أوامر تركية لـ"داعش" بفبركة 50 فيديو فى ليبيا وشركة بريطانية تفضحها

العدد الأسبوعي

تنظيم إرهابي
تنظيم إرهابي


اللجان الإلكترونية بثت آلاف التدوينات على "السوشيال ميديا" من داخل تركيا

كشف براين آدم، خبير تقنى بشركة 4s البريطانية، ومتخصص فى تتبع مقاتلى التنظيمات المسلحة، عن استغلال الجهاز الإعلامى لتنظيم «داعش» الإرهابى، لوسائل التواصل الاجتماعى، عبر استخدامها فى ترويج عشرات الفيديوهات المفبركة عليها، لجذب العشرات من أنصار التنظيم، للقتال ضمن صفوف الميليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق الليبية.

وقال آدم، لـ«الفجر»، نشر «داعش» خلال الأسبوع الماضى أكثر من 50 فيديو غير صحيح، عبر منصات تابعة له، تحث المتعاطفين مع التنظيم على الانضمام لمقاتليه داخل طرابلس فى ليبيا، وأبرزت عدد من الحسابات على موقع تويتر، فيديوهات لمقاتلين، ادعوا أنهم داخل ليبيا، يحاربون ضمن صفوف قوات حكومة الوفاق الليبى، ولكن بعد تحليل الفيديوهات المتداولة، اكتشفنا أنه تم تركيب صوت مخالف لمضمون الصوت الأصلى، الذى التقط قبل أربعة أعوام فى ريف دمشق.

التقنى المتخصص فى تتبع مقاتلى التنظيمات المسلحة، أضاف، لاحظنا بالتوازى مع ذلك، نشاطا ملحوظا، من قبل لجان الكترونية تابعة لقوات فرقة لواء السلطان مراد، وهى جماعة مسلحة فى الحرب الأهلية السورية، وأغلب أعضائها ينتمون إلى تركمان سوريا، وتتماشى مع المعارضة السورية، كما أنها معتمدة بشكل كبير من قبل تركيا، التى تقدم لها التمويل والتدريب العسكرى والدعم الجوى فى أغلب هجماتها.

واتفق أيمن المتولى، خبير فى الجماعات المتشددة، مقيم داخل ليبيا، مع ما قاله آدم، مضيفا: التنظيم الداعشى الآن ليس لديه شىء ليقدمه غير الفبركة، والأداة الإعلامية لديه الآن تعمل فقط على بث عدد من الفيديوهات المفبركة، والتى لا تمت بصلة من قريب أو بعيد للوضع على أرض الواقع، والهدف هو جذب أكبر عدد ممكن من مقاتلى التنظيم والمتعاطفين معه، ولكن هذا الأمر لن يجدى.

وتابع: رصدت بنفسى أكثر من فيديو، ادعى عارضوه أنه لقتال عناصر التنظيم مع الجيش الوطنى الليبى فى بعض المناطق داخل ليبيا، وفى حقيقة الأمر هى فيديوهات مفبركة، وليست من داخل ليبيا، الملابس التى ارتداها المسلحون ليست ملابس الجيش الليبى، كما ظهرت المنطقة المتواجد فيها هؤلاء، وبدت ريفية، على عكس المناطق الموجودة بالقرب من مصراتة، لأنها منطقة صحراوية.

المتولى أضاف أيضا: للأسف ليست هذه المرة الأولى التى يلجأ فيها التنظيم إلى الفبركة، ولكن هذه المرة مفضوحة تماماً، كما أن ضعف الجهاز الإعلامى وانهيار داخل التنظيم أثر بالسلب على المحتوى الذى يقدمه، وهو ما أصبح واضحا للجميع، من خلال الفيديوهات التى يتم بثها عبر المنصات التابعة لـ«داعش».

وعن قوة التنظيم داخل ليبيا، قال المتولي: هو أضعف بكثير من الوقوف أمام الجيش الليبى، خاصة بعدما خسر آخر المناطق التى كان يسيطر عليها فى ديسمبر 2016، عندما سلم مدينة سرت.

وعلى الجانب الآخر، أكد الخبير التقنى روج هارى، أن أغلب التغريدات التى رصدت ضمن الدعاية للتنظيم أو الدعوات التى صاحبت الفيديوهات المتداولة جاءت من داخل تركيا، وبعضها من الشمال السورى، كما تم رصد مضخات الكترونية تقوم ببث الآلاف من التدوينات القصيرة والفيديوهات القصيرة، التى لا تزيد على 15 ثانية، للقتال داخل ليبيا، وأغلبها مسحت بشكل سريع لأنها تتنافى مع سياسات الاستخدام لموقع التدوينات القصيرة تويتر.