"حلقة السمك" بالإسكندرية.. التاريخ المشوّه بالإهمال (صور)

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


دخلت “حلقة السمك” الواقعة بمنطقة الأنفوشي بمحافظة الإسكندرية، والتي يرجع تاريخ إنشائها إلى نحو 132 عامًا، في حالة من الإهمال الكبير، بعدما أصبحت معرضة للإنهيار وتدهور البنية التحتية الخاصة بها، وغرقها في مياه الصرف الصحي والأمطار، مما دعا أكثر البائعين بها إلى مهاجرتها وعرض الأسماك التي كانت تتميز بها يوما في الأسواق الأخرى.

- تاريخ الحلقة 

تعد حلقة السمك واحدة من أقدم حلقات السمك في مصر، حيث يعود تاريخ إنشائها إلى نحو 132 عامًا، حيث تم إنشائها إبان فترة الاحتلال الإنجليزي، وكانت مصدرًا لتوفير الأسماك لجنود المعسكر.

 الدكتور إسلام عاصم، أستاذ مساعد التراث بالمعهد العالي للسياحة، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، يقول في تصريحاته لـ"الفجر" إن حلقة السمك بالأنفوشي تم تشييدها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بواسطة بلدية اسكندرية بعد شكوى من والي مصر، لتأذي الأهالي من رائحة الأسماك التي تباع في الطرقات، بجانب شكوى زائري وساكني قصر رأس التين بالإسكندرية.

وأضاف عاصم، أن والي مصر في ذلك الحين قرر تجميع بائعي الأسماك في مكان واحد، مشيرا أن المبنى الحالي للحلقة يرجع تاريخه بين أواخر القرن التاسع عشر؛ وبداية القرن العشرين في حركة التطوير الكبرى التي طالت مدينة الإسكندرية بعد ضرب الإسكندرية في عام 1882، والصور المنتشرة للحلقة تعود لاوائل ثلاثينات القرن الماضي.

- الإهمال يغتال الحلقة 

نتيجة لعدم الإهتمام بها من قبل المسؤولين الذين توالو على الإسكندرية، فقد عانت الحلقة كثيرا من الإهمال، حيث أنها لم تشهد تطويرا أو ترميما للمبنى منذ  عهد اللواء عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية السابق، وأدى ذلك إلى انهيار المرافق، وانتشار مياه الصرف وإنبعاث رائحة كريهة وغرقها في مياه الأمطار.

يقول محمد عثمان، أحد أهالي منطقة بحري، إن الحلقة قد عانت كثيرا ومستوى الإهمال بها قد إرتقع مع مرور السنوات، حيث كانت في فترة تسعينيات القرن الماضي مصدرا لشراء الأسماك من قبل عائلته، قائلا: "كانت لسه واقفة على حيلها".

واضاف عثمان، أن الإهمال الذي ضربها جعل الكثير من الباعة يضطرون إلى مغادرتها وعرض أسماكهم أما في الأسواق الشعبية الأخرى أو الوقوف بها  على طوالي بمحيط الحلقة، بعدما وصل الأمر إلى عدم تمكن الأهالي والزائرين إلى دخولها بسبب غرقها في مياه الصرف وإنتشار الروائح بها.

عمر علي، أحد الأهالي، سرد أيضًا حالة الإهمال التي وصلت إليها الحلقة، حيث أكد أنها تعاني من تدهور المبنى الخاص بها حتى أصبح معرض للإنهيار، وإنتشار مياه الصرف الصحي بها وغرقها في مياه الأمطار بالإضافة الى إنبعاث الروائح الكريهة منها، وهو ما أثر على حركة البيع وأدى ذلك إلى مغادرة الباعة والتجار منها.

وكشف علي، عن أن آخر تطوير خضعت له الحلقة كان في عام 2002 إبان عهد محافظ الإسكندرية الأسبق عبدالسلام المحجوب، ومنذ ذلك الحين لم تلقى الحلقة إهتمام من قبل مسؤولي المحافظة حتى زيارة اللواء محمد الشريف لها منذ أيام.

- محافظ الإسكندرية يعد بتطويرها خلال عام 

من جانبه وعد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، بإعادة تطوير الحلقة بالمستوى اللائق بعروس البحر الأبيض المتوسط، لافتا إلى أن محافظة الإسكندرية بصدد الانتهاء من دراسة مشروع تطوير حلقة الأسماك من خلال الاستعانة بمتخصصين.

وأضاف "الشريف"، خلال تفقده لحلقة الأسماك، للوقوف على أهم مشكلاتها، أنه سيتم تخصيص أماكن بها لتجار الجملة وكذا تجار التجزئة، لتنتهي أعمال التطوير خلال عام، لتصل إلى المستوى الذي يليق بالإسكندرية أهم محافظات مصر الساحلية.

وأكد المحافظ للتجار، أنه لن يقبل بالتعدي على حرم الطريق والفرش خارج حلقة السمك، ووجه حديثه لعدد من بائعي الأسماك خارج الحلقة، مؤكدا لهم أنه سيتم مراعاة الجميع خلال أعمال التطوير، وطالبهم بالالتزام بعدم التواجد بحرم الطريق والمحافظة على نظافة اﻷماكن المحيطة بهم.