بيان الكنائس المسيحية الشرقية بشأن الأوضاع الخطيرة بلبنان

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


عقد بطاركة الكنائس المسيحيَّة الشَّرقيَّة ورؤساؤها، اليوم الثلاثاء، في الصَّرح البطريركيّ المارونيّ في بكركي، قمّةً روحيَّةً للتَّداول في الأوضاع الخطيرة التي يمرُّ بها لبنان منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك بدعوةٍ من صاحب النيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الرَّاعي الكلّي الطُّوبى.

وأصدروا البيان الختامي التالي: "تابع الآباء مجريات تشكيلِ حكومةٍ لبنانيَّةٍ جديدةٍ، وما رافقها من تجاذباتٍ ومساومات، امتدَّت أكثر من شهرين بشأن نوع الحكومة وعدد الوزراء وكيفيَّة تسميتهم، فيما الشَّارع يغلي، والوضع المالي والاقتصادي والمعيشيّ آخذ بالتَّدهور وهم إذ يُسجِّلون بعد ولادة هذه الحكومة، ارتياحهم إلى وجوهٍ وزاريَّةٍ من أصحاب الاختصاص والخبرة، فإنَّهم ينتظرون من أداء الحكومة القدرة على كسب ثقة الشَّعب اللُّبنانيّ، لا سيَّما شبَّانه وشابَّاته، في انتفاضتهم السِّلميَّة، وثقة المجتمع الدَّوليِّ والجهات المانحة ويحثُّون أهل السِّياسة أن يواكبوا بروحٍ إيجابيَّةٍ العمل الحكوميّ".

وتابع البيان: "يلفت الآباء إلى وجوب المُسارَعة في محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة، وضبط الهدر المتواصل في المال العامّ، كشرطٍ لا بدَّ منه للدَّفع بالاقتصاد اللُّبنانيّ كما يؤكِّد الآباء على حقّ التَّظاهر السِّلميّ طلبًا للإصلاح، ولكنَّهم يدينون بشدَّة الغوغاء في الشَّوارع والسَّاحات، خصوصًا في العاصمة بيروت، مخافة أن يميل الحراك عن أهدافه النَّبيلة ويُحيُّون الجيش وقوى الأمن الدَّاخليّ في تعاملهما مع الأحداث ويُناشِدون العاملين على تأجيج العنف، العودة إلى العمل الدِّيمقراطيِّ الصَّحيح والسَّليم. فليس المال العامّ والخاصّ مطيَّةً للغايات المُريبة، ولا إراقة الدِّماء هي السَّبيل السَّويُّ للخلاص الوطنيّ".

وأكد البيان على الآتى: "يدعو الآباء المواطنين المتظاهرين وبخاصَّة الشَّباب منهم الذين كان لهم التَّأثير الأساسيّ في هزّ الضَّمائر وترسيخ فكرة وجوب التَّغيير في الأداء السِّياسيّ، إلى التَّعامل بحكمةٍ مفسحين في المجال أمام الحكومة لتحمُّل مسؤوليَّاتها، بحيث يأتي التَّقييم لهذا العمل تقييمًا واقعيًّا وموضوعيًّا وحضاريًّا. فتتابع انتفاضتهم مسارها المُشرِق، وترتفع أكثر فأكثر إلى مستوى المواطنة الحقيقيَّة".

واختتم بالقول: "يُعرِب الآباء عن بالغ الأسى حيال ما آلت إليه الأوضاع في الدول العربية، ولا سيما في سوريا والعراق وفلسطين، مما يُفاقِم مُعاناة شعوبها، ويُسرِّع هجرتهم إلى أماكن آمنة وهم يناشدون المسؤولين في هذه البلدان والمجتمع الدَّوليّ العمل على وضع حد للحروب والقتل والدَّمار، والسَّعي الى بناء سلامٍ عادلٍ وشاملٍ".