"دجلّ ونصب".. "الفجر" داخل 3 عيادات لعلاج آلام الضهر بضرب العصا

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"العصا السحرية" أحدث طرق العلاج عند الدجالين لعلاج أعراض آلام الظهر، وآلام على طول وأسفل الظهر عن طريق عن ضرب المريض علي ظهره لعلاج الغضروف، وأسس بعض الشيوخ عيادات طبية لعلاج المرضى، قد تراوحت أسعار الكشف الطبي في هذه العيادات بين 30 إلي 100 جنيه للنصب على البسطاء، ولذلك تواصلنا مع ثلاث عيادات للشيوخ الضرب بالعصا.

العصا السحرية
إعلان عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن للمعالج "ع. أ"، هو شيخ أربعيني يدعي علاج آلام العمود الفقري والغضروف في عشر دقائق باستخدام الضرب بالعصا لإعادة غضروف الظهر لمكانه، ويستخدم "الشيخ" كمادات باردة وساخنة بالتناوب لمدة ربع ساعة على مكان الألم، وتقع عيادة الشيخ في إمبابة، ويبلغ سعر الكشف 100 جنيه، وياتى إليه العديد من المرضى للعلاج باستخدام العصا الخشبية.

وتواصلت "الفجر" مع الشيخ ( ع، أ) الذي أكد أنه لم يدرس الطب، وأنه يعمل بالحجامة والعلاج بالأعشاب،  يقول الشيخ "ع ": "العيادة تعمل من 8 إلي 2 ظهرًا، وهي بتتصلح دلوقتي، ممكن اجيلك البيت لو تعبانة، الجلسة ب100 جنيه، باستخدم أعشاب وزيت معين بحطها علي مكان الإصابة".

يعتمد علاج "العصا الخشبية" علي استخدام عصا صغيرة لتسكين الآلم للحالات التى تعانى من آلام الظهر والعمود الفقرى والديسك، يعالج "الشيخ" مشاكل العظام مثل المزق وخلع الكتف ووثاء القدم وعرق النسا عن طريق رفع الضغط الواقع من "الغضروف" على عصب عرق النسا، يري الشيخ أنه يستخدم علم الكايروبراكتيك للضغط على المفاصل وتصحيح الخلل، حتى يتمكن العصب من عودته إلى مكانه الطبيعى.




العلاج بالأعشاب
في المقابل من الأطباء، يستخدم الشيخ مجموعة من الأعشاب كروشتة علاجية بديل عن الأدوية، يستخدم الشيخ الزنجبيل كمضاد للالتهابات ومسكن آلام الظهر وذلك بخلط مطحون الزنجبيل مع زيت الكافور وعمل لبخة على مكان الالم ، أو يغلى الزنجبيل في الماء لعشرة دقائق ثم يشرب عدة مرات يوميا بعد تبريده وتحليته بالعسل.

يخلط مطحون الحلبة مع الحليب الساخن لعمل عجينة، وتوضع على مكان الألم وهي ساخنة، يشرب مغلي الريحان عدة مرات يوميًا لعلاج آلام الظهر، وتسلق أوراق الكرنب في الحليب حتى تصبح لينة وتوضع على مكان الألم طوال الليل، ويؤكل فصين من الثوم كل صباح، أو يخلط زيت الثوم مع زيت السمسم ويدهن الظهر بالمخلوط لعلاج آلام الظهر .

يسخن واحد من الزيتين الكافور أو زيت الزيتون ويدهن به مكان الألم لعشرة دقائق عدة مرات في اليوم، ويغلى القمح المستنبت مع الحليب ويشرب مرتين كل يوم مرتين، ويشرب كأس من شاي البابونج للتخلص من آلام الظهر، ويشرب المريض كأس من الماء مضافا إليه ملعقة كبيرة من العسل لعلاج آلام الظهر كل يوم.

الفيوم
في محافظة الفيوم، مركز سنورس بقرية الزواية الخضراء، تقع عيادة الشيخ أحمد-ع، هي عيادة في شارع جانبي صغير في منزل الشيخ بالدور الأرضي، ولا تحمل اسم أو ترخيص، قضت "الفجر" يومًا في عيادة الشيخ أحمد، تتكون العيادة من ثلاث غرف، وصالة يجلس فيها المرضي، يستقبل الشيخ المرضى في الغرفة الأولي، وتخصص الغرفة الثانية للصلاة، والغرفة الثالثة مهجورة، ويجاور العيادة صيدلية أعشاب، خلال زيارة "محررة الفجر" للعيادة، توافد للشيخ أكثر من عشرين مريض يعاني معظمهم من الألم في العظام أو خشونة المفاصل أو هشاشة العظام بسبب تقدم العمر.

