مستشار "كلية القادة والأركان": "قادر 2020" أظهرت "القوة الغاشمة" لمصر

العدد الأسبوعي

اللواء أركان حرب
اللواء أركان حرب محمد الشهاوي


الجيش أظهر قدرته على الانتشار على جميع المحاور الاستراتيجية

نفذت القوات المسلحة خلال الفترة الأخيرة عدداً من المناورات العسكرية من أهمها مناورة «قادر 2020» والتى شاركت فيها تشكيلات ووحدات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة وعلى ساحلى البحرين الأحمر والمتوسط فى توقيت متزامن.

لذا توجهت «الفجر» للواء أركان حرب محمد الشهاوى، مستشار كلية القادة والأركان، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، لتوضيح أبعاد هذه المناورة التى تأتى وسط تعرض مصر لأول مرة لتهديدات مختلفة من محاور أخرى غير اتجاه الشمال الشرقى ما جعل القوات المسلحة والقيادة السياسية ترسل رسائل رادعة لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومى وثرواتها الطبيعية. وإلى نص الحوار..

■ ما الهدف من مناورة «قادر 2020»؟

- الهدف حماية المصالح القومية للبلاد والتعامل مع التهديدات التى تواجه المنطقة بشكل عام ومصر بشكل خاص، وذلك باستخدام قدرة مصر العسكرية، والتى أظهرت مدى القوة الغاشمة التى تمتلكها قواتها المسلحة فى التصدى لأى عدائيات محتملة تهدد أمنها القومى.

■ ما الأسلحة المشاركة فى المناورة؟

- شاركت تشكيلات ووحدات من القوات المسلحة بأفرعها الرئيسية من القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوى والقوات الخاصة الممثلة فى عناصر من الصاعقة والمظلات وقوات مكافحة الإرهاب الدولى «999»، كما شاركت الأسلحة الحديثة التى انضمت للقوات المسلحة خلال السنوات السابقة من القطع البحرية كالغواصات الألمانية والفرقطات وطائرات الكاموف والرافال بجانب عدد من القطع البرية التى أنتجتها مصر خلال الفترة الأخيرة، ما يدل على قدرة القوات المسلحة على استخدام تلك الأسلحة بالغة التعقيد فى تنفيذ جميع المهام القتالية.

■ ما الرسائل التى تحملها «قادر 2020»؟

- أولاها التأكيد على مدى قدرة وكفاءة القوات المسلحة ومدى استعدادها للقتال العالى لمواجهة أى تحديات، والتأكيد على أن مصر ليست دولة معادية أو معتدية ولكنها توجه رسالة ردع لكل من تسول له نفسه المساس بالأمن القومى المصرى والعربى، وفى الوقت نفسه رسالة طمأنة وثقة فى جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التحديات والتهديدات التى تواجه مصر.

وأظهرت المناورة مدى قدرة القوات المسلحة على الانتشار ونقل القوات ضمن خطة الفتح الاستراتيجى وهو أمر يحتاج إلى تنسيق كامل بين الأفرع الرئيسية والقيادة العامة.

■ فى رأيك.. ما مصير التدخل التركى فى ليبيا؟

- مصر لن تقبل بالتدخل التركى فى ليبيا أو أى بلد فى محيطها الإقليمى، وأعتقد أنه لن تكون هناك قوات تركية لأن هناك اتجاها لانعقاد مؤتمر برلين خلال أيام لوضع حل سياسى بدلاً من التصعيد العسكرى لوقف نزيف الدماء الليبية.

■ ما تحليلك لتحركات تركيا فى منطقة شرق المتوسط خلال الفترة الأخيرة؟

- تركيا لا تريد السلام فى المنطقة العربية والشرق الأوسط وكل ما تسعى إليه هو النفط الليبى والغاز الطبيعى فى المتوسط، وبات حلمها يتلاشى بعد اتفاقية ترسيم الحدود البحرية التى وقعتها مصر وقبرص واليونان.

■ كيف ترى تعامل مصر مع الملف الليبى؟

- مصر تريد الحل السلمى للملف الليبى، ولها ثوابت وطنية وهى دعم الجيش الوطنى الليبى والحفاظ على مؤسسات الدولة وتأسيس جيش وطنى ليبى قادر على حماية البلاد من المليشيات المسلحة والخطرة الممولة من قطر وتركيا بهدف إغراق المنطقة العربية فى براثن الإرهاب.

■ هل تعتقد أن المناوشات بين إيران وأمريكا يمكن أن تتطور لحرب عالمية؟

- هناك تهدئة حالياً بين واشنطن وطهران، والدولتان اتفقتا على عدم التصعيد العسكرى وكان آخرها الصواريخ التى اطلقتها إيران على قاعدتين أمريكيتين فى العراق، ولم تحدث خسائر فى الأفراد فالأمور تسير حالياً إلى «حرب بلا حرب» وبالتالى كانت الدولتان حريصتين على التهدئة، والولايات المتحدة الأمريكية لا تريد التورط فى حرب جديدة ولكنها تظهر قوتها من وقت لآخر لأن الحرب مكلفة دائماً.