وزيرة الصحة.. كل حاجة وعكسها

العدد الأسبوعي

الدكتورة هالة زايد،
الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة


قرارات تكليف وإلغائها بمحافظة "مرسى مطروح" 4 مرات خلال شهر واحد

تعطل صلاحيات رؤساء القطاعات وتحرمهم من أداء مهامهم


لطالما كان منصب وزير الصحة والسكان، من أبرز المناصب الحكومية التى تظهر على الساحة الإعلامية من كثرة تنقلاته وقراراته المختصة بصحة المواطنين، ولكن استطاعت الوزيرة الحالية هالة زايد أن تغير القاعدة لتصبح الوزيرة الأكثر شغبًا، حيث إنها بين الحين والآخر تصبح حديث الساعة لدى الجميع يتناقلون قراراتها المتضاربة أو الكوارث التى تصيب القطاع الصحى وتعجز عن إيجاد حل لها.

"الفجر" قامت بمحاولة رصد بعض الجدل الذى يثار حول وزيرة الصحة هالة زايد.

1- جولات الشو الإعلامي

كل يوم تطل علينا وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، من مكان مختلف بجولة جديدة، ولكن بالنظر لتلك الجولات نجد أن جميعها ينصب لمتابعة المبادرات الرئاسية والمشروع القومى للتأمين الصحى.

ففى البداية انصبت كل زياراتها ضمن مبادرة 100 مليون صحة لمتابعة سير العمل بالمبادرة حيث جابت الوزيرة عددا من المحافظات مع بداية كل مرحلة لمتابعة سير العمل بها.

وبعد مبادرة 100 مليون صحة انصب اهتمام الوزيرة على متابعة المشروع القومى للتأمين الصحى الشامل، حيث كانت جميع زياراتها لمحافظة بورسعيد والتى وصلت إلى حوالى 50 زيارة حتى الآن منذ بداية انطلاق المشروع من هناك، وبعد ذلك تغير مسار جولات الوزيرة إلى محافظات «الإسماعيلية، جنوب سيناء، السويس، أسوان، والأقصر» للوقوف على سير العمل لإعداد تلك المحافظات لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بها.

وأكدت مصادر مسئولة داخل وزارة الصحة، أن زيارات الوزيرة المتعددة للمحافظات التى تطبق بها المبادرات الرئاسية ومشروع قانون التأمين الصحى الشامل لا جدوى منها، حيث إنها تظهر فقط للشو الإعلامى، حيث إنها يمكنها متابعة سير العمل بواسطة قيادات أخرى للوزارة من دون تحمل الوزارة أعباء مالية نتيجة زياراتها المتكررة والتى تصطحب فيها أفراداً بعينهم كالدكتورة نيفين النحاس، مديرة المكتب الفنى، والدكتور أحمد السبكى، مساعد وزير الصحة لشئون الرقابة والمتابعة.

وأضافت المصادر أن من أبرز الأمور التى تثبت أن جولات الوزيرة على المبادرات الرئاسية مجرد شو إعلامى هو أن مشروع التأمين الصحى الشامل يعمل به أكثر من وزير بجانب وزيرة الصحة، وهم وزير المالية، وزيرة التخطيط، ووزير الاتصالات، ولم نجد جولات لهؤلاء الوزراء كالجولات المتعددة لوزيرة الصحة.

ولم تتوقف الوزيرة عند جولات الشو الإعلامى، إنما كانت قراراتها متضاربة، ومن أبرز تلك القرارات هو ما فعلته مؤخرا فى محافظة مرسى مطروح حيث إنها أصدرت أربعة قرارات تكليف وإلغائها فى شهر واحد، ففى البداية ألغت تكليف دكتور محسن طه، وكيل الوزارة بالمحافظة، وبعد أيام قامت بتكليفه كوكيل وزارة مرة أخرى، ولم تمر أيام إلا وألغت تكليفه للمرة الثانية، ثم أصدرت قراراً بتكليف دكتور محمد يوسف وقبل نشر القرار قامت بإلغائه.

