رئيس حركة شباب عدن لــ "الفجر": الإنتقالي طرفاً أصيلاً في المعادلة السياسية بعد اتفاق الرياض (حوار)

تقارير وحوارات

نزار أنور عبدالكريم
نزار أنور عبدالكريم


◄ الإنتقالي أصبح طرفاً أصيلا في المعادلة السياسية بعد اتفاق الرياض

◄الإصلاح لم يخن التحالف فقط بل خان وطنه

◄ما زالت فتوى الديلمي في عام 94 عالقة في أذهان أبناء الجنوب

◄ الإصلاح عمد منذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم على تصوير الأمور بغير حقيقتها

◄الإنتقالي يتعامل بسياسة النفس الطويل مع مجريات الأحداث

كشف رئيس حركة شباب عدن "نزار أنور عبدالكريم" بأن هناك العديد من المواقف الصعبة التي مر بها في مسيرته السياسية، حيث قال ابتدأ من تحمل مسؤولية قيادة حركة شبابية مستقلة وأنا هنا أضع كلمة (مستقلة) بين ظفرين لما تواجهه مثل هكذا مكونات أو منظمات من عقبات كبيرة تجعل من إمكانية استمرار نشاطها أمر بالغ الصعوبة خاصة  في ظروف كتلك الظروف التي صاحبت نشأتها.

وتابع في حواره لــ "الفجر": بأنه على الصعيد الشخصي يعد تجربته كمتحدث رسمي بإسم السلطة المحلية لعدن هي أهم تلك الأحداث التي مر بها وأصعبها على الإطلاق في ظل إمكانيات تكاد أن تكون معدومة وأخطار تحدق بك من كل مكان آنذاك و لربما من عاش في عدن في تلك الفترة قد يدرك ما أعنيه تماما .


وإليكم نص الحوار:-


◄ماذا عن الأوضاع بعد عودة الحكومة الشرعية للعاصمة المؤقته عدن؟

 

الناس في عدن كانوا يؤملون خيراً بعد التوقيع على اتفاق الرياض الذي كان من بنوده هو عودة الحكومة إلى عدن من أجل تيسير أمور الحياة التي شهدت توقفا كاملا بعد أحداث أغسطس الماضي لم تحدث الحكومة فارقا كبيرا بعد عودتها على الإطلاق بل ربما على العكس بدلا من ان تكون مهمتها تصريف الأعمال وضعت الحكومة نصب عينها هدفا آخر و مهام أخرى غير ذلك الهدف الذي عادت من أجله و تلك المهام المنوطة بها لتزيد الأمر تعقيدا أكبر و تأزم الأوضاع أكثر مما هي عليه أصلا، فالخدمات الأساسية ذات الصلة المباشرة بحياة المواطن في عدن مثل الكهرباء والماء تشهد تدهورا كبيرا كما أن مرتبات منتسبي  القطاع العسكري و والأمني تشهد تأخيرا غير مبرر له على الإطلاق و يتم سداد تلك المرتبات المتأخرة لشهور لأولئك الجنود على دفعات متقطعة بعد أن تشهد المدينة احتجاجات كبيرة و وقفات عديدة عند بوابة القصر الرئاسي مقر تلك الحكومة و كأن هناك إرادة ما تريد أن تغرق هذه المدينة في فوضى عارمة لتستفيد منها فقط سياسيا بعيدا عن مصالح و منافع العامة من أبناء هذه المدينة و هذا الوطن .

 

◄ ما هو سبب التباطؤ أو التلكؤ في تنفيذ بنود الاتفاق؟

 

أي متابع جيد لتلك الفترة التي سبقت التوقيع على بنود ذلك الاتفاق سيدرك بأن محاولات عديدة قد قامت بها أطراف سياسية في داخل تلك الحكومة من أجل عرقلة الوصول إلى ذلك الاتفاق على مدى شهرين تقريبا .

 

الأمر نفسه تقريبا يحدث بعد التوقيع و من قبل الأطراف ذاتها في محاولة منها للتنصل من تنفيذ بنود الاتفاق لأنها تعلم جيدا بأن تنفيذ تلك البنود يعني إنهاء حقبة زمنية فرضت تلك القوة فيها سيطرتها و هيمنتها على مفاصل الدولة و تحكمت بقرارتها و سخرت كل ذلك خدمة لمصالحها فقط بعيدا عن المصلحة العامة و تمكنت فيها من تسخير كل مقدرات البلد و ثراوثه و نهبها .

 

◄ما هو المطلوب فعليا من الحكومة الشرعية اليمنية حسب الإتفاق؟


ما هو متعارف عليه حسب تلك البنود التي قرأها الجميع بأن الحكومة الحالية مهمتها الرئيسية تكمن في كونها حكومة لتصريف الأعمال إلى أن يتم تشكيل حكومة شراكة وطنية جديدة تكنوقراط و ذلك بعد 30 يوم من موعد التوقيع لكن ما حدث أن الحكومة الحالية لم تقوم بتصريف الأعمال و تيسير الخدمات للمواطنين و لا نقول إنهاء معاناتهم بل التخفيف منها بل على العكس تماما ازدادت الأوضاع سوء بعد عودتها و لا نجد تفسيرا لكل ما يحدث سوى أن هناك محاولات حثيثة من قبل أطراف معينة فيها و هي المسيطرة على قراراتها من أجل الالتفاف على ذلك الاتفاق تحت حجج واهية و بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية ، لا يمكننا الجزم بما إذا كانت هي وحدها من تتحمل كل ما يحدث من تدهور لتلك الأوضاع و تأزيمها لكن بدرجة رئيسية هي من يقع عليها اللوم و تقع عليها المسؤولية الأكبر خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي يجب على الجميع فيها بأن يتحلى بروح المسؤولية الوطنية إتجاه قضايا الوطن و المواطن .



◄ ماذا عن خطوات الإنتقالي في حالة عدم رضوخ الشرعية لتنفيذ بنود للاتفاق الرياض؟

 

الإنتقالي أصبح طرفا أصيلا في المعادلة السياسية بعد التوقيع على ذلك الاتفاق و ذلك بعد أن تمكن من فرض نفسه كطرفا رئيسيا في المعادلة العسكرية خلال الفترة التي سبقت ذلك الاتفاق بأعوام ، لا يزال الإنتقالي يتعامل بسياسة النفس الطويل مع مجريات الأحداث و يحافظ بنفس الوقت على تلك المكتسبات السياسية التي تحققت له من خلال التوقيع على اتفاق الرياض و لعل أهمها هي تلك الثقة التي أنتزعها من الإقليم و من العالم بعد أن أظهر قدرة كبيرة على تسوية الخلافات و النزاعات و إدارتها على طاولة المفاوضات ، لكنه بات اليوم أمام اختبار حقيقي أيضا على مدى قدرته على تسويتها و إدارتها على أرض الواقع ، على الصعيد الشخصي لا أعتقد بأن الإنتقالي وحده معنيا بتنفيذ بنود ذلك الاتفاق أو التعامل مع من سيحاول التنصل منه و الالتفاف عليه فالجميع معني بذلك بما فيهم بدرجة رئيسية رعاة ذلك الاتفاق و أنا هنا أعني الