رفعت يونان عزيز يكتب: الرئيس التركي وحلمه السراب

ركن القراء

رجب طيب أردوغان
رجب طيب أردوغان


يشبه ما يحلم به الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بقصة قصيرة قرأتها ببائع لبن متجول كان يحمل وعاء اللبن ويتجول به ويبيعه وذات يوم وقبل أن يخرج بالوعاء من منزله نام قليل وحلم حلم بأنه سوف يبيع اللبن ثم يشتري مزرعة بها مواشي ويفتح مصانع البان ومنتجاتها ويكبر ويكبر ثم يتعامل مع الكل بالعصمة والكبرياء ومن لا يعجبه أو يعترضه يدفعه بقدمه وأثناء ذلك دفع الوعاء بقدمه بحركة الغل التي كانت بالحلم فانسكب وعاد كما كان وبكي علي مورد رزقه.

مازال الرئيس التركي تجاه منطقة الشرق الأوسط يعيش داخل حلمه المريض، بأن يكون الخليفة القادم، ثم يغزو العالم لأنه يعيش داخل أسطورة نسج له خطتها الشيطان بصفته ملك العالم، ووزع من خيوط نسيج الخطة علي مليشيات إرهابية ودويلة ودول رأسمالية يهمها التواجد والحضور بالمنطقة للحفاظ علي كيان لها موجود يعمل كجهاز " ترمومتر وتشغيل " لضبط مصالحها بالمنطقة حتي لا تنهار نفوذها.يلعب الرئيس التركي دور الخادم المصلحجي الذي يخفي داخل جعبته هدف دفين( نفع واستنفع) و(تمسكن وتمكن ) أنها مفردات رديئة ولكن تعد هذه هي الحقيقة، فما يسعي إليه إن يعيد إمبراطورية الخلافة، ليس من خلال وزع فهم صحيح للدين، إنما من فرض سيطرة وهيمنة علي العالم كإمبراطوريات العهود الظلامية، التي بالقوة والجبروت والقتل وسفك الدماء تحقق مطامعها، فإنه يريد تنفيذ مشروع "قناة إسطنبول" خطر علي بلاده وانتهاك التزامات تركيا الدولية إذا شرعت في تنفيذه "قناة وهو ما قد يعرضها لمساءلة دولية. 

وما يفعله بأقواله أنه سيرسل قوات بريه وبحريه وجوية إلي طرابلس للوقوف مع حكومة السراج والميليشيات ماهو إلا نهب النفط الليبي والأرض لذا يتبع سياسة المخطط الفوضوي مستغل للأوضاع الأمنية السيئة التي تمر بها ليبيا وتساعده في الحركة ذيله دويلة قطر، وهذه الأفعال تدل علي أنه يسعي أن يعطي نفسه شرعية قيادية لليبيا ثم يحاول كسر مصر وتفتيتها وتتغير الخريطة الجغرافية والتاريخية لها ليعطي دول المطامع الكبرى التي تحرص علي مصالحها بالمنطقة وحماية إسرائيل، كله هذا يفعله ويحجب عن نفسه الحقيقة عن مصر إنها دولة ذات حضارات قديمة وعريقة مباركة من الله بشعبها وأسمها مهبط الديانات وطأت أقدام العائلة المقدسة أرضها، وعاشت فيها محتمية من بطش هيرودوس بأمر الرب.

علينا أن نتكاتف جميعًا ومعنا دول المنطقة ضد ما يريد فعله الرئيس التركي ،فإن لذلك تأثير وانعكاس على الأمن القومي المصري وتباعًا للدول الأخرى وذلك أوضحه الرئيس السيسي أكثر من مرة ومازال يؤكد رفض مصر القاطع على أي تدخلات خارجية في الشأن الليبي. ونحن في بداية العام الجديد 2020 لأبد إحداث تغيير شامل لزيادة الوعي الثقافي والمفاهيم الصحيحة والبناءة بشتي جوانب الحياة بالداخل وردم برك ومستنقعات الفساد بها والتلاعب بالأديان بمفاهيم مغلوطة تسعي تسييسها لتفريغ الإيمان من خلال التفرقة والتمييز وغيرها التي تقسم الشعوب، ولا تعود هناك العلاقة الإيمانية القلبية الحقيقية بين الإنسان والله، أتمني أن تنتفض دول العالم الكبرى لإحداث سلام وخير وعدم تدخلات دول في شأن أخري لمصلحة دول بعينها للاستفادة منها والتفتيت والهيمنة عليها إنما يكون التدخل في نشر السلام والخير وتعارف الشعوب والتقرب يبعضهما للبناء والأعمار وليست لاستغلال ومطامع، فهناك بعض الدول غير راضية عن سياسة القائمين علي نظامها، لأنها سياسات تحض علي العنف والحرب والتقاتل، للأسف يحقق حكام وقيادات تلك الأنظمة وإتباعهم مكاسبهم وحمايتهم وتدفع شعوبهم الثمن.

مصر ماضية في استكمال البناء والأعمار بشتي الجوانب وتحقيق السلام والأمن والاستقرار. والحقيقة التي لا تتغير لدينا ( مصر شعب وجيش وشرطة وقياده وحكومة مكون لا يتجزأ ولا ينفصل ولا يستهلك. فهو محمي بالله العلي القدير.