على درب الأجداد.. قاعدتان عسكريتان للجيش المصري الفارق بينهما 3500 عام

أخبار مصر

القاعدتان
القاعدتان


في مايو 2015 أعلنت وزارة السياحة والآثار عن كشف أثري مثير في شمال سيناء، حيث كشفت بعثة أثرية عن نقطة تمركز ودفاع الجيش المصري القديم عن بوابة مصر الشرقية والتي ترجع إلى عصر الدولة الحديثة، يرجع عمرها لما يقرب من 1500 عام ق. م.

وحينها كشف بيان وزارة السياحة والآثار أن البعثة الأثرية المصرية العاملة في تل حبوة شرقي قناة السويس عثرت على كتل حجرية تبين بالدراسة أنها تمثل البوابة الشرقية لقلعة ثاروا، والتي اتخذها الجيش المصري القديم كنقطة دفاع حصينة عن سيناء والبوابة الشرقية لمصر، كما كشفت البعثة عن مخازن ملكية بالطوب اللبن، تخص تحتمس الثالث ورمسيس الثاني وأختام للملك تحتمس الثالث. 

المصري القديم أنشأ 11 قاعدة عسكرية للحماية 

والكتل الحجرية التي اكتشفتها البعثة عليها نقوش للملك رمسيس الثاني، ووصلت أطوال هذه الكتل إلى 3 أمتار، وهو ما ينبئ بضخامة تلك البوابة، والتي كانت تمثل نقطة انطلاق قوات الجيش المصري لتأمين حدود بلادنا الشرقية عبر طريق حورس الحربي الواصل بين مصر وفلسطين، والذي يعد أقدم طريق حربي بالعالم و11 محطة حربية منها "ثاروا، وعرين الأسد، ومجدول، وبوتو للملك سيتي، وقلعة من ماعت رع" ويضم أبراج مراقبة وأسوار. 

حجم قلعة ثارو 

والقلعة يبلغ طول ضلعها 500 متر وعرضه 250 متر وسمك جدرانها 13 متر، وهي ذات مدخل جنوبي عرضه 12 مترا، وارتفاع جدرانها يبلغ المترين، مدعمة بأبراج دفاعية مستطيلة عرض الواحد 20 مترا، وسمك جداره 4 أمتار، وعددها 24 برجا، وهي ضمن الـ 11 قاعدة عسكرية الواقعة على طريق حورس الحربي. 

جيش الأحفاد على درب جيش الأجداد يسير 

وفي عام 2020 أي بعد ما يقرب من 3500 عام، تدشن مصر قاعدة عسكرية، لها نفس الغرض القديم لقلعة ثاروا، حيث أقامت على سواحل البحر الأحمر قاعدة "برنيس" شرقي مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها 150 ألف فدان وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكري وعدد من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة، والتي تؤدي تقريبًا نفس مهام القواعد العسكرية القديمة فالجيش المصري عبر الأجيال يتواصل. 

وتضم القاعدة رصيفًا تجاريًا بطول 1200 متر وأرصفة متعددة الأغراض بطول 300 متر وأرصفة لتخزين البضائع العامة بطول 400 متر، وأرصفة وساحات تخزين الحاويات بطول 500 متر، ومطار برنيس الدولى ومحطة لتحلية مياه البحر بطاقة 3400 م3 يوم وشبكة متكاملة من الطرق الرئيسية.

الهدف الاستراتيجي للقاعدة

وكما كان الهدف الاستراتيجي لقلعة ثارو القديمة هو تأمين حدود البلاد، فإن الهدف الاستراتيجى لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية هو حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية، وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر فضلًا عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر وحتى قناة السويس والمناطق.

قواعد عسكرية أخرى للحماية 

وفي ٢٠١٧ افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة القوات المسلحة قاعدة محمد نجيب العسكرية، في مدينة الحمام بمحافظة مرسى مطروح وشيّدت على مساحة 18 ألف فدان، وأنشئت بتغييرات كبيرة واستراتيجية في التكتيك العسكري المصري، وتوفر الحماية للمشروعات القومية، وعلى رأسهم "محطة الضبعة النووية، وحقول البترول والحدود" وتمثل قاعدة للتدريب المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة، ويتوافر بها جميع الإمكانيات بشكل حضاري متطور.

وتضم قاعدة محمد نجيب 1155 مبنى ومنشأة و4 بوابات رئيسية و8 بوابات داخلية للوحدات وتم تطوير وتوسعة الطرق الخارجية والداخلية بالقاعدة بطول 72 كيلو متر، ومنها وصلة الطريق الساحلي بطول 11.5 كم، وطريق "البرقان" بطول 12.5 كم، ووصلة العميد 14.6 كم، والباقي طرق داخل القاعدة بلغت 18 كم وتضم فوجا لنقل الدبابات يسع نحو 451 ناقلة حديثة، لنقل الدبابات الثقيلة.

وفيها تم إنشاء 72 ميدانا متكاملا شمل مجمع لميادين التدريب التخصصي، وميادين رماية الأسلحة الصغيرة، ومجمع ميادين الرماية التكتيكية الإلكترونية، باستخدام حدث نظم ومقلدات الرماية.