رامي رشدي يكتب: ما لا تعرفه عن حمد الله الصفتي مستشار شيخ الأزهر

مقالات الرأي



هاجم ثورة 30 يونيو ووصف مصر بـ"بلد الظلم".. وقال فى قصيدة إنها "بلا إسلام" والتحق بـ"حملة أبوالفتوح"

يرى بعض المهتمين أنه يستكمل دور الجزائرى محمد السليمانى بعد ترحيله من مصر


لا أحد يعلم كيف وصل الدكتور حمد الله الصفتى، إلى هذا المستوى من النفوذ داخل الجامع الأزهر أكبر مؤسسة دينية للمسلمين على مستوى العالم، خصوصاً أن الرجل تحيط به علامات استفهام وألغاز فهل هو بذرة زرعها عناصر جماعة الإخوان عندما كانوا يملكون قدرة على التحكم فى المشيخة، مثل الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر السابق، المتهم بوجود علاقات وثيقة له بجماعات الإسلام السياسى، ومحمد السليمانى، المستشار السابق لشيخ الأزهر.

وفقاً للسيرة الذاتية المعروفة عن «الصفتى» فهو يعمل حالياً عضو الرابطة العالمية لخريجى الأزهر، ومدير إدارة الشئون العلمية والثقافية للمتدربين بالمنظمة، وعمل متحدثاً رسميا باسم الأزهر وفقًا للقائمة الصادرة عام ٢٠١٤، وتم تعيينه فى ٢٠١٦ إماماً وخطيباً بوزارة الأوقاف ويعمل حالياً إماماً وخطيباً لمسجد فى منطقة فيصل.

حمد الله خريج قسم اللغة العبرية بكلية الآداب بجامعة عين شمس وحصل على بكالوريوس من كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، ويستكمل حالياً دراساته العليا للحصول على درجة الدكتوراه.

محمد أبو العيون الباحث فى شئون الأزهر ألمح إلى خطورة وضع الصفتى لأنه مدير إدارة الشئون العلمية والثقافية برابطة خريجى الأزهر للمتدربين، أى أنه مسئول عن تدريب الأئمة والوعاظ بالدول العربية والإسلامية وهو ما يعنى أن فكره المتطرف سينتشر فى كل ربوع العالم.

لم يلتفت أحد إلى الصفتى وخطورة دوره إذ صدر قرار فى أواخر العام 2014، من مشيخة الأزهر بتعيينه متحدثًا للأزهر فى وسائل الإعلام فى كل شأنٍ يتعلق بالمشيخة، ضمن قائمة جمعت 13 شخصياً، رغم تأييد الصفتى المعلن لجماعة الإخوان الإرهابية، ومهاجمته لمصر ووصفها بـ«بلد الظلم» إثر نجاح ثورة 30 يونيو فى الإطاحة بحكم الجماعة.

ويكشف أبو العيون أن الصفتى، نظم قصيدة فى 14 أغسطس 2013 كشف فيها موقفه من ثورة 30 يونيو بوضوح، قال فيها إن مصر بلدٌ ليس فيه إسلام، وهو معنى مستمد من أفكار سيد قطب، الأب الروحى للتطرف والإرهاب والذى حكم على المجتمعات الإسلامية بالجاهلية وعلى الجميع بالكفر، إذ قال الصفتى فى أبياته السوداء: «قل لى بربك هل فى مصر إسلامٌ؟.. وهل على الحق فيها اليوم قوامٌ؟».

لم تكن آراء الصفتى مجهولة ولكن العكس إذ أن انتماءه الإخوانى كان مكشوفاً للجميع خصوصاً أنه دعم الإخوانى عبدالمنعم أبو الفتوح، ونشر على صفحته الشخصية بـ«فيس بوك» صورة تجمعه مع الأخير عندما كان مرشحاً فى الانتخابات الرئاسة وكتب تعليقاً على الصورة «أبو الفتوح نصره الله».

يرى بعض المهتمين بشئون الأزهر أن الصفتى يستكمل دور الجزائرى محمد السليمانى، المستشار العلمى السابق لشيخ الأزهر، وذلك بعد ترحيل الأخير من مصر، والذى كان البعض يعتبره واحدا من أهم القائمين على مخطط «أخونة الأزهر» وتلغيم مناهجه بأفكار الجماعة الإرهابية، وبعد ترحيله من مصر وقع الاختيار على الصفتى، ليكمل مسيرة أستاذه المطرود.

الغريب أن عدداً من أئمة وزارة الأوقاف من أبناء الأزهر استفزهم وجوده وقدموا مذكرة إلى كل من الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عن طريق مستشاره الدكتور محمد مهنا، والنسخة الأخرى للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، يؤكدون فيها، أن 3 ممن تم تعيينهم متحدثين باسم الأزهر ينتمون لتيارات سياسية، ولهم مواقف سلبية تجاه الأزهر ومؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش ومؤيدون سابقون لجماعة الإخوان.

وتضمنت المذكرة قصيدة الصفتى التى يهاجم فيها مصر، ويصفها بأنها بلد الظلم، وصدرت فى وقت حساس للغاية لأنها كانت فى يوم فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان فى رابعة وهو اليوم الذى كادت الجماعة تحرق فيه مصر بالكامل.