بالسجن والتصنيف الإرهابي.. ضربات ساحقة تعمق آلام النظام الإيراني (تقرير)

عربي ودولي

صورة إرشيفية
صورة إرشيفية


هزائم متتالية، وضربات تلو ضربات، هكذا أصبح يعيش النظام الإيراني، بين مطرقة الأزمات الداخلية، وسندان الملاحقة الخارجية، فمنذ مقتل قاسم سليماني، فتحت أبواب جهنم على الملالي بكامل أجنحتهم ومليشياتهم الإرهابية وجواسيسهم، الذين يعيثون الفساد في المنطقة العربية بل والعالم.

طرد دبلوماسيين من ألبانيا

وتتمثل أولى الضربات التي وجهت خلال اليومين الماضيين فقط، طرد ألبانيا لاثنين من الدبلوماسيين الإيرانيين محملين بخيبتهم الثقيلة المرتبطة بنشاطهم الخبيث في أعمال التجسس.

وأوضح جنت كاكاج، القائم بأعمال وزير الخارجية الألباني أنّ السلطات الألبانية طردت كلا من محمد علي أرز بيمانماتي، وسيد أحمد حسيني الاست، مبينا أن المذكورين يقومان بنشاط لا يتناسب مع وضعهما الدبلوماسي في البلاد، معلقاً: "طلبنا من ممثلي إيران مغادرة أراضي جمهورية ألبانيا على الفور".

سوابق أخرى

لم يكن هذا هو الموقف الأول بين نظام الجواسيس الإيراني ودولة ألبانيا، ففي ديسمبر 2018، قررت ألبانيا طرد السفير الإيراني ومعه دبلوماسياً آخر، بتهمة ممارسة أنشطة غير قانونية تهدد أمن البلاد.

وأكدت وزارة الخارجية الألبانية آنذاك أن القرار اتخذ بعد أن تأكد مشاركة السفير والدبلوماسي الآخر في أنشطة تهدد أمن البلاد، موضحة أنّها اعتبرت الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية بتيرانا شخصين غير مرغوبين، فيما أشار حينها متحدث باسم وزارة الخارجية الألبانية أن الدبلوماسيين تم طردهما بسبب سوء استغلال موقعهما الدبلوماسي.

اعتقالات لعناصر إرهابية

وفي أكتوبر الماضي 2019، أعلنت الشرطة الألبانية اعتقال عدد من العناصر التابعة لفيلق القدس الذي كان يقوده الهالك قاسم سليماني، خططت لهجمات عدائية ضد المعارضة الإيرانية المتواجدة في ألبانيا.

وكان هؤلاء ضمن شبكة تجسس، حيث أوضح حينها أردي فيلو، رئيس الشرطة الألبانية، أن هذه الخلية الإرهابية النشطة استهدفت أعضاء من منظمة مجاهدي خلق المعارضة لنظام طهران.

وأوضح أن مسؤولون أمنيون رفيعون، يتولون إدارة تلك الشبكة الإرهابية في ألبانيا من العاصمة الإيرانية طهران، والتي لها علاقة وثيقة بمجموعات إجرامية منظمة في تركيا.

لا يمكن قبول الإرهاب الإيراني

وعلّق آنذاك، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على الحادث معبراً عن شكره لنظيره الألباني ديميتري بوشاتي، على طرد بلاده الدبلوماسيين الإيرانيين، فيما أشار نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، أن" بومبيو" هنأ الحكومة الألبانية على قرارها، مؤكداً أنّ خطوة ألبانيا رسالة واضحة بأنه لا يمكن قبول الإرهاب الإيراني على أراضي أوروبا.

إشادة وطلب

وتعليقاً على الفضيحة الأخيرة لنظام الملالي، وصفت مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، طرد الحكومة الألبانية لدبلوماسيين تابعين لنظام الملالي، بالعمل الشجاع، الجدير بالإشادة، لا سيما في طريق مكافحة الإرهاب وتوفير الأمن للشعب الألباني واللاجئين الإيرانيين.

