محمد مسعود يكتب: أزمة شرف

مقالات الرأي



«نتعامل بشرف، فى زمن خال من الشرف»، جملة نطق بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.

ورغم ابتسامة الرئيس الذى قوبل بعاصفة من مشاعر الحب، لكن جملته استوقفتنى، لا لشىء، إلا لكونها، لم تخل من مرارة.

مرارة فى حلق الرئيس، وحلق كل من يتمسكون بقيمهم ومبادئهم، فى زمن صارت فيه القيم «صفرية»، والمبادئ «متجزئة».

ولعل حديث الرئيس عن «الحب» و«الشرف»، و«الاتحاد»، جعلنى أتساءل عما جرى فى المجتمع، أو جرى له، هل كان المجتمع فاعلا؟ أم مفعولاً به؟، هل كنا ضحايا هذا المجتمع؟.. أم أسفر سلوكنا عن هذا التشوه الذى ضربه فى سويداء قلبه؟.

وبحكم دراستى لعلم الاجتماع طوال سنوات عديدة، وجدت أن الرئيس وضع يده على مثلث قوة، بات ينقصنا.. فالشرف هو المناعة الحقيقية للمجتمعات، إذا كان حاضرا.. اختفت العورات واكتملت النواقص، وإذا انعدم.. تسقط ورقة التوت الأخيرة عن عوراته، وتتكشف نواقصه، من عورات الجريمة، والتعدى على الحقوق، واستحلال أموال الغير وأجسادهم، إلى عورات الباطل، البارع فى التخفى، فمرة تجده فى ثوب مسئول فاسد أو فاشل، أو واعظ متطرف يدعو إلى الفرقة والعنف، أو مجرم بلا قلب يمنعه، أو ضمير أخرس يتحول إلى شيطان أخرس.

تحول أصحاب المبادئ فى هذا المجتمع إلى قلة قليلة تسبح ضد تيار المصلحة، وتدنى الأخلاق وانحطاط الذوق، صاروا فى حرب يومية مستمرة ضد الكراهية، والطبائع البشرية الفاسدة، والنفوس الجشعة، التى لا تشبع.

1- فتاة المنصورة

ما إن وقعت حالة التحرش بفتاة المنصورة فى بداية العام الجديد، انهالت التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى، تؤكد أن الفتاتين تستحقان ما جرى لهما، لكون ملابسهما فاضحة بعض الشىء.

والغريب أن أغلب التعليقات صدرت من فتيات وسيدات أصدرن أحكامهن من فوق الكنبة وعبر شاشة المحمول أو الكمبيوتر.

وهو ما يعنى أن الفتيات والسيدات أصحاب التعليقات التى تدين الفتاتين، هن مجرد قنابل ظلام موقوتة مستعدة للانفجار فى أى وقت، علاوة على أنهن يهيئن بيئة خصبة لتربية أولادهن وتحويلهم إلى مرضى لا يفرقون بين جسد المرأة.. ولحم البهيمة.

متى يتعلم القوم أن ملابس المرأة ليست مبررا لانتهاكها، والنيل من كرامتها قبل جسدها؟.. متى يتعلمون أن التحرش جريمة وليس عقابًا لملابس عارية أو لعورة ظاهرة؟

والحقيقة أن العورة الحقيقية هى التى تتكشف فى كل حالة تحرش، لتكشف عن مرض كامن فى عقول هؤلاء.. نتيجة الظلام والفكر السلفى والوهابى الذى ضرب المجتمع المصرى منذ عشرات السنوات وآن الأوان للتحرر الكامل منه، بل ومحاربته والإجهاز عليه تماما.. ونتيجة للعام الأسود الحزين الذى قضته مصر فى عهد الإخوان، ومازلنا ندفع فاتورته من أعمارنا حتى الآن.

2- محمد صلاح

عدم فوز لاعبنا المصرى العالمى محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا للعام الثالث على التوالي، لا يقلل منه.. ولا حتى يدق ناقوس الخطر على تراجع مكانة صلاح على المستوى العالمى والقارى.

ساديو مانى، الحائز على الجائزة هذا العام، مثال رائع للاعب الجيد، ويحمل مع صلاح ومحرز لواء الكرة الإفريقية دون شك.. لكن بالمقارنة مع محمد صلاح، ففنيات ابن مصر أعلى وأهم داخل الملعب من مانى.

أدعموا صلاح.. مصر فى حاجة إلى أبطال ونماذج تواكب حالة النهوض التى تعيشها.

3- الأخ الكبير

مسلسل «الأخ الكبير» الذى كتبه أحمد عبد الفتاح وأخرجه إسماعيل فاروق لحساب المنتج تامر مرسى، والذى بدأ عرضه مع بداية العام الجديد، مسلسل جيد بداية من مستوى النص، مرورا بالإخراج، علاوة على الأداء التمثيلى لمحمد رجب بطل العمل الذى ظهر بشكل مختلف وجيد، وهو ما يؤكد أن ملف الدراما فى تطور ملحوظ.

وللحديث بقية