بعدها أصدرت قراراً بتعيين دكتور محمد أبو حمص وكيل الوزارة بمطروح، ثم عادت مرة أخرى وألغت تكليفه، ثم كلفت وكالة الوزارة للدكتور عبد الحميد روتان، ثم ألغته وعينت بدلا منه دكتور محمد يوسف، ثم ألغت القرار مرة أخرى، وفى النهاية قامت بتكليف الدكتور خالد جمال عبد الغنى أخصائى أول طب بشرى بمديرية الشئون الصحية بالمنيا للعمل وكيل مديرية الصحة بمطروح وذلك لمدة عام.

2- تعدد المناصب فى عهد هالة زايد لقيادة واحدة

ومن بين القرارات الغريبة التى تتخذها الوزيرة وتثير استغراب الكثيرين هو تقليد قيادات معينة من الوزارة للمناصب المهمة، حيث إنه يوجد 6 قيادات بديوان الوزارة، يعتبرون أصحاب الحظ فى عهد هالة زايد، وذلك بعد أن أسندت لهم مجموعة من المناصب المختلفة، مع العلم أن كل منصب من هؤلاء لا يمت للآخر بصلة وبالرغم من ذلك أسندت لكل شخصية منهم عدة مناصب معًا.

يأتى على رأس هؤلاء الدكتورة نيفين النحاس، التى تربطها صداقة وطيدة بالوزيرة، منذ كانتا تعملان معًا بمستشفى 57357، وتتقلد الدكتورة نيفين ثلاثة مناصب بديوان الوزارة هى مديرة المكتب الفنى للوزيرة، ومعاون الوزير لشئون التأمين الصحى الشامل، ومدير المشروع القومى للاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما.

والقيادة الثانية التى يسند لها عدة مناصب مختلفة بالوزارة الدكتور محمد جاد، حيث تقلد منصب رئيس هيئة الإسعاف المصرية، ثم تولى منصب المشرف على العلاقات الصحية الخارجية، ثم أسندت له الوزيرة منصب المشرف على مشاريع التعاون الصحى مع إفريقيا، وبعدها تولى مع تلك المناصب السابقة منصب مدير القوافل الخارجية لوزارة الصحة.

ويضيف أحد المصادر داخل الوزارة أن د. هالة زايد تقوم بإسناد مناصب مختلفة لبعض الأشخاص بعينهم إما مجاملة لهم أو لمجرد إشغال المنصب، موضحًا أن ذلك الأمر يجعل المسئول عن عدة مناصب معًا يهتم بأحدهم فقط ويهمل المناصب الأخرى الأمر الذى يسبب أزمات بعدد من قطاعات الوزارة.

ونجد الدكتور أحمد السبكى، تولى فى البداية منصب مساعد وزير الصحة لشئون الرقابة والمتابعة، وبالرغم من أن ذلك المنصب يحتاج تفرغاً بسبب تعدد قطاعات الصحة التى تحتاج لرقابة محكمة، إلا أن الوزيرة أسندت له منصباً آخر وهو المدير التنفيذى لمشروع التأمين الصحى الشامل، لنجد فى النهاية اهتمام د.أحمد السبكى ينصب تجاه المنصب الثانى كونه مشروعاً رئاسياً قومياً، وعدم المتابعة الجيدة لمنصبه الأول.

ومن بين القيادات التى فوجئ الجميع داخل ديوان الوزارة بتوليها منصب آخر لها كان دكتور أحمد محيى القاصد، حيث إنه كان يشغل فى البداية منصب المشرف على أمانة المراكز الطبية المتخصصة، ومساعد الوزير لشئون الطب العلاجى، ثم أسند له منصب الإشراف على أمانة المراكز الطبية.

والقيادة الخامسة من القيادات المحظوظة بالوزارة، كانت سحر حلمى، حيث إنها كانت تشغل منصب مدير عام التكليف، وهو المسئول عن تكليف الأطباء والتمريض والصيادلة، ثم تقلدت منصباً آخر لا يمت له بصلة وهو رئيس قطاع التدريب لوزارة الصحة.