وأكدّت"رجوي" أن على الدول الأوروبية الأخرى أن تحذو حذو ألبانيا في هذا المجال، مشيرة إلى أن ممثليات نظام الملالي أوكار للتجسس والإرهاب، إذ أنّ أغلب الدبلوماسين التابعين لهذا النظام ليسوا سوى عناصر من وزارة المخابرات، أو قوات الحرس أو كوادر تلقّوا تدريبات إرهابية وتجسسية لخدمة الأجهزة الاستخباراتية. 

سجن عميلين للنظام في أمريكا

لم تقف الضربات عند ألبانيا، فلم تمر ساعات قليلة، حتى قضت محكمة أمريكية بسجن شخصين بتهمة التجسس لحساب الحكومة الإيرانية. 

وحكم على كل من أحمد رضا محمدي دوستدار (39 عاما)، وهو يحمل الجنسيتين الأمريكية والإيرانية، لمدة 38 شهرا، وماجد غرباني (60 عاما)، وهو إيراني مقيم في كاليفورنيا، لمدة 30 شهرا.

عمليات تجسس

وكان الرجلين يتجسسان على مواطنين أمريكيين ينتمون إلى جماعة مجاهدي خلق، وهي العدو اللدود لنظام الملالي، حيث تضم معارضين له يقفون له بالمرصاد ويفضحون انتهاكاته.

واعتقل الرجلين في 9 أغسطس الماضي، لكن أول جلسة محاكمة للمتهم مجيد قرباني، جرت الثلاثاء، 21 أغسطس ، في العاصمة واشنطن، ورفض آنذاك القاضي طلب الإفراج المؤقت عنه، بينما طالب المدعي العام بإصدار حكم بالسجن 75 عاماً بحقه.

واتُهم قرباني بالتجسس على المعارضة الإيرانية مجاهدي خلق على الأقل منذ مارس عام 2017 وإرسال معلومات مع زميله إلى الحكومة الإيرانية لتتمكن من "استهداف" المعارضين.

بريطانيا وضربة صاعقة لحزب الله اللبناني

واختتم الأسبوع بضربة قوية لاحقت مليشيا حزب الله في لبنان، الذراع الإرهابية للنظام الإيراني، حيث صنفت الخزانة البريطانية حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، وذلك بموجب قواعد الإرهاب والتمويل الإرهابي، وسيترتب على ذلك تجميد أصوله.

ويعاقب القانون بمدة قد تصل إلى السجن 10 سنوات في حال الانتماء إلى حزب الله أو في حال الترويج له، فيما أكدت وزارة المال البريطانية في قرارها أنّ هذا الحزب اللبناني "نفى علنا وبنفسه التفرقة بين جناحيه العسكري والسياسي".

وأوضحت أنّ المجموعة بأكملها معنية بالإرهاب وتم حظرها كمنظمة إرهابية في المملكة المتحدة في مارس 2019، لافتة إلى أن هذا يشمل الجناح العسكري، والمجلس الجهادي وجميع الوحدات التابعة له، بما في ذلك منظمة الأمن الخارجي.

سعادة غامرة بالقرار

وعلّق براين هوك، الممثل الأمريكي الخاص لإيران، على خطوات بريطانيا تجاه الحزب الإرهابي، موضحاً أنّ الولايات المتحدة "سعيدة للغاية" بالقرار، مضيفا أنها طالما سعت إلى هذه الخطوة لدى الحلفاء الأوروبيين.

وقال: "نود تهنئة المملكة المتحدة لا فرق بين ذراع حزب الله السياسية وذراعه العسكرية"، مضيفاً: أن "المملكة المتحدة ستظل ملتزمة باستقرار لبنان والمنطقة، ونحن نواصل العمل من كثب مع شركائنا اللبنانيين".