حكاية 3 رهبان و4 عمال فى دير بدون "مذبح مقدس"

العدد الأسبوعي

البابا تواضروس الثاني
البابا تواضروس الثاني


زيارة إلى دير يرفضه البابا تواضروس

قبل عام ونصف العام، وتحديدا فى يوليو 2018، نشبت خلافات بين الراهب يعقوب المقارى، والبابا تواضروس الثانى، على خلفية مقتل الأنبا إبيفانيوس، فيما عرف بأزمة دير أبو مقار. وأصدر المجمع المقدس آنذاك عدة قرارات، كان من ضمنها تسليم أوراق الأديرة غير المعترف بها للكنيسة، لكن الراهب يعقوب المقارى، أعلن استقلاله ورفضه لتلك القرارات.

ونصب نفسه بطركاً، وقام بسيامة عدد من الرهبان، وانقطعت صلة دير العذراء والأنبا كاراس بوادى النطرون عن سلطة الكنيسة، وحينها طالب البابا تواضروس الثانى الدولة باتخاذ موقف قانونى تجاه الدير.

وبعدما هدأت العاصفة نوعا ما، ذهبت «الفجر» إلى الدير المنشق عن الكنيسة، وقضت به يوماً كاملاً، وهناك رأينا الراهب يعقوب المقارى وبصحبته راهبان، خلال إشرافهم على اثنين من العمال، أثناء ترميم أحد الأرصفة المؤدية لمدخل الدير.

وجدنا منفذ بيع منتجات الدير، ويضم زيتون مخلل، وزيت الزيتون، وعسل النحل، ثم انتقلنا إلى المضيفة، وبها مجموعة من صور الراهب يعقوب المقارى مع البابا شنودة الثالث، بالإضافة إلى عدد من المدائح للعذراء مريم والأنبا كاراس، الذى يحمل الدير اسمه.

وهناك وجدنا شباكا لبيع الوجبات الساخنة وبعض المواد المغلفة، وشباك آخر لبيع المشروبات بأنواعها، وفى المقابل وجدنا مساحة شاسعة، تضم مبانى تحت الإنشاء، ويحيطها سور كبير، وفى نهاية الدير وجدنا الكنيسة.

الكنيسة تبلغ مساحتها نحو 400 متر تقريباً، مبنية على نفس شكل وتصميم الكنائس القبطية الأرثوذكسية من الخارج، وتصعد لها 10 درجات من السلالم الرخامية، لاتضم أى صور للقديسين ولا الملائكة ولا المسيح، كما هو سائد فى الكنائس، أما المذبح، فليس عليه أى ستارة، سواء كانت حمراء أو بيضاء.

ولم نجد أيضًا ما يسمى بـ«حضن الأب»، وهى صورة أساسية داخل أى كنيسة، وتكون للمسيح وهو جالس على الكرة الأرضية، وبالإضافة إلى ذلك، لم نجد أيضا هياكل على جانبى المذبح، كما لا يوجد حامل أيقونات، فقط لوحتان، واحدة للعذراء وأخرى للمسيح، وبجانبها لوحات تمجيد الأنبا كاراس.

لكن الغريب، أننا وجدنا داخل الكنيسة مجسما لجمجمة وحية، على عكس طقس الكنائس الأرثوذكسية، التى لاتحتفظ بتماثيل، والمفاجأة الأكبر، عندما وجدنا صناديق زجاجية تحمل أنابيب لرفات القديسين المشاهير، ومن بينهم الشهداء مارجرجس ومارمينا وأبانوب.

إجمالا، المكان هادئ وبارد، ولم نشم به رائحة بخور، ما يعنى أنه لم تقم به القداسات منذ أيام، لأن رائحة البخور عادة ما تدوم، وحينما خرجنا سألنا أحد العمال عن القداس، فأجاب بتردد «القداس خلص خلاص»، رغم أننا وصلنا للدير 8 صباحاً، فمتى أقيم القداس وانتهى.

بعد ذلك، قابلنا الأب يعقوب، وقال: الإنشاءات على وشك الانتهاء، والمزرعة بحاجة للكثير ولكنها على ما يرام، وحتى الآن هى مصدر مهم لدخل الدير، وتعول الرهبان والعمال، خاصة فى ظل احتياجاتنا المالية الكبيرة.

وأوضح الأب يعقوب المقارى، لـ«الفجر»، أنه لا يسعى إلى أى مصالحة مع البابا تواضروس، وغير مهتم بذلك، لأن الكنيسة بها مشاكل كثيرة، أكبر من دير الأنبا كاراس، وكثرة الحديث حول هذا الموضوع سيتسبب فى حالة من الهياج، نحن فى غنى عنها، إذ لا نرغب سوى فى أن تهدأ الأجواء، خاصة أن مشاكل الدير مع الكنيسة مجرد سوء تفاهم، ولايوجد أى خلاف لاهوتى أو عقائدى. بعد ذلك تفحصنا الدير، ولم نر كاميرات مراقبة بداخله، كما لاحظنا خلوه من أى رحلات، إذ لم نشاهد زائرا واحدا، خلال جولتنا، علاوة على قلة عدد الرهبان، إذ لا يوجد به سوى 3 منهم فقط.