49% يفضلون الروايات.. وأحمد مراد "أفضل روائب".. وأحمد خالد توفيق وإحسان عبدالقدوس ينافسان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


شيماء عبدالغني - ماجد صفوت - رحاب جمعة - دنيا عادل

فى استطلاع "الفجر": ٥٩% من المواطنين لا يهتمون بـ"معرض الكتاب"

مع وصول معرض القاهرة الدولى للكتاب لدورته رقم 51 والتى ستبدأ خلال أيام كان من الطبيعى أن نحاول الإجابة عن السؤال الذى يظهر مع كل دورة وهو: هل نحن شعب قارئ أم لا.

أى زائر لمعرض الكتاب ينبهر من حجم الحضور شباب وشابات مبدعين ومفكرين وأسر كاملة تدور من قاعة إلى معرض تابع لدار نشر واهتمام واضح بالحفلات والندوات وحجم مبيعات تدفع دور النشر إلى الإصرار على الوجود فى المعرض كل عام، ولكن الحقيقة شىء آخر.

فى الاستطلاع الذى شارك فيه 1100 شخص من جميع المحافظات والفئات العمرية والمؤهلات التعليمية أكثر من نتيجة خادعة وصادمة أولها أن 40.8% من العينة قالوا لـ»الفجر» إنهم يعتزمون زيارة المعرض أكثرهم من النساء وأنهم حريصون على المشاركة سنوياً وقضاء عدة أيام فيه بصحبة عائلاتهم وشراء الكتب والروايات للاستفادة من التخفيضات التى تعلن عنها دور النشر خصوصاً أن قائمة طلباتهم تتضمن كتب دراسية خارجية وألعاب تعليمية.

النسبة الباقية من العينة أجابوا بالنفى وبعضهم برر إجابته بأن انتقال مقر المعرض من مدينة نصر إلى التجمع الخامس جعل الأمر صعباً لأن الانتقال لم يعد سهلاً مقارنة بالماضى وبالطبع كان الرجال هم النسبة الأكبر لأنهم أكثر كسلاً، وقال آخرون إن الكتب متوفرة وبنفس الأسعار فى المكتبات فى وسط البلد وهؤلاء غالباً لا يشترون كتباً من الأصل ولا يعرفون مستويات الأسعار، وقالت فئة ثالثة إنهم يتوجهون إلى سور الأزبكية والمعارض الصغيرة التى تقام كل شهر وبالتالى لا داع لتعب القلب والذهاب آخر الدنيا.

وبمناسبة «تعب القلب» يفضل الرجال الكتب السياسية بنسبة تقترب من الضعف مقارنة بالنساء، ولكن مجموع الاثنين 9.4% وهؤلاء قالوا إنها تساعدهم فى تكوين آرائهم عما يحدث فى العالم الملىء بالصراعات وربما يصلح هذا المؤشر كدليل على ضعف الوعى السياسى للمواطنين بشكل عام إذ أن الكتب السياسية على اختلافها تحقق مبيعات ضخمة فى معظم دول العام.

ويفضل نسبة أكبر تصل لـ10.1% من القراء الكتب الاجتماعية، يمثل النساء ضعفى عدد الرجال، لأنها تناقش قضايا المجتمع وتحاول إيجاد حلول لها، وتساعد الفرد على بناء شخصيته المستقلة والمميزة، فيما أجاب آخرون بأنها تزرع شعور الإحساس بالآخرين لدى الفرد مثل كتب التنمية البشرية وكتب القضايا المجتمعية التى تناقش تعامل الأفراد مع بعضهم البعض والعلاقات المعقدة والمتشابكة وهى أسباب جيدة لو كان هؤلاء القراء صادقين بالفعل.

ويفضل 49% من العينة القصص والروايات، والغريب أن عدد الرجال أكبر بنسبة جيدة من النساء، ولكن الجميع أوضحوا أسبابهم بأنهم يشعرون بالمتعة والتشويق خلال ترقبهم سير الأحداث ومفاجآت النهاية وهو أمر يصلح فى حال كانت الرواية بوليسية، ولكن بعضهم قالوا إن قراءة الروايات توسع مداركهم وتجعلهم ينسون همومهم لأنهم يعيشون ساعات فى عالم خيالى.

من بين مفاجآت الاستطلاع قول 25.1% من العينة إنهم يهوون الكتب التاريخية نسبة النساء أكبر قليلاً مقارنة بالذكور والمفاجأة فى الأمر أنه فى حال تعميم هذه النسبة على المواطنين سنكون أمام معضلة لأن الأحكام العامة المبنية على الجهل بالتاريخ واضحة جداً فى المجتمع الذى يرفض اكتشاف أى حقائق تاريخية ويميل إلى التمسك بالأقوال السائدة غير الصحيحة تاريخياً، وبررت النسبة حبها للكتب التاريخية بأنها تكشف أسرار الماضى وتحميهم من الجهل به.

ولم يكن غريباً بالنسبة لنا أن يختار 1.5% الكتب الاقتصادية خصوصاً أنها جافة فى معظمها ولا يقبل عليها إلا المتخصصون أو المتهتمون بالفعل بهذا النوع من الثقافة، الذين يعتبرونه الفرع الأهم مقارنة بغيره من أنواع المعرفة وبعضهم قالوا إن عالم المال يساعد الإنسان على تأسيس ذاته والنجاح فى عمله الخاص ويمكن أن يعود هذا الرأى لبعض الأفراد الذين يعتبرون الكتب التى تشرح أفضل وأسرع الطرق لجمع المال كتباً فى الاقتصاد.

وعلى نفس المنوال قال 4.7% من العينة إنهم يحبون الكتب العلمية، النساء بينهم أكبر بقليل من الذكور مبررين ذلك بأن العلوم تساعد الإنسان على مواكبة التطور والوصول إلى مستوى الدول المتقدمة كما أن الكتب العلمية تربط القارئ بالتقدم.

أما النتائج الصادمة فأولها أن 32.8% من العينة يعتبرون أحمد مراد كاتبهم الروائى الأفضل عدد الفتيات أكبر بقليل من الشباب، ووصفوه بأن لديه خيالا مبتكرا غير تقليدى وألفاظه غير معقدة وينافس مراد الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق صاحب التأثير الكبير بين الشباب الذين لقبوه بـ»العراب» وحصل على لقب الأفضل بين 28.3% من العينة، لأنه خلق معهم صلة قوية، رغم أن أكثر ما كتبه كان قصص رعب.

ربما يكون الجدل المحيط بالدكتور يوسف زيدان هو سبب حصوله على 10.3% من أصوات العينة، والذين قالوا إنه يكتب عن الشخصيات التاريخية بإبداع وسهولة خالية من التعقيدات، مثل روايته التى قدمته للقراء «عزازيل».

والمدهش أن 22.3% اختاروا إحسان عبدالقدوس، كاتبهم المفضل ليحل ثالثاً بعد مراد وتوفيق والأغرب أن غالبية من اختاروه من الرجال وليس النساء كما هو متوقع، وقالوا إنه كاتب مميز متمرد على القيود المجتمعية ويهاجم جهل المجتمع بأسلوب مباشر وصريح ويأخذ القارئ إلى عالم أكثر عمقًا فى الرواية لاهتمامه بمناقشه القضايا المحورية لكافة فئات المجتمع، وهى أوصاف عامة يمكن وصف أى كاتب بها.

وفيما يخص الكتب من جانبها المادى البحت اعتبر 8.2 % من المواطنين أن أسعار الكتب مرتفعة، وتصل لآلاف الجنيهات خاصة المجلدات العلمية الكبيرة، وهى نسبة غريبة لأن أسعار جميع الكتب مرتفعة كما أنه من الطبيعى أن تكون قيمة الموسوعات العلمية ضخمة لأنه لا يشتريها إلا المؤسسات العلمية وليس الأفراد العاديون.

ولذا من الغريب أيضا إن يعتبر 64.6% من العينة أن الأسعار متوسطة، وأن الكتب التاريخية والدينية والعلمية أغلى وكذلك قول 27.1% إن الكتب رخيصة، ولكن يمكن تبرير القول الثانى بأن بعض دور النشر تطرح كتب بجنيه وتتدرج حتى 50 جنيها وهو ما يحدث بالفعل فى المعرض وسور الأزبكية ولكن هذه الكتب تافهة ولا تستحق بذل مجهود فى تصفحها.

ورغم أن معظم الإجابات تكشف عن أن المصريين لا يفضلون القراءة إلا أن 63.5% منهم طالبوا بتنظيم مزيد من المعارض لأنها ستشجع ثقافة القراءة واقترح بعضهم تنظيم معارض متنقلة لكنهم لا يعلمون أن وزارة الثقافة تنظم معارض دورية فى المحافظات على مدار العام، ولهذا السبب رفض 36.4% من العينة تنظيم مزيد من المعارض، ووافق 75.7% من المواطنين على إقامة معارض للكتب فى المحافظات حتى لا يتكلف المنتمون للمحافظات نفقات انتقال إلى القاهرة، وطلبوا بتعميم الفكرة خاصة بالقرى والنجوع بزعم أنها تساعد على خفض مستوى الأمية وهو رأى غريب لأن الأميين لن يتعلموا القراءة واقتناء الكتب من المعارض، رفض 24.2% الفكرة لأن من يرغب فى الحصول على كتاب سيشتريه من أماكن كثيرة فى محافظته.