"متطوعين خدمة للقراء".. حكاية "الجنود المجهولة" في معرض الكتاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


منذ يومين انطلقت، فعاليات الدورة 51 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، التى تُقام في مركز المنارة للمؤتمرات والمعارض بالتجمع الخامس، وتستمر حتى الرابع من فبراير المُقبل.

ومنذ أيامه الأولى توافد آلاف المواطنين من كافة المحافظات، لشراء الكتب الهامة التي يرغبون في قراءتها، وتشهد الدورة الجديدة زيادة عدد الأجنحة، حيث تصل هذا العام إلى 808 أجنحة، بزيادة 86 جناحًا عن العام الماضى.
ذلك العدد الهائل من الأجنحة وتوافد الجمهور بأعداد هائلة، تطلب من المعرض زيادة عدد العاملين، والاستعانة بفرق تطوعية، من أجل توفير خدمة متميزة، ومن أبرز تلك الفرق التطوعية التي ظهرت بشكل بارز لهذا العام في المعرض، فريق "أنا متطوع".

فعندما تخطو بقدمك إلى داخل المعرض،  تجد عدد من الشباب والفتيات يرتدون "زي فسفوري"، يستقبلونك بإبتسامة هادئة على ثغرهم، ينتشرون في كافة أرجاء المعرض، يحملون بين ايديهم عدة خرائط للمعرض، يحاولون مساعدة الجميع لتلبية رغباتهم المنشودة من زيارة المعرض في هدوء ويسر وسرعة.






"يارا" البالغة من العمر "18 عاماً" أحد أبرز جنود الشباب المتطوعين في معرض الكتاب لهذا العام، حبها للثقافة والكتب جعل أول أهدافها هو التطوع في معرض الكتاب من أجل مساعدة المهتمين بالقراءة "أول ما شفت الإيفنت على الفيس بوك فرحت جداً وروحت قدمت واتقبلت ما بين 7آلاف واحد متقدم ودي كانت أكبر دفعه معنوية ليا".

تضيف"يارا" لـ"الفجر"أنها تدرس حالياً بكلية التربية الرياضية، ولكن المعرض يساعدها في الاقتراب من حلمها، في أن تصبح كاتبة يوماً ما" أنا بحب كتب المغامرة والخيال العلمي جداً، ونفسي أبقى كاتبة في يوم، والاختلاط بالمعرض والكتاب بيساعدني على ده".

بالرغم من أن مهام المعرض شاقة، الإ أن "يارا" تشعر بسعادة وفرحة بالغة بما تقدمه لزوار المعرض" أنا شغلي بيبدأ في المعرض من الساعة 10 الصبح لحد الساعة 6 بليل، المعرض كبير جداً، ومعظم الجمهور مش عارف الأماكن ودور النشر، فأنا بساعده، ولو فيه قارئ محتاج يشتري كتاب بديله معلومات عنه، وطبعاً فيه ابليكيشن موبايل بيساعدنا إننا نؤدي أفضل خدمة للجمهور".

تلك المهام برغم صعوبتها إلا أن الطالبة الجامعية تشعر بسعادة هائلة خلال تأديتها لمهامها المطلوبة "الفكرة في المعرض بالنسبة ليا إني اشتغل الحاجة اللي بحبها، وأنا بحب التطوع ومساعدة الناس جداً، وبالتالي بحس بسعادة كبيرة لما اساعدهم في تحقيق مطالبهم".






لا تختلف يارا كثيراً عن" إيمان" طالبة الفرقة الأولى بكلية السياحة، والتي حرصت هي الأخرى على التطوع في معرض الكتاب لمساعدة القراء" أنا بعشق القراءة والكتب، وده سبب مهم لتطوعي إني أساعد الناس إنهم يشتروا الكتب اللي بيحبوها، وأرشدهم للمكان الصح خاصة إن تخصصي سياحة".

تضيف "إيمان" في حديثها لـ"الفجر" أن هذا العام هو أول مشاركة لها في الفرق التطوعية بالمعرض، ففي كل عام كانت تزور كواحدة من الجمهور تشتري الكتب، وتحضر الندوات، ولكن هذا العام مختلف بالنسبة لها، لأنها تساهم بشكل كبير في خدمة القراء ومساعدتهم في توجيههم للأماكن الصحيحة، ومشاركة القراء في اختياراهم للكتب.





ومن "إيمان" إلى "محمود" 19 عاماً، و طالب بكلية التربية الرياضية، فهو الأخر شارك في تنظيم معرض الكتاب أكثر من عام، ولكن في كل عام يتعلم مهارة جديدة من المعرض"أنا كنت باجي المعرض على طول، وشاركت قبل السنة دي في التنظيم، لكن أهمية المعرض بالنسبة ليا، بتتمثل في مقابلة كتاب جدد، وشخصيات جديدة بتساعدني إني أطور مهاراتي بسرعة، وانفتح على عالم جديد".