كان حاسس بموته.. الفجر داخل منزل "صالح" شهيد لقمة العيش بالصف (صور)

حوادث

محررا الفجر في منزل
محررا الفجر في منزل شهيد لقمة العيش


والد القتيل: كان قلبه حاسس.. اتصور مع زوجته وأولاده قبل موته

داخل منزل خيم أرجائه الحزن، بعزبة حسن بك بقرية المتانيا، الواقعة بمركز العياط، جلس بطابقه الأرضي، والدي شهيد "لقمة العيش"، وأعمامه وعماته وشقيقيه، وزوجتهن؛ لاستقبال رجال ونساء العزبة، لتلقى واجب العزاء بعد فقدهم "صالح مسعد صالح"، شاب عشريني العمر، قتلته طلقة نارية لدفاعه عن ماله من مجموعة ملثمة حاولت السطو المسلح عليه بمنطقة الصف، في أثناء ذهابه للعمل بحلوان.

كان يجلس في منتصف الغرفة رجل ستيني العمر، اتشح قلبه بالسواد بعد فقده أول فرحته وأكبر أبنائه، حال ذهابه لعمله، وبدأ "مسعد صالح"، حديثه إلى الفجر، قائلًا: "صالح الله يرحمه كان بيشتغل 4 أيام ويأخذ إجازة يومين، بيروح الشغل يوم الجمعة، ويرجع يوم الثلاثاء، يوم لما اتقتل زي ما يكون كان قلبه حاسس أنه هيموت، أتصور مع زوجته وأولاده، سبحان الله كان شكله حزين في الصور، قولت له مالك يابني، مردش عليا، يومها صاحب العربية كلمه الساعة واحدة بعد منتصف الليل، علشان يروح ينقل طوب من مصانع الطوب، كان غصب عنه ينزل في الوقت ده ميقدرش يقوله لأ، إحنا ناس رزقنا على الله لو مشتغلناش في يوم مش هنلاقي نأكل".

وتابع والد شهيد لقمة العيش: "خرج وكان معاه ابن عمته هلال، بيطلعوا من الطريق الإقليمي ومنه على طريق الأوستراد وهما في الطريق تحت كوبري الصف، وقفه اثنين ملثمين، كانا راكبين موتوسيكل حدفوا طوب على العربية علشان يقف، وقالوله هات اللي معاك، أعطاهم 50 جنيه وموبايل، قالهم دول اللي معايا، محدش صدقه، ونزلوه من العربية غصب عنه هو وابن عمته، ولقوا فلوس الشغل كان مخبيها في العربية، راحوا ضربوه وشتموه بأمه، صالح قاله أنت بتشتمني ليه مش أنت أخذت كل حاجة مني أسكت، لكنه شتمه تاني، فمسك فيه صالح علشان شتمه بأمه، وقام الملثم الثاني بضرب هلال على عينه ورجله وقعه على الأرض، وضرب صالح طلقة بالسلاح، وقعه على الأرض جثة، ربنا ينتقم منه.





عمة القتيل: "إحنا ناس رزقنا على الله بنرزق اليوم بيومه"

والتقطت عمة المجني عليه الحديث: "سرقه وشتمه بأمه وقتله في الآخر، حسبي الله ونعم الوكيل فيهم، دول مجرمين، فين الأمان أنا واحدة ست بخاف أمشي لوحدي خلاص عيالنا ميشتغلوش بعد كده، ويقعدوا في البيت يموتوا من الجوع!، إحنا ناس رزقنا على الله، بنرزق اليوم بيومه، لو قعدنا يوم مش هنلاقي فلوس، نشتغل في البيوت أحسن ولا نمد ايدينا للناس، علشان الشباب اللي بتموت منا".

واستكملت حديثها ودموعها تنهمر من عينيها: "ذنبه إيه صالح، هو وأخواته وأبوه أنهم شغالين سواقين في مصانع الطوب، كلهم متعلمين ومعاهم شهادات لكن مش لاقين شغل، صالح بعد ما اتقتل مين اللي هيأكل عياله، كانوا سابوه يربي عياله عنده 3 أطفال، ربنا يرحمه كان متدين وبيصلي كل الصلوات، ويقرأ القرآن، ويخاف على إخوته وأهله، يعتبر مات شهيد؛ لأنه مات وهو بيدافع عن عمله، أمه ربنا اللي عالم بيها قلبها محروق على ابنها، كان طالع على أكل عيشه ومات وولاده اتحرموا من أبوهم، وضربوا ابن عمته على عينه ورجله عجزوه، مين هيصرف عليه وعلى عياله بعد ما عينه راحت، عنده طفلين ومراته وأمه كبيرة في السن، مين اللي هيصرف عليهم؟".

