كيف يعيش أهل"سانت كاترين" في درجة حرارة تحت الصفر؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


حياة خاصة للغاية يعشيها سكان منطقة"سانت كاترين" في تلك الأجواء، حيث تنخفض فيها درجة الحرارة إلى 1 تحت الصفر، تلك الأجواء المناخية مختلفة ومميزه حيث تتساقط الثلوج على جبال تلك المحمية الطبيعية مما يجعلها أشبه بقطعة من روسيا، يرغب كل من يشاهدها بقضاء ليلة شتوية أوروبية بها.


تلك الأجواء الأوروبية، كانت لها بصمة واضحة على سكان المنطقة، فبرغم الأجواء المناخية القاسية ووصول درجات الحرارة إلى أقل من الصفر، الإ أن سكان تلك البقعة كانت لهم طقوس خاصة في التعامل مع البرودة القارسة.



منذ ما يقرب من 500 عام سحرت جبال "سانت كاترين" عائلة "سليمان الزيني"، فقررت الاستيطان بها، أجداد وأحفاد يعاصرون تلك المنطقة الجبلية الرائعة، فهم شاهدين على تطورها منذ مئات السنين، وكلما جاء جيل يورث  نسله في الدماء سحر حب الحياة في تلك المنطقة.


"50 عاماً" قضاها "سليمان عودة" في كاترين، مازال يتذكر تلك اللحظات التي تربطه بتلك المنطقة الخلابه منذ طفولته حتى الآن، مشاهد كثيرة  تدور في ذهنه شروق الشمس التي تغطي البيوت نهاراً، ورائحة المطر، مشهد تساقط الثلج وهو يكسو الجبال"أنا مقيم برفقة عائلتي في كاترين من سنوات طويلة، حياتي كلها هناك وما نقدر نستغنى عنها، خلاص اتأقلمنا معها واتعودنا عليها رغم ظروفنا القاسية فيها أحياناً".



العيش في منطقة "كاترين" ليس سهلاً للجميع، خاصة مع المناخ القاسي الذي تشهده في فصل الشتاء، ولكن لأهل تلك المحمية الطبيعية طقوس خاصة تمكنهم من السكن فيها بسلام غير مبالين بالظروف الجوية التي تمر بهم  "العيش في منطقة كاترين بالنسبة لينا سهل، احنا بنتحمل البرد والجبال واخدين عليها، ففي النهار أشعة الشمس كاشفه للبيوت فبنشعر بالدفا دايماً، أما بالنسبة لليل فبيوتنا مبنيه من الحجر والحوائط بتبقى عريضة فلما بنولع في المكان، البيوت بتحتفظ بالدفء، فلا نشعر بحرارة الجو المرتفعة، إلى جانب إننا بنلبس تقيل".




الشتاء دائماً يحمل الخير لأهل كاترين" فصل الشتاء بالنسبة لينا خير كبير، لما له من مردود نفسي حسن علينا، لأنه فال خير علينا، وبنشعر إن ايد ربنا معانا والخير كله هيجي، وكذلك الثلج اللي بيحببنا أكتر في شكل الوادي، وبنحس إننا عايشن في بلاد بره".

 

"الشتا محتاج أكل كتير علشان يدفي" هذا هو العرف المتداول عن فصل الشتاء، لكن في حالة سكان" كاترين" الأمر يختلف كثيراً" نحن ما نهتم بالطعام كثيراً، الأكل بيبقى قليل، وبيبقى معظمه طبيعي يعني في المناطق الجبلية بنهتم باللبن ومنتجاته لازم يبقى موجود، أحيانا بنأكل العدس وكل الأكلات البدوية بنأكلها".



ويشتهر أهل "سانت كاترين" برعي الأغنام، فهو أحد الأنشطة التجارية الرئيسية بالنسبة لهم، ولكن في أيام تساقط الثلج يتوقف الرعي، ولكن لا يتوقف السكان عن اللهو والفرحة" في الشتاء الأودية بتبقى مغطاه بالثلج بالكامل، فلا نخرج لرعي الغنم حتى لا تتأثر بدرجة الحرارة، لكن بالنسبة لينا الشتاء بصفة عامه يعني السهر والمرح، فالأطفال تخرج تلعب وتلهو بالثلج ونحن نفرح بفال الخير".