د. حماد عبدالله يكتب: "حينما تثقب المراكب" فالجميع غارقون !!

مقالات الرأي

أرشيفية
أرشيفية


لماذا لا نلتقى على الحد الأدنى من الاتفاق ونقترب من بعض أكثر ؟ لماذا لا نلتقى على الحد الأدنى من الاختلاف ونقرب من وجهات النظر فيما بيننا ، وفيما نختلف عليه؟ لماذا نثير فى أنفسنا رغبة التفرقة ، والشرذمة، والابتعاد، والحقد، ونكران الجميل، والابتعاد عن هدف سامى، نرنوا جميعاَ إليه، وهو مصلحة الوطن العليا ! 

أرى الاختلاف والأخذ بأساليب الابتعاد عن بعضنا البعض فى كل ما نتناوله من حوارات ونقاش حول موضوع بعينه، هو رؤية لحق أو رؤية لباطل !! 

إن الشيء الوحيد الذى يفرق بين إنسان وأخر هو البحث عن لقمة عيش يتنافس عليها شخصان ، والبحث عن مكسب شخصى أو عنصرى بين جماعة وأخرى البحث عن أداة أو وسيلة للسطو أو السيطرة على مقعد أو منصب، ومع ذلك فكل هذه الأشياء زائلة، ولا قيمة لها.. بعد أنتهاء فترة شغلها أو بعد هضم (لقمة العيش) مهما كان نوعها، وطبيعتها، فيتساوى قطعة (اللحم مع سندوتش الطعمية) بعد الإحساس (بالشبع)، والذهاب لمكان للتخلص من الفضلات الإنسانية يتساوى الجميع مع هذه الماديات ، ولكن الشيء الوحيد الذى لا يتساوى فيه البشر، هو الفعل، ورد الفعل، والسيرة الذاتية للإنسان، فالعمل الصالح باقى حتى بعد انتهاء الحياة.

إن معارك الحياة كثيرة، وفى بلادنا تأخذ معارك الحياة بحكم شرقيتنا وتعصبنا لأفكارنا ، تأخذ شكل الحروب الصغيرة ، وفى الحروب تضيع الحقيقة وتنتهي الطرق، وتنقطع الأوصال، والصلات ويتحكم فينا الغضب ، وينتقل بنا الإحساس من الغضب إلى الشر، ونرى الظلام نور ، ونرى الأبيض أسود ونرى الحق باطل.. ونتمسك بشعارات جماعية ، نسحتوز عليها ونؤممها، ولا نسمح لأحد غيرنا بأن يستمسك بها وكأننا نحن فقط المدافعون عن الحق، وأصحاب الفضيلة وغيرنا ، سفلة وزنادقة ، ومرتعدون ، وهذا ليس بحقيقى ولكن (خيل لنا ذلك) بالشرور والحقد الذى يملأ صدورنا ، ويسود قلوبنا ، ويغلق عقولنا !!

لماذا لا نتفق على أن مصر، بلدنا كلنا، وحينما ننادى بأن بلادنا تتقدم بنا، معناها أن كل المصريون واحد ، وكل أهدافنا واحدة ، وكل أمالنا وألامنا واحدة ، وأن المصلحة العليا للوطن هى مرادنا جميعاً، لماذا تكون زوايا الرؤية لهذه المصلحة زوايا حادة  منكسرة الأضلاع، مع أن الحقيقة أننا نستطيع جميعاَ أن نناقش فيما بيننا أحسن السبل وأقصر الطرق للوصول إلى أهدافنا، أذا تبرأنا وتنازلنا، عن منافع وميزات شخصية أو فردية، أو نصرة جماعة ضد أخرى، الحقيقة الثابتة، من ثقافات سابقة ، سواء ثقافة مصرية أو أجنبية ، أن الفرقة حينما تسود فسوف نخسر جميعاً ، وحينما تثقب المركب ، فالجميع غارق لا محالة !!.

دعونا نلتقى ولا نفترق ، ونتقى الله عز وجل فى هذا الوطن الجميل " مصر "!