أحمد شوبير يكتب: ليه خلتني أحبك

الفجر الرياضي



النجوم لهم سحر خاص فى كل المجالات فهم يضفون حالة من البهجة والسعادة على الجميع فمثلا عندما تذهب إلى مهرجان سينمائى تجد نفسك مبهورا ومشدودا تجاه النجم الحاضر فالجميع يتهافت عليه لالتقاط صورة أو أخذ لقاء خاطف معه وكذلك فى عالم كرة القدم تجد النجوم هم دائما أبطال اللحظة فتجد مباريات كرة القدم للفرق صاحبة النجوم مملوءة عن آخرها بالجماهير التى جاءت لتستمتع بهم وتشجعهم وتفرح بهم ترقص طربا مع كل لعبة جميلة يحضنون بعضهم البعض فى كل هدف خصوصا عندما يسجل النجم المعشوق لديهم الهدف لذلك نجد الهوس الجماهيرى عندما يحرز ميسى هدفا لبرشلونة أو كريستيانو مع الريال سابقا والآن مع اليوفى تتصاعد الآهات مع كل كرة يلمسها إمبابى مع فرنسا أو هازارد مع بلجيكا أو صلاح وساديو مانى مع ليفربول وتكون قمة الفرحة للنجم عندما يتم تكريمه فى الاستفتاءات العادلة باختياره ضمن أفضل اللاعبين ليتأكد أن ما يقدمه لم يكن للجماهير فقط بل لكل محبى اللعبة وعشاقها لأن التتويج فى الاستفتاءات الكبيرة يكون محصلة لجهد عام كامل من العرق والجهد والإخلاص وكان طبيعيا أن يسيطر الأسطورتان ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو على الاستفتاءات لسنوات طويلة بسبب الأداء المبهر والرائع والبطولات التى حققاها مع فرقهما ثم انقلبت الموازين فجأة بدخول اللاعب الرائع لوكا مودريتش وحصوله على اللقب ولكن سرعان ما عادت الأمور إلى نصابها وعاد التنافس من جديد بين الأسطورتين وكم كانت المفاجأة سعيدة لكل المصريين والعرب عندما شاهدنا نجمنا محمد صلاح وهو ينافس الكبار ويقف بين أفضل ثلاثة لاعبين فى العالم فى إنجاز لم يحدث من قبل للاعب عربى أو مصرى ثم زادت الفرحة والسعادة بحصوله على لقب أفضل لاعب إفريقى لعامين متتالين وذلك بعد غياب منذ عام 1983 عندما حصل عليها النجم الكبير محمود الخطيب ولكنها ظلت بعيدة تماما عن أيدى المصريين حتى جاء صلاح وفاز بها مرتين متتاليتين ومازلت أذكر احتفالية العام الماضى فى العاصمة السنغالية داكارعندما فاز بها صلاح على حساب النجم السنغالى الكبير ساديو مانى فى وسط السنغال ولكن سعادتى كانت أكبر عدما صعد مانى إلى المسرح ليشارك صلاح فرحته بالفوز بل يرقص معه أمام الجميع فى مشهد سيظل محفورا فى أذهان الجميع لدلالته على الطيبة والتواضع والمنافسة الشريفة ولكنى لم أنس أبدا كلمته والتى قال فيها: أعدكم أننى سأفوز باللقب الموسم المقبل وسأسعى من الآن للفوز بهذا اللقب ويبدو أن مانى كان يقصد الكلمة تماما فقد أوفى بوعده ونجح فى الحصول على الجائزة وتقدم فى ترتيب لاعبى العالم حيث أصبح الرابع بل إن الأسطورة ميسى نفسه أشاد به إشادة بالغة ومن وجهة نظرى أرى أن هذا التنافس بين صلاح ومانى وبالتأكيد سيدخل معهما النجم الجزائرى الكبير رياض محرز سيكون أكبر حافز لهم جميعا بالتألق والإبداع خصوصا أنهم جميعا يلعبون فى أفضل دوريات العالم وهو الدورى الإنجليزى كما سيجعل العيون تتجه إلى القارة الإفريقية لمتابعة هؤلاء النجوم وبالتالى ستكون هناك لعبة كراسى موسيقية بين الثلاثى ستستمر لفترة ليست بالقصيرة مثل لعبة ميسى وكريستيانو وفى النهاية ستعود المكاسب على الكرة الإفريقية بالتأكيد، أخيرا كنت أتمنى أن يكون محمد صلاح أول الحاضرين فى حفل الغردقة وأن يسلم بيده الجائزة لمانى بل يحتفل معه بها مثلما فعل مانى بالضبط خصوصا أنها كانت فى بلده وأنه كان سيسرق كل الأضواء حتى لو لم يفز بها ولكن يظل سر عدم حضوره خافيا على الجميع والإجابة لا يعلمها إلا صلاح فقط والذى أتمنى أن نحتفل به ومعه العام المقبل باللقب.