القصة الكاملة لمقتل "سليماني".. إيران تتوعد وأمريكا ترد: الضربة كانت تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لطهران

اختلفت وتصاعدت ردود الأفعال الدولية والعربية بعد مقتل قائد فليق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، على أيدي الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق غارة استهدفت موكب سليماني في مطار بغداد الدولي.

هذا وبدأت قصة اغتيال اللواء قاسم سليماني، في حدود الساعة الثانية فجراً بتوقيت العاصمة العراقية بغداد، وفي أول الأمر نشرت خلية الإعلام الأمني العرقي، نبأ على صحفتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أوضحت فيه أن "3 صواريخ من نوع (كاتيوشا) سقطت قرب مطار بغداد الدولي".

وقبلها نشرت خلية الإعلام الأمني العديد من الأخبار، التي تحدثت عن سقوط صواريخ "كاتيوشا" على المنشآت الواقعة قرب مطار بغداد، وهذا دفع السلطات العراقية للاعتقاد بأن الأمر قد يكون هجوماً من تنظيم "داعش" الإرهابي.

وكتبت خلية الإعلام الأمني على "فيسبوك": "سقوط 3 صواريخ كاتيوشا على مطار بغداد الدولي قرب صالة الشحن الجوي، أدى إلى احتراق عجلتين إثنين وإصابة عدد من المواطنين، وسنوافيكم بالتفاصيل لاحقا".

وأتضح بعد ذلك، أن الولايات المتحدة أطلقت صواريخ "كاتيوشا" من طائرة مسيرة (من دون طيار)؛ لاغتيال مهندس حروب إيران في المنطقة وقائد ميليشياتها قاسم سليماني، ومعه نائب قائد ميليشيات الحشد الشعبي العراقية الموالية لطهران أبو مهدي المهندس.

وذكرت مصادر من داخل مطار بغداد، أنه تم إغلاق المنشأة عقب سماع دوي الإنفجارات، وجاء بعد ذلك تحليق مكثف لمروحيات في سماء المطار، وقتل أيضاً في الغارة بجانب سليماني والمهندس 10 أشخاص، من بينهم مسؤول التشريفات في ميليشيا الحشد محمد رضا الجابري، وفقاً لما نقلته فضائية "سكاي نيوز بالعربية".

وأوضح مسؤول أمني عراقي كبير، أن "القصف الجوي تم بالقرب من صالة الشحن في المطار، بعد أن غادر سليماني طائرته التي هبطت للتو في مطار بغداد".

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، بأن "سليماني كان قادماً من بيروت"، ولكن مسؤولاً أمنياً عراقياً قال: "إن الطائرة ربما جاءت من سوريا أو لبنان"، وكشف مسؤولان بالمطار أن "جثة سليماني كانت ممزقة بسبب النيران التي أحدثتها الصواريخ الأمريكية، في حين لم يتم العثور على جثة المهندس".

وقال سياسي عراقي كبير، إنه "تم التعرف على جثة سليماني المحترقة من خلال الخاتم الذي كان يرتديه دوماً".

توعد المرشد الإيراني على خامنئي بـ"انتقام قاس" من الولايات المتحدة الأمريكية، عقب مقتل سليماني، معلناً الحداد الوطني لمدة توم ثلاثة أيام في إيران، وقال في تغريدة عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": إن "انتقاماً قاسياً ينتظر المجرمين، الذين لطخت أيديهم بدمائه".

وأوضح المرشد خامنئي: أن "غياب سليماني يشعرنا بالمرارة، لكن الكفاح سيستمر لحين تحقيق النصر وجعل حياة المجرمين أشد مرارة"، كما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن "بلاده ستكون أكثر تصميماً على مقاومة الولايات المتحدة"، وذلك رداً على مقتل سليماني.

وذكر الرئيس الإيراني  في بيان: "استشهاد سليماني سيجعل إيران أشد حزماً في مقاومة التوسع الأمريكي والدفاع عن قيمنا الإسلامية، بلا أدنى شك ستنتقم إيران والدول الأخرى الساعية إلى الحرية بالمنطقة".

كما علق قائد فيلق القدس الجديد إسماعيل قآني، في أول تصريح له، على مقتل قاسم سليماني، قائلا: "نقول للجميع أصبروا قليلاً لتشاهدوا جثامين الأمريكيين بالشرق الأوسط".

وتوعد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بالانتقام ممن قتل قائد مليشيا فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وأكد المجلس الأعلى، خلال تصريحات له، على أن الولايات المتحدة تتحمل تبعات مقتل سليماني.

دعت الولايات المتحدة الأمريكية مواطنيها إلى مغادرة العراق فورًا، وجاء ذلك بعد ساعات من إعلان أمريكا مسؤوليتها عن مقتل اللواء قاسم سليماني.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، قد أعلنت أن "الجيش الأمريكي وبتوجيه من الرئيس دونالد ترامب، نفذ الضربة التي قتلت سليماني".

