الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة تحتفل بعيد الميلاد

أقباط وكنائس

الاحتفال
الاحتفال


ترأس الدكتور القس إندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الإحتفال الرسمي الذي تقيمه الطائفة الإنجيلية بمناسبة عيد الميلاد المجيد مساء اليوم الأحد بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة.

وألقى الدكتور إندريه ذكى كلمة أثناء الإحتفال، قائلا: إننا نحتفل اليوم بعيد الميلاد المجيد، الذي نتذكر فيه ميلاد السيد المسيح له المجد وأريد أن أكلمكم اليوم عن الميلاد بطريقة مختلفة ،إن ميلاد المسيح له أبعاد وتأثيرات عديدة، ولكنه في أحد أبعاده يُعتبر نقطة البداية لنموذج حياة مختلفة مليئة بالرحمة والحق وصنع السلام والتضحية. فالميلاد هو نقطة انطلاق لحياة غير أنانية لا تطلب ما لنفسها. وبكلمات أخرى، هذا يعني أن ميلاد السيد المسيح يشكّل "نوعًا جديدًا من الوجود" (Another mode of existence)، أي طريقة جديدة للعيش لا تقصي الآخر ولا تجنبه أو تهمشه، بل تدعوه للحياة بكل ملئها، بهذا المعنى فإن الميلاد هو هدية إلهية للبشرية، نموذج جديد يهديه الله للبشرية لكي تقتفي أثره.

وأضاف زكى: كان اليهود يحتقرون السامريين بشكل كبير لأنهم تزوجوا من شعوب أخرى غير اليهود فأصبحوا "نجسين" في نظر اليهود ولا يجب التعامل معهم وعلى الصعيد السياسي، احتل المستعمر الروماني الأرض دون وجه حق، بل وحاول أن يستغل السلطة الدينية ليتحكم في الشعب كما يخبرنا التاريخ عن تعيين الحاكم السياسي لرئيس الكهنة اليهودي في زمن المسيح، باختصار، كان الفساد والظلم يملأ المجتمع الذي وُلِد فيه المسيح بكل أطيافه.

تابع: النموذج الذي يقدمه السيد المسيح بحياته لنا يتلخص في الوصية التي شملت الناموس كله وهذه الوصية لها شِقين الشِق الأول منها هو "أن تحب الرب إلهك من كل قلبك وعقلك ونفسك"، والشق الثاني منها هو "وتحب قريبك كنفسك"، كانت هذه الوصية تشرح مفهوم المحبة الحقيقي عند المسيح، لأن محبة الله تظل ادعاءً حتى تتجسد في محبة القريب. هذا الربط النبوي بين محبة الله ومحبة الآخر كان جديدًا بالنسبة للمجتمع اليهودي، لأنه ببساطة يتعامل مع جذر المشكلة في القلب الإنساني

وأختتم: لقد اعتدنا تبادل الهدايا حول شجرة الميلاد (الكريسماس) في هذه المناسبة، ولكن دعوني أختم معكم حديثي بتأمل ماهية الهدية الحقيقية فمن ناحية، هدية الميلاد التي يمكن أن نقدمها للمسيح اليوم هي كل فعل رحمة يمكن أن نقدمه للآخر، من استيعاب وتفهم على مستوى التسامح الفكري، ومن تقديم معونة لكل محتاج ولكل فقير على المستوى المادي والمعنوي. ومن ناحية أخرى، فإن حياة المسيح الملهمة لنا بهذا الشكل، والتي بدأت في الميلاد، هي هدية للمجتمع اليوم، نستلهم منها خطاب المحبة الذي يبني، بدلًا من خطاب الكراهية.