيرًا من العمليات الخفية يمكن أن تنفذها تلك الشبكات وتنسب إلى حكومات تدفع ثمنها غاليا.

لم تعرف كارول بخطة هروب زوجها وإلا لمنعته خوفا على حياته حسب ما قالت فيما بعد وإن أضافت أنها كادت تفقد عقلها من الفرحة عندما رأته أمامها.

سألت بارى ماتش غصن: هل كان الانضمام إلى زوجتك المحرك الرئيسى وراء هروبك؟

التفت غصن إلى كارول التى وضعت رأسها على كتفه فى حنان قائلا: «صحيح أنه لو سمح لنا أن نكون معا فى اليابان ربما كنت سأكون أكثر صبرا وكان محتملا أن يكون قرار الهروب غير صحيح».

«لقد أرادوا النيل منى وكسرى عندما استولوا على هاتف زوجتى وجهاز الكمبيوتر الخاص بها.. أدركوا قوة العلاقة بيننا.. وبالتالى تعمدوا حرمانى من وجودها حتى صوتها».

«وقبل عيد الميلاد طلبت ساعة من الاتصال عبر الفيديو مع كارول.. طلب القاضى قائمة بالموضوعات التى سنتحدث فيها.. إلى هذا الحد كانوا مؤلمين.. أرادوا أن يعرفوا لم يحتاج الرجل أن يتحدث مع زوجته؟.. هذا ما فعلوه لإذلالى.. لكى تشعر أنك فى قبضتهم.. إذا لم تنحنى فسوف تعانى».

نعم الحب يصنع المعجزات ولكن يظل السؤال ما مدى حقيقة ما ينسب إلى غصن من فساد؟ وما مدى صدق ما يقول عن تعسف السلطات القضائية فى اليابان؟ وهل ما تعرض له نكران جميل أم طمع زائد عن الحد من جانبه؟

أتصور أن من الصعب الوصول إلى الحقيقة مهما طال الزمن.