د.حماد عبدالله يكتب: الإرادة السياسية و"التعليم " فى مصر !!

مقالات الرأي

د.حماد عبدالله
د.حماد عبدالله



من أهم الأخطار التي تواجه الوطن هي " منظومة التعليم " ولعل ما يجب أن تهتم به النخب المصرية سواء من ( المثقفين ) أو من الأحزاب أو من حزب الكنبه ( الأغلبية العظمي من شعب مصر ) !!

هي منظومة التعليم ، فهي الأساس التي يبني عليها دعائم الأمم في التقدم ، وفي الديمقراطية وفي الحصول علي كامل الحرية ، دون أمل في المساس بها من مسئول وطني أو أجنبي في المستقبل !!

منظومة التعليم في مصر يجب أن يسبق التعرض لها أن نقضى علي ( الأمية ) التي يتراوح نسبتها في المجتمع مابين 40 % إلي 60 %  كما يقال !!

في غياب الإفصاح والشفافية ، وعدم وجود أية مصادر معلومات موثوق بها في البلد !!

ولا أعتقد أن يختلف أحد ، علي أن منظومة التعليم في بلادنا تحتاج لدفعه جادة ، ورؤية سياسية محددة ، حيث هي عصب المستقبل ، ومع ما تم في العهود السابقه من عبث وتدهور في سياسات التعليم ، وما كشف عنه المستور بعد قيام ثورة الشعب في 25 يناير ، من فساد ، وإهدار أموال وأصول مملوكة لهذا الشعب ، دون مراعاة لأي حق من حقوق إجياله القادمة إلا أن للأسف الشديد ، ما يبذل اليوم وبعد ثورة قام بها شعب مصر فى 30 يونيو وبعد أن إتخذت القيادةالسياسية قرار بالإهتمام بالتعليم وجندت الدولة إمكانياتها ومسئوليتها لهذه المهمة ، إلا أن فى رأيى أن الجهود متواضعة للغاية!!

ولعل التقدم للأمام فى أية جزئية من المنظومة المتكاملة للتعليم في مصر تتطلب حلولا غير تقليدية ، حتي يتسني الخروج من هذا النفق المظلم ، والذي أصبح طلباً ملحاً علي المجتمع كله ، وليس فئة منه ، ولعل النخبة المصرية ، بما فيها من أحزاب ، وقوي ساسيه ، يجب أن تضع نصب عينها وأن تلتف حول المشكلة ، وأن يكون الحوار عاما وليس حواراً عنصرياً ، يعتمد علي الإنغلاق الإداري لوزارة التعليم.

فقضية التعليم هي قضية مستقبل للمصريين ، ويجب أن نتكاتف ونتدبر الإمكانات البشرية والمالية للإنطلاق من نقطة ( صفر ) وفي رأي أن المنظومة تبدأ من المراحل الأولي للتعليم ، التي يجب أن نؤكد فيها عنصر التربية بكل مفاهيمها ، وليست الوطنية فقط ، والإنتماء والإحترام للقانون وللأسرة وللمجتمع ، وتدريب الأطفال علي سلوك متحضر يحمي الفرد والجماعه ، ويحدد نطاق الحريات الشخصية ، وحاجز إنتهائها عند حرية الأخرين .

كما أن التعليم الصناعي والفني ، يجب أن يعود متميزاً ، كما كان في الخمسينات والسيتينات ، حيث أشُرفْ وأفخَرْ بأنني خريج هذه المدارس الصناعية المتوسطة وكان الحافز أن الأوائل فقط يستطيعون الإستكمال والإستمرار في مراحل التعليم العليا ، ولعل بحصولي علي درجتي دكتوراه ، دلاله علي أنني تعلمتُ جيدا في نظام تعليم صناعي محترم!(زمان)! .

كما أن منظومة التعليم العالي والعقبات القاتله اليوم في خريطة الطريق إليه ، يجب تمهيدها  والتخلص منها ، ويجب إعادة الإحترام والإنتماء إلي الجامعات المصرية العريقة ، ويجب أن نعيد للأستاذ قدسيته وإحترامه مالياً وإدارياً ، وتعظيم قدراته علي الإبداع ، وهذا لن يتسني في ظل إعارات داخلية لجامعات خاصة بمئات الألوف من الجنيهات ، ينالها أعضاء هيئات التدريس المقيدون في الجامعات الحكومية ، والذين يتقاضون في نفس الوقت مئات الملاليم من جامعاتهم ، فلأي جهه ينتمون ؟ لطلاب الأغلبية ، أو لطلاب الجامعات الخاصة الفئوية ؟
شيء يجب أن يحدد أو نفصل بين العام والخاص ، والإختيار يعود للأستاذ ، ولكن بعد أن نعيد له حقه وإحترامه في جامعته الأم ، المنظومة تحتاج لتضافر الجهود من الجميع لكي تنتقل هذه المنظومة المحدده لموقع مصر في المستقبل بين الأمم إما خيراً وإما تؤجل لحين أشعار أخر !!