د.حماد عبدالله يكتب: زيارة " للمتروبوليتان " نيويورك !!

مقالات الرأي

بوابة الفجر


كانت زيارتى الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية بهدف رؤية حفيدتى وإبنتى حيث تعيش أسرتها بجزيرة "لونج ايلاند" وهى إحدى ضواحى مدينة نيويورك.
ومكثت فيها لمدة أسبوع ، ولأول مرة وضعت لنفسى جدول أو أجندة للساعات التى سأقضيها فى المدينة القديمة ، حيث قرررت المكوث فى قاعات المتحف النيويوركى العظيم ( متروبوليتان ) يوما ، وزيارة متحف الفن المعاصر modern museum ، وزيارة موقع سقوط برجى التجارة العالميين ( 9/11 ) كما يسمونه الأن " جراند زيرو " حيث فاز معمارى بتصميم الموقع ، ونفذته الحكومة الأمريكية وأصبح مزاراً وشاهداً على أكبر كارثه أصابت الولايات المتحدة الأمريكية بعد موقعه ( بيرل هاربر ) فى أثناء الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، كما أن حضورى لمسرحية هامة فى " البرودواى " تحمل عنوان " الساحرتان " Wicked بمسرح Gershwin هى اليوم من " أحدث " معالم الفن فى نيويورك ، حيث لا مكان لحضور حفل لهذه المسرحية لمدة ثلاث أعوام قادمة !! وتباع التذاكر فى السوق السوداء ، لتحصل على مقعد ، بزيادة مائتى دولار عن قيمة التذكرة ، هكذا وضعت أجندة وسعيت لتنفيذها وحققت ماذكرته أعلاه ، واليوم أتحدث عن زيارتى " للمتروبوليتان " هذا المتحف الذى يقع شمال جزيرة مانهاتن ، تصل عظمته فيما يحتويه على أثار مصرية وأغريقية ورومانية ، وأفريقية وأيضاً أثار من جنوب شرق أسيا ، وكذلك الفن الأمريكى الحديث و فنون الهنود الحمر أصحاب القارة قبل أن يطأها ( كريستوفر كولمبوس ) مكتشف الأمريكتين ولقد شدنى بالطبع الجناح المصرى ، وهو أكبر أجنحة المتحف على الأطلاق !!
وليس هذا شىء يسعدنى بقدر ما أدهشنى حجم الأثار المصرية التى إستطاع الغرب أن يجرفها من الأراضى المصرية ، ففى متحف "اللوفر فى باريس" شىء مخيف كمية الأثار المصرية ، ولكن هذا يعود إلى أن الحملة الفرنسية بقيادة "نابليون بونابرت" على مصر عام 1798 ، ومجموعة العلماء المصاحبين للحملة هم أصحاب الفضل فى الكشف عن المستور من حضارة المصريين ، بل هم الذين كشفوا سر اللغة الهيروغلوفيه عن "حجر رشيد" ، على يد العالم الفرنسى الشاب " شامبليون " وكذلك مصفوفه ( وصف مصر ) التى وضعها المهندس الشاب ( جان دى شابرول ) وزملائه وبالقطع كان من نصيبهم أن ينقلوا إلى " فرنسا " كل هذه الأثار وهذه المسلات العظيمة وأشهرها تلك المنصوبة فى ميدان
( كونكورد ) فى باريس ، وأيضاً متحف الفاتيكان فى "روما "، وكمية الأثار المصرية ، وكذلك المسلات المصرية المنتشرة فى ميادين " إيطاليا " مثل ( يباتسا دى البوبلو ) ( ويباتسا نافونا) ( ويباتسا سانت ماريا ماجورى ) وغيرهم .
ولعل إنجلترا كان لها النصيب الأكبر فى متحف " فيكتوريا أند . البرت "، والمتحف البريطانى ، كميات عظيمة وضخمة من الأثار المصرية ، ولعل أشهر أثارنا فى " ألمانيا " فى متحف " برلين " رأس الجميلة " نفرتيتى " وغيرها !!
إلا أن "المتروبوليتان" فى نيويورك ، إختص بمعبد كامل من معابدنا التى أهديت لهم أثناء إنقاذ معابد فيلة من الغرق لبناء " السد العالى " وقد قامت " اليونسكو " بإنقاذ تلك الأثار ، وجمعت الأموال فكان نصيب "المتروبوليتان" هذا المعبد المصرى الصغير مقابل خمسة وسبعون مليون دولار ، إهداء إلى مشروع إنقاذ معابد فيلة من الغرق عام 1965!! متحف " المتروبوليتان " شىء عظيم جداً وتزداد عظمته لأحتواء صالاته على أثارنا الرائعة !!
ليتنا نعلم ونفهم ونقدر قيمة مانمتلك كمصريين !!