رفعت يونان عزيز يكتب: طبيبات وتدريب... موت وإصابات خطيرة... من المسئول ؟

ركن القراء

بوابة الفجر


شعب المنيا مصلين طالبين عزاء السماء من الله العلي القدير لأسر وأهل وشعب المنيا جراء ضحايا طبيبتان والسائق وعامل والشفاء العاجل التام للمصابين من الأطباء والطبيبات،
بدأ عام 2020 ونحن نأمل فيه عام يكون علي خير ما يرام. الكل عنده أمل أن يكون بلا مشاكل وحوادث مفجعة ومؤلمة كثيرة، نحن نؤمن بأنه هناك أحداث وحوادث وكوارث قد تأتي بفعل الطبيعة ومتغيراتها، لكن ما يأتي من جراء البشر في أنفسهم هو أخطر وأفظع وأكثر ألما، فالبعض يري أن أي حادث وكارثة تأتي هي قضاء وقدر، لذا يجب أن نفرق ما بين ما هو معتقد أن أي مصيبة أو جريمة أو كارثة هي قضاء وقدر وما بين ما يحدث بسبب سوء تخطيط ومراعاة للظروف الإنسانية التي تعمل من أجلها مصر والكثير من دول العالم الساعية دومًا لحقوق وكرامة الإنسان حتي لا يحدث خلط وتكثر الحوادث والجرائم ونعتبرها دائمًا قضاء وقدر ونغفل أن ذلك يعطي فكرة التواكل والسير في الحياة دون ضابط وتنظيم وتخطيط جيد للتقليل من نسب المخاطر وأضرارها علي الأفراد والأسر والمجتمع والدولة.
حادثة ميكروباص نقل طبيبات المنيا إلي القاهرة لحضور تدريب الذي أسفر عن وفاة طبيبتان والسائق وعامل والباقي بهم إصابات منهم أكثر خطورة وعاهات مستديمة علي الجسد والنفس ليس فقط للمصاب بل للأسرة، هذا أفجع أسرو أهالي وشعب المنيا، مما له أثر في الانطباع أن حياة الإنسان تحتاج لنظرة شمولية لتكون حياة إنسانية بالوعي السليم في هدفها كحق وكرامة وأفضل. فمن الواضح هناك أخفاق في طريقة الترتيبات ومراعاة الظروف الإنسانية وعامل الوقت والصحة والطبيعة الجغرافية في تقدير ما يطلب من المرؤوسين في المؤسسات المختلفة، وفي سياق الحديث عن وزارة الصحة ومديريات الصحة في إطار هذه الحادثة المفجعة، نلخص الإخفاق في نقاط:- (1) لا يوجد معايير موضوعة للتدريب في طريقة ومكان ومساحة زمن الدعوة وظروف المستهدفين المشاركين في الحضور لها ( 2 ) أتباع أسلوب الآمر (الترهيب والتخويف ) أكثر من مراعاة للظروف الإنسانية للطبيبات وهم أقسموا عند مباشرة عملهم أن يعلموا بالإنسانية فكيف أطالبهم بذلك وهم كان الآمر دون اعتراض وإلا يحاسب حتي ولو كان عنده عذر قهري. (3 ) هل من الجيد فقط أن نقدم الرعاية الصحية للمصابين والعزاء للمتوفين ونقدم منحة للمصابين سواء مالية أو معنوية كالحج دون أن نسارع ونقدم حل جذري قاطع لتغيير الوضع القائم ونجعل التدريب وغيرة من المؤتمرات مركزيًا إذ كان من خلال إيفاد المدربين وعددهم قلة إلي المحافظات في حالة التدريبات الأكثر أهمية ويكون الجانب العملي فيها أكثر من الأكاديمي، أما في التدريبات والمؤتمرات الدورية الأخرى تكون من خلال شبكات الفيديو كونفرس وغيرها من الوسائل التكنولوجية الحديثة (4 ) يجب محاسبة المقصرين ومتابعة رقابية دقيقة علي مدار الساعة من حيث توفير الرعاية الصحية والدواء بكل أنواعه للمرضي بجميع مستشفيات الجمهورية والوحدات الصحية ( 5 ) يجب دراسة حالات المصابين من الأطباء ومراعاة ظروفهم بجوانب حياتهم المالية والنفسية كلُ حسب حالته (6 ) يجب أن يكون هناك مراعاة خاصة لأسر وأهل الضحايا " ماليًا معاش مالي يوفر لهم حياة كريمة " ومعنويًا فهم فقدوا عزيزًا وعائل لحياتهم. (7) يجب علي الحكومة أن تتبني من الآن تذليل العقبات الصغيرة حتي لا تكبر وتتفاقم ووضع مسئولين للتخطيط والتنظيم والترتيب لأي عمل من متخصصين عندهم البعد الإنساني والدراسة المستفيضة من القوانين وغيرها ومنهم يمكن تعديل أو إضافة لبعض القوانين المنظمة للعمل في مؤسسة.. ومع هذا نثق أن الدولة ورئيس الحكومة لها سعة الصدر والترحاب وتقوم بالعمل علي أرض الواقع من أجل حقوق وكرامة الإنسان ليحيا حياة أفضل