أحمد شوبير يكتب: احترام النفس

الفجر الرياضي



فى كل الدنيا تحدث تغييرات يرحل البعض ويأتى البعض، تتغير الوجوه ولابد معها من تغيير السياسات لا يوجد شخص فى العالم يبقى فى مكانه أبد الدهر لأن سُنة الحياة هى التغيير ولكن يبدو أن لدينا فى الوسط الرياضى فى مصر نظرة أخرى، فالبعض يعتقد أن المنصب مكتوب باسمه ولا يمكن أن يتركه أبدًا أيًا كانت الظروف وحتى لو ابتعد أو رحل عن المكان يظل متشبثًا به يصدر الوهم للبعض بأنه الآمر الناهى وقد يكون قد غادر المكان شكلاً ولكنه مازال يحكم ويأمر وينهى ويستغل خوف البعض وضعفهم فى الضغط عليهم وإيهامهم بأنه المسئول وأن من يخالف تعليماته سيتعرض لأشد العقاب وهذا الأمر نجده الآن واضحًا مثلاً فى اتحاد الكرة المصرى، فالمجلس السابق تقدم باستقالة فورية عقب الخروج من كأس الأمم الإفريقية لمصر 2019 واجتهدت الدولة فى اختيار شخصيات تدير المرحلة القادمة بكل ما فيها وبالتالى كان لزامًا على الجميع أن يحترم اختيار الدولة وأيضًا اختيار الشخصيات المحترمة التى وقع الاختيار عليها، بل مساندتها خصوصًا أن الفترة التى سيتولون فيها سنة واحدة فقط لا غير ولديهم مهام صعبة للغاية خصوصًا أنهم يحاولون إعادة ترتيب البيت من جديد بعد الهرجلة الإدارية التى لم يكن لها مثيل أبدًا فى تاريخ إدارة الكرة المصرية نظرًا لحالة التسيب التى لم أر مثلها أبدًا من قبل رغم محاولات البعض المستميتة لفرض النظام والانضباط داخل المنظومة إلا أنها ذهبت أدراج الرياح بسبب ضعف الإدارة وخوفها الدائم من بعض الأشخاص ثم وهو الأهم تسليم كل المقاليد لشخص واحد أهم مميزاته أنه الذراع اليمنى للكبير!! فمثلاً لا يمكن التصديق بأن اتحادًا عظيمًا له تاريخ كبير مثل الاتحاد المصرى يُدار من خلال شخص واحد ومع كل احترامى له لا أعرف كيف عمل هذا الاتحاد لسنوات دون وجود لجنة انضباط ولا لجنة مناطق ولا تشكيل كامل للجان المسابقات ثم كيف تم ترك مخازن الملابس مفتوحة على المشاع لكل من هب ودب يأخذ منها ما يشاء دون ضابط أو رابط، ولماذا أهينت ولأول مرة فى التاريخ كرامة الحكم المصرى بالاستعانة بهذا العدد الذى لم يحدث فى تاريخ مصر بالحكام الأجانب أصحاب المستوى الضعيف جدًا، وأيضًا كيف تم التراجع عن قرارات مصيرية خصوصًا فيما يخص المنتخب الأول لكرة القدم مما كان له أكبر الأثر على خروج منتخب مصر مبكرًا من بطولة إفريقيا على ملعبنا ووسط جمهورنا العظيم، ناهيك عن غياب اللوائح الواضحة والتى كانت تطبق على البعض وتجاهلها لدى البعض الآخر وكيف تم الانصياع لبعض رؤساء الأندية والتلاعب فى كل ثوابت الكرة المصرية إرضاءً لعدد منهم حتى كادت المسابقة أن تفسد مما اضطرهم إلى إنهاء المسابقة مع نهاية شهر يوليو وإنهاء الموسم بأكمله مع بداية شهر سبتمبر وحتى مباراة السوبر والتى كان مقررًا إقامتها فى بداية الموسم أقيمت متأخرة سنة كاملة، والغريب أنه بعد كل ذلك يقولون لك إن فلانًا هو وحده الذى يفهم وأنه القادر على إدارة المنظومة الكروية فى مصر!! إذن الأمر واضح هناك لجنة تدير الكرة المصرية أعادت بعضا من الانضباط المفقود إلى خريطة الكرة المصرية ونجحت فى بعض التحديات وأمامها معركة خلال الأشهر القادمة لفرض الانضباط والالتزام على باقى المنظومة لذلك على الجميع أن يحترم نفسه وأن يبتعد تمامًا عن التواجد أو حتى الاتصال بمن يديرون الكرة فى مصر الآن وأن نعطيهم الفرصة لإصلاح ما أفسده خلال المرحلة القادمة خصوصًا أن هناك انتخابات قادمة، من يرى فى نفسه القدرة على الإصلاح والانضباط فليتفضل مشكورًا.