تعرف علي ما يرعب تنظيم الحمدين من السودان بعد عزل "البشير"

السعودية

أرشيفية
أرشيفية



كانت دولة قطر الداعم الأول للرئيس المخلوع عمر البشير، وعملت كل ما بوسعها لإبقائه في السلطة رغما عن مطالب ملايين الشعب السوداني بتنحيه، بعد عقود من الفساد المستشري في كل مؤسسات الدولة.

وسارعت الدوحة، منذ أول صرخة مطالبة بتنحي البشير إلى التعبير عن دعمها للرئيس وجاهزيتها لتقديم كل هو مطلوب لتجاوز ما اعتبرته وقتها "المحنة، وسخرت وسائل إعلامها للعمل في هذا الاتجاه، وعلى رأس تلك الوسائل قناة الجزيرة.

ومع اتساع رقعة التظاهرات وتصاعد المطالب وتوحدها عند نقطة وحدة هي الإطاحة برأس النظام،، استقبلت الدوحة في الحادي والعشرين من يناير الماضي الرئيس المخلوع وجدد أميرها تميم بن حمد دعمه للبشير.

وجاء دعم الدوحة لنظام البشير بمثابة تحدٍ للإرادة الشعبية السودانية، غير أن مصالح الدوحة مع النظام الذي يلتقي معها على نفس الخلفية الإيديولوجية وهي تنظيم الإخوان، كان مقدما على مصالح الشعب السوداني.

سبق زيارة الرئيس السوداني المخلوع للدوحة زيارة نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، للسودان، والتي استمرت ثلاثة أيام وذلك ما بين 19-21 نوفمبر الماضي، في زيارة أكدت العلاقات المتينة بين نظام البشير وحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأتت هذه الزيارة بعدما استقبل الرئيس التركي نظيره السوداني في أكتوبر، ودعاه إلى المشاركة في افتتاح مطار إسطنبول الجديد.

في العام 2017، زار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، السودان على رأس وفد مكون من 200 من المسؤولين ورجال الأعمال، في وقت كان الوضع في السودان يغلي قبل الانفجار في عام 2018.

وكان نظام البشير قد قدم للنظام التركي العديد من التسهيلات والامتيازات المثيرة للجدل، فقد منح جزيرة سواكن الاستراتيجية في البحر الأحمر لتركيا عبر عقد إيجار ليعطي الأتراك موطئ قدم في منطقة الملاحة الاستراتيجية، دون أن يتضح ما الذي سيجنيه السودان من هذه الخطوة سوى تمكين دولة أجنبية من مناطق إستراتيجية ذات سيادة لا يمكن أن تمنح لدولة أخرى.

ومع تصاعد الغضب الشعبي عبر الاحتجاجات العارمة، وقفت الدوحة وأنقرة بشكل واضح مع نظام البشير لإنقاذه من الانتفاضة التي اندلعت نتيجة تراكمات 3 عقود.

ووفق محللين لم تكن محاولات تميم وأردوغان مدفوعة بالرغبة في تحسين الظروف المعيشية في السودان لتجنب توسع الاحتجاجات، وإنما لأنهما يعتبران الخرطوم - تحت حكم البشير - سندا إيديولوجيا لجماعات مثل تنظيم الإخوان، الذي كان يجد لعناصره في هذه العواصم ملجأ لنشر التطرف ومنصة لدعايته.

لكن لم يكن بمقدور النظام المدعوم منهما الصمود كثيرا أمام الاحتجاجات التي وصلت إلى مقر القيادة العامة للجيش السودانية، مطالبة القوات المسلحة بالتحرك لمساندة الحراك الشعبي

وتتخوف الدول التي دعمت نظام البشير من أن تفقد مصالحها في السودان الجديد، خاصة أن الانتفاضة الشعبية لم تقم ضد رئيس فقط، وإنما ضد حركة الإخوان التي جاءت بهذا النظام إلى السلطة.