والد صالح: اشتري بيت جديد ملحقش يفرح بيه

واستكمل والد صالح حديثه قائلًا: "المسلحين اللي ضربوا ابني، جسمهم أقل منه، لو كانوا اتخانقوا معاه كان ابني ضربهم، لكن السلاح اللي معاهم مقويهم، ضربوه وهربوا على طريق الصف، وبعدها جالنا الخبر من السواقين إن ابني اتقتل، مراته من الصدمة مكنتش بتتكلم، إلا لما روحنا المقابر، وبعدها راحت بيتها، الله يرحمه قبل موته اشتري بيت جديد ملحقش يفرح بيه".



أصدقاء الشهيد: "بنخرج من بيتنا مش عارفين هنرجع ولا لأ"

وحال استكمال والد صالح حديثه، دخل إلى منزله أصدقاء ابنه لتقديم واجب العزاء، ليقول أحدهم: "من حوالي أسبوعين حصل معانا زي صالح الله يرحمه، وطلع علينا ملثمين ببنادق آلية، وقفونا على الطريق لأنه مفيش إضاءة، بيحدفوا طوب على العربية علشان نقف، لكن وقتها مكنش معانا فلوس، لما قولنالهم واتأكدوا مشينا"، ليواصل سائق آخر الحديث: "إحنا حصل معانا زي صالح في نفس المكان بس قدرنا نهرب منهم، إحنا عايشين في خطر، بسبب البلطجية اللي معاهم أسلحة، بنكون خارجين الصبح من بيوتنا ومش عارفين هنرجع لولادنا ولا ولأ".

المصاب في حادث طريق الموت يكشف عن ليلة قتل ابن خاله

وأوضح هلال المصاب بالحادث في حديثه إلى الفجر: "يوم الحادث مشينا حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، كنا رايحين على أكل عيشنا وقفنا بالعربية نصلي الفجر، وكان اثنين ملثمين، واحد منهما طلع العربية من ناحيتي والثاني من ناحية صالح قالوا لنا معاكوا فلوس، قولنا لهم أيوا وأخدوها منا لكن مصدقوش ونزلونا من العربية، ضربوني على رجلى وعلى عيني ورأسي، واحد منهم قال خلص على الاثنين، ومن كثرة الضرب وقعت على الأرض".

وأضاف هلال: "صالح كان بيحاول يضرب واحد منهما، وفوجئت أنه ضربه طلقة من السلاح اللي كان معاه، وقع على الأرض مات، وهربوا بعدها، ذنبها إيه عيالنا محدش فيهم يلاقي يأكل، الله يرحمه صالح كان بيصلي كل الصلوات"، مشيرا إلى أن هناك سائق شاهدنا على الأرض، فأبلغ الشرطة وتم نقلنا إلى المستشفى.



القبض على المتهمين بقتل سائق وإصابة نجل عمته

تمكن رجال مباحث الجيزة، من القبض على المتهمين بقتل سائق، وإصابة ابن عمته، بمركز الصف، جنوب المحافظة، وتبين أن وراء ارتكاب الواقعة خفير خصوصي، 24 عاما، له معلومات جنائية، وابن عمه، خفير خصوصي، 30 عاما، مقيمان بقرية الغمازة الكبرى، باستخدام سلاح ناري، وعثر بحوزتهما على قطعتي سلاح ناري، بندقية آلية وطلقتين من العيار نفسه، ودراجة نارية "بدون لوحات ملك المتهم الثاني"، المستخدمين في ارتكاب الواقعة، فضلا عن ضبط الهواتف المحمولة المستولى عليها.

كما تبين سرقتهما مبلغ 400 جنيه، و3 هواتف محمولة، وهروبهما بعد قتل السائق وإصابة نجل عمته، وأخطر اللواء طارق مرزوق مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة.

وتلقى اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إخطارًا من العميد علاء فتحي رئيس قطاع جنوب الجيزة، بورود بلاغا، يفيد بقيام مجهولين بإطلاق أعيرة نارية صوب شاب بعدما اعترضوا طريقه بالقرب من الطريق الإقليمي، وانتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ برئاسة العقيد محمد عبد الشكور، مفتش مباحث جنوب الجيزة، والرائد عادل طلبة، معاون مباحث مركز العياط، وضباط وحدة مباحث مركز الصف، برئاسة الرائد أحمد يسري، وعثر على جثة "صالح مسعد صالح"، مقيم عزبة حسن التابعة لقرية المتانيا بمركز العياط.

وكشفت تحريات اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالقطاع، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة تشكيل عصابي تخصص نشاطه في سرقة سائقي السيارات النقل المارة بالدروب الصحراوية، وبإعداد مأمورية بالتنسيق مع قطاع الأمن العام تمكنت القوات من القبض عليهما، وأخطر مدير أمن الجيزة بالواقعة.