طهران تتعهد بـ"الانتقام القاسي" من واشنطن بسبب اغتيال سليماني

السعودية

قاسم سليماني
قاسم سليماني



تعهدت إيران "بالإنتقام القاسي" من الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب الغارة الجوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، التي أسفرت عن مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني.

ومثل مقتل اللواء قاسم سليماني، تصعيداً كبيراً في المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تعنت من أزمة إلى أخرى منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، وفرض عقوبات مشلولة.

وحثت الولايات المتحدة، المواطنين الأمريكيين على مغادرة العراق "فوراً" بعد الغارة الجوية التي حدثت فجر اليوم، على مطار بغداد الدولي، وأوضح التلفزيون الحكومي الإيراني بعدها، أن الغارة "قتلت سليماني وتسعة آخرين".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن السفارة في بغداد، التي هاجمها رجال الميليشيات المدعومين من إيران ومؤيديهم في وقت سابق من هذا الأسبوع، تم إغلاقها وتم تعليق جميع الخدمات القنصلية.

ويوجد حوالي 5200 جندي أمريكي في العراق؛ لتدريب القوات العراقية والمساعدة في القتال ضد مقاتلي جماعة تنظيم "داعش" الإرهابي؛ حيث أصدرت السفارات الأمريكية تنبيهاً أمنياً للأمريكيين في لبنان والبحرين والكويت ونيجيريا.

وحذر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، من أن "الانتقام القاسي ينتظر للولايات المتحدة بعد الغارة الجوية، واصفاً سليماني بأنه "الوجه الدولي للمقاومة"، وأعلن خامنئي الحداد لمدة ثلاثة أيام وعين اللواء إسماعيل غاني، نائب سليماني، ليحل محله كرئيس لقوة القدس.

ووصف الرئيس الإيراني حسن روحاني عملية القتل، بأنها "جريمة بشعة" وتعهد بأن بلاده "ستنتقم"، واستدعت إيران المبعوث السويسري مرتين، وهي المرة الأولى التي تسلم فيها خطابًا بالمرور إلى الولايات المتحدة.

وخرج الآلاف من المصلين في العاصمة الإيرانية طهران إلى الشوارع بعد صلاة اليوم الجمعة؛ لإدانة القتل، ولوحوا بلوحات سليماني وهتفوا "الموت لأمريكا المخادعة".

ويمكن أن تشعل الضربة المستهدفة، وأي انتقام من إيران، صراعا يجتاح المنطقة بأسرها، مما يعرض القوات الأمريكية للخطر في العراق وسوريا وخارجها.

وخلال العقدين الأخيرين، جمع سليماني شبكة من الحلفاء المدججين بالسلاح تمتد حتى جنوب لبنان، على عتبة إسرائيل.

ووعد القتل بمزيد من توتر العلاقات مع الحكومة العراقية، المتحالفة مع كل من واشنطن وطهران وتشعر بقلق عميق من أن تصبح ساحة قتال في خصومهما، كما دعا السياسيون العراقيون المقربون من إيران البلاد إلى طرد القوات الأمريكية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، إنها قتلت سليماني البالغ من العمر 62 عاماً، لأنه "كان يطور بنشاط خطط لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين وأعضاء الخدمة في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة"؛ حيث اتهم سليماني بالموافقة على الاحتجاجات العنيفة المدبرة في السفارة الأمريكية في بغداد.

كما تم تنفيذ الغارة على طريق الوصول بالقرب من مطار بغداد الدولي، بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار، وفقا لمسؤول أمريكي.

وقال مسؤول أمني عراقي كبير، إن سليماني هبط لتوه من طائرة قادمة من سوريا أو لبنان.

كما أدى الانفجار إلى تمزيق جسده إلى جانب أبو مهدي المهندس، نائب قائد الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق والمعروفة باسم قوات التعبئة الشعبية.

وقال التلفزيون الحكومي الإيراني، في وقت سابق من اليوم، إن "عشرة أشخاص قتلوا في الغارة الجوية، بمن فيهم خمسة من أعضاء الحرس الثوري وصهر سليماني، الذي لم يحدد هويته".

وتحدث المسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث مع الصحفيين.

كما يأتي الهجوم في بداية عام يواجه فيه ترامب محاكمة في مجلس الشيوخ بعد عزله من قبل الكونغرس وحملة إعادة انتخابه، يمثل نقطة تحول محتملة في الشرق الأوسط ويمثل تغييرًا جذريًا في السياسة الأمريكية تجاه إيران بعد أشهر من التوترات.

وتكمن التوترات في قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو 2018، بسحب الولايات المتحدة من الصفقة النووية الإيرانية مع القوى العالمية، التي وقعها سلفه باراك أوباما.

ومنذ ذلك الحين، أسقطت طهران طائرة استطلاع أمريكية بدون طيار وصادرت ناقلات نفط؛ حيث ألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في الهجمات الأخرى ،التي استهدفت ناقلات النفط والهجوم الذي وقع في سبتمبر على صناعة النفط في المملكة العربية السعودية التي خفضت إنتاجها إلى النصف.

وكتب مستشار الأمن القومي السابق لترامب جون بولتون في تغريدة على موقع التديونات القصيرة "تويتر"، أننا نأمل أن تكون هذه هي الخطوة الأولى لتغيير النظام في طهران.

وقال نائب وزير الخارجية الفرنسي أميلي دي مونتشالين، لإذاعة "آر تي إل"، "إننا نستيقظ في عالم أكثر خطورة"، وحذر الاتحاد الأوروبي من "اندلاع أعمال العنف بشكل عام".

وأدانت روسيا عملية القتل، وقالت الصين العضو في مجلس الأمن إنها "قلقة للغاية"، وأشارت بريطانيا وألمانيا إلى أن إيران تتحمل أيضًا بعض المسؤولية عن تصاعد التوترات، في حين حثت المملكة العربية السعودية على ضبط النفس.

وفي الوقت الذي عانى فيه الجيش الإيراني التقليدي من العقوبات الأمريكية التي دامت 40 عامًا، يمكن لإيران أن تضرب المنطقة بشكل غير متماثل من خلال قواتها المتحالفة مثل حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية ومتمردي الحوثي في اليمن.

ودعا زعيم حزب الله حسن نصر الله، "المقاومة في جميع أنحاء العالم" للانتقام لمقتل سليماني، كما يمكن أن تزداد الاحتكاكات بشأن شحنات النفط في الخليج، وقد بنى الحرس الثوري الإيراني برنامجا صاروخيا باليستيا.