يوضح عامل العيادة، أن العيادة تعمل من الساعة 9 صباحًا وحتي صلاة المغرب، وأن الشيخ أحمد ورث مهنة العلاج بالعصا عن والده الشيخ ع، الذي يذيع صيته في المحافظة  "الناس بتجيي له من بعيد، راجل بركة في ايده الشفا، وهو ورث المهنة دي عن والده الشيخ " .

يضيف عامل العيادة، "الشيخ أحمد يعالج عظام الغضروف بالضرب بشكل معين علي الفقرات واستخدام زيت كافور وزيت سمسم، والشيخ يعالج أيضا مياه العين وبيركب الحلق الطبي، والعيان بيستني دوره ويدخل يدفع اللي ربنا يقدره عليه "30- 100جنيه" على حسب قدرته المالية.






أرخص من الدكتور
داخل عيادة الشيخ أحمد، قابلنا الحاجة زينب سيدة سبعينية بسيطة ترتدي نقاب يغطي وجهها "أنا جربت الشيخ قبل كده، إيده فيها الشفاء، روحت له ثلاث مرات، هو أقرب وأرخص من الدكتور العادي، أنا بروح له في الحاجات البسيطة ومش الإصابات الكبيرة " .

تضيف الحاجة زينب "ممكن اديله 30 جنيه ويقبل"، تعاني ابنتها من مشاكل في الظهر بسبب قيامها ببعض الأعمال المنزلية "كانت بتنضف في البيت وبيتشيل حاجات تقيلة وتقريبا فقرات ضهرها اتحركت، جبتها للشيخ يعالجها"، ولا تختلف رؤية الحاجة زينب عن رؤية أحمد الذي اصطحب شقيقه إلي الشيخ أحمد للحصول على العلاج بعد مروره بحالة انزلاق فقرات الضهر "الله يبارك له، معرفش عمل ايه، عرف يرجعها مكانها، هو شيخ مشهور عندنا في الفيوم ووجه بحري كله، بقاله سنين في البلد".

دجل ونصب
تواصلنا التحقيق مع نقابة العلاج الطبيعي لتقديم شكوى باسم العيادات الوهمية، ويرى الدكتور سامي سعد النقيب العام العلاج الطبيعي، أن العلاج بالعصا هو نوع من الدجل والنصب والاحتيال علي البسطاء، وهؤلاء الدجالون يعملون في القرى البسيطة ويخدعون البسطاء، مضيفًا أن نقابة العلاج الطبيعي بها وحدة مكافحة منتحلين الصفة والأدعياء والدخلاء علي مهنة العلاج الطبيعي .

وأضاف سعد لـ"الفجر"، أن العلاج بالعصا هو دجل علي المهن الطبية، أن هذه العيادات غير مرخصة وهي فوضى جنائية تحتاج إلي أحكام رادعة لأنهم يستغلون جهل البسطاء، للأسف هذه العيادات أماكنها مجهولة، ويتواصلون مع المرضي عن طريق التليفون، وتحاول وحدة "العلاج الحر" بوزارة الصحة القيام بدورها في التفتيش علي العيادات الخاصة والإبلاغ عن النصابين بالتعاون مع النقابات الطبية و المجالس المحلية .

وأكد الدكتور سعد، أن حل هذه المشكلة بوجود الرقابة الشعبية والوعي الطبي الثقافي بالإضافة إلي دور الإعلام في توعية المواطنين البسطاء حتي تنتهي هذه الظاهرة، ويبقي الحل النهائي في يد النيابة والقضاء بسجن النصابين، وفحص كل البلاغات عن العيادات المجهولة التي تضر بصحة المريض وتخدعه، ويوضح "سعد" أن الدين برئ من هؤلاء المحتالين،  كما أنهم يسئون لسمعة مصر وينشرون الخرافات باسم الدين .

وأشار سعد إلي، أن تخصص العلاج الطبيعي ليس فيه أي تمارين أو ممارسات أو وسيلة علاجية بها ضرب للمريض، وتخصص العلاج الطبيعي له أدواته المعترف بها من وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وهو تخصص علمي يدرسه الطبيب لمدة 6 سنوات في الكلية، ويحصل الطبيب علي ترخيص من النقابة لمزاولة للمهنة ويخضع لرقابة من وزارة الصحة .

ونصح سعد المواطنين بالبعد عن الأولياء والأوصياء لأن الطب علم، ولا يقوم علي انتحال الصفة أو بركة الشيخ فلان، كما طالب سعد بإنشاء وحدة خاصة لمكافحة الفساد الطبي بالتعاون مع الجهات الرقابية لمحاسبة منتحلين الصفة.