وقال البنتاجون: إن "سليماني كان منخرطاً بصورة نشطة بتطوير خطط لمهاجمة دبلوماسيين وجنود أمريكيين في العراق والمنطقة، الجنرال سليماني وفيلق القدس مسؤولان عن مقتل مئات الأمريكيين وقوات التحالف وجرح الآلاف الآخرين.. الجنرال قاسم سليماني وافق على الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العراق هذا الأسبوع".

وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية: "الضربة كانت تهدف لردع أي خطط هجوم مستقبلية لإيران، وستسمر الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ كل الخطوات الضرورية لحماية مواطنيها ومصالحها أينما كانت حول العالم".

هذا واعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن مقتل قائد مليشيا فيلق القدس الإيراني سليماني "إجراء دفاعي"، وتم إحباط هجوماً إيرانياً وشيكاً، مؤكداً على أن واشنطن ملتزمة بخفض التصعيد.

وأضاف بومبيو، أن حماية أمريكا ومصالحها التزام ثابت لإدارة ترامب ولا جدال فيه، ومواجهة أنشطة النظام الإيراني الخبيثة أولويتنا المشتركة مع حلفائنا الأوروبيين.

وحثت وزارة الخارجية الأمريكية، مواطنيها إلى مغادرة العراق فورا، في أعقاب مقتل قائد مليشيا فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وقادة مليشيا عراقية موالية لإيران في ضربة أمريكية ببغداد. 

وجاء ذلك في تصريحات للوزارة عبر حسابها على موقع التدوين القصير "تويتر": "بسبب تصاعد التوتر في العراق والمنطقة نحض الأمريكيين على مغادرة العراق فورا"، مضيفة "بسبب هجمات مجموعة مسلحة مدعومة من إيران على مجمع السفارة الأمريكية، تم تعليق جميع العمليات القنصلية. على الأمريكيين عدم الاقتراب من السفارة". 

قررت شركة "طيران الخليج" التابعة لدولة البحرين، تعليق جميع رحلاتها الجوية إلى العراق؛ تخوفاً من تبعات مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.

وأرجعت شركة "طيران الخليج" البحرينية، قرارها بأنه يأتي على خلفية توتر الأوضاع بالعراق، بعد مقتل قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، فجر اليوم نتيجة غارة أمريكية على موكبهم بالقرب من مطار بغداد الدولي.

كما أعلنت شركة الطيران، في بيان، عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، "إلغاء جميع الرحلات القادمة والمغادرة من بغداد والنجف في جمهورية العراق حتى إشعار آخر، بسبب عدم استقرار الوضع الأمني".

دعا متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الزعماء إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس ويقول "العالم لا يمكنه تحمل حرب أخرى في الخليج"، مؤكداً على أن الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش قلق للغاية بسبب التصعيد الأخير في الخلية.

حذر الاتحاد الأوروبي، من حدوث دوامة عنف بعد مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، في غارة نفذتها القوات الأمريكية ببغداد.

وقال رئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال،: "يجب أن تتوقف دورة العنف والاستفزازات والضربات المضادة التي شهددها العراق على مدار الأسابيع الماضية".

وأضاف السياسي البلجيكي: "يجب الحيلولة دون حدوث تصعيد جديد، مهما كان الثمن"، مشيراً إلى أن كثرة الأسلحة والميليشيات تعيق العودة إلى حياة طبيعية بالنسبة للمواطنين العراقيين، ولم يشر "ميشال" في تصريحاته بشكل مباشر إلى الضربة العسكرية الأمريكية، التي أودت بحياة اللواء الإيراني سليماني.

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لضبط النفس بعد مقتل قائد مليشيا فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، مطالباً بتجنب التصعيد الخطير.

كما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي ماكرون، عن قلقه بعد مقتل قاسم سليماني، محضراً من تداعيات مقتل سليماني على الوضع بالمنطقة.

وأعرب الرئيسان الروسي والفرنسي، خلال اتصال هاتفي عن قلقهما إزاء مقتل قائد فيلق القدس في ضربة أمريكية.

قررت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، في بيان لها: "تعليق رحلاتها الجوية بين عمان وبغداد اعتباراً من اليوم الجمعة، وحتى إشعار آخر في ضوء الوضع الأمني غير المستقر في المدينة وفي مطار بغداد الدولي".

وأوضحت الملكية الأردنية التي تشغل 18 رحلة منتظمة أسبوعياً بين عمان وبغداد، أن رحلاتها الجوية الأخرى إلى بقية المدن العراقية؛ البصرة وأربيل والنجف والسليمانية تسير بشكل طبيعي، ووفقا للبرنامج المعلن للمسافرين.

أدان الرئيس العراقى برهم صالح، الغارة الجوية الأمريكية على مطار بغداد الدولي، التى أسفرت عن مقتل قاسم سليمانى، وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.

وقال في بيان، إن العراق يجب أن يضع مصلحته الوطنية في المقام الأول وأن يتجنب مآسي الصراع المسلح الذي ابتلي به على مدى أربعة عقود.