حارس سر التجسد.. تعرف على الجندي المجهول في قصة الميلاد العَجيب

أقباط وكنائس

أرشيفية
أرشيفية


‏"لا تخف‏ ‏أن‏ ‏تأخذ‏ ‏مريم‏ ‏امرأتك‏ ‏لأن‏ ‏الذي‏ ‏حبل‏ ‏به‏ ‏فيها‏ ‏هو‏ ‏من‏ ‏الروح‏ ‏القس"، ‏(‏مت‏1:20)، هكذا قال الملاك جبرائيل في حُلم للقديس يوسف النجار، الذي أمن بأن ما حُبلت به مريم هو من الروح القدس، فأحتفظ هذا القديس بمريم بعد ولادتها ليسوع وأتى بها الي منزله فرحًا ومتهلًا لهذا الشرف السامي ليكون مربيًا لهذا الطفل الالهي.

ويلقب يوسف النجار في الكنيسة القبطية بـ "شيخ القديسين"، لأنه عندما أراد الله أن يكون خطيبًا لمريم كان في سن الشيخوخة، لذا هو يُعتبر أول قديس في بداية المسيحية، حيثُ كان هذا القديس ينتظر الخلاص شأنه شأن شعب الله المختار.

وترصد بوابة الفجر، قصة حياة هذا القديس الذي إتمنه الله بأن يكون حريصًا علي سر التجسد الإلهي العظيم.

يقول القس بيشوي سلامة، راعي كنيسة القديس موريس والقديسه فيرينا للأقباط الأرثوذكس في مقاطعة نورث يورك بكندا، إن القديس يوسف النجار لم يذكر عنه الكتاب المقدس سوى القليل، لافتًا الي أن الله قد إتمنه بأنه يرعي القديسة العذراء ليكون خطيب لها في الوقت الفارق للتاريخ.

وأشار الي أن في التقليد الكنسي قد ذٌكر بأن هناك فرق كبير في السن بين القديس يوسف والقديسة العذراء مريم، مؤكدًا أن كتاب السنكسار قد أقر بأن الكنيسة تٌحيي تذكار هذا القديس في الثاني من أغسطس - 26 أبيب الموافق 16 ميلادية.

وأوضح أن القديسة العذراء عندما أوفت فترتها في الهيكل وحَان وقت تركُها الهيكل فأتوا بقرعة هيكلية والتي وقعت علي إختيار القديس يوسف بأن يتزوجها، لافتًا الي أن القديس يوسف النجار يقال بأنه كان أرمل وكان يمتهن النجارة.

وأكد أن الكتاب المقدس لم يذكٌره في قصة الفداء علي الصليب، مشيرًا الي إنه قد إنتقل ( رحل) من عالمنا فهذا التوقيت عن عمر يناهز الـ 111.

وأضاف قائلاُ: إن الكتاب المٌقدس لم يذٌكر عنه في أحداث عن طفولة السيد المسيح غير حادثة واحدة عندما كان سنه 12 عامًا، حيث بقى فى الهيكل ولم يعد مع يوسف ومريم أمه وعندما بحثا عنه ولم يجداه رجعا الى أورشليم، وجداه فى الهيكل جالسًا في وسط المعلمين، حيث يقول الكتاب، ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعًا لهما (لو 2: 41-52).

ويٌشار الي أن القديس يوسف النجار كان يأخذ عائلته كل عام إلى أورشليم في عيد الفصح، وأشار يسوع إلى يوسف بكلمة (أبي)، وكذلك فعلت أمه مريم، وتمتع القديس يوسف بعلاقة قوية بالسماء، حيث كانت تصدر له التعليمات بتحركاته وتصرفاته.

والقديس يوسف النجار قد ضُرب به أروع مثال في التضحية والعطاء ونكران الذات لخدمة الخير للبشرية الأكبر الذي سيحققه يسوع يومًا ما، ويكفيه شرفًًا وفخرًا وهو الرجل المتواضع المٌختفي أن يكون قد أوصل بالتعاون مع مريم وأبنه يسوع إلى كمال الرجولة من خلال تربية متكاملة الجوانب، حيث فعل يوسف ما أمر به الملاك من طاعة عجيبة ورجاء حي، ونًفذ بما أمر به الملاك وقام وهرب الي مصر وكان يرأس العائلة المٌقدسة التي زارت مصر والتي إستُغرقت ثلاث سنوات وستة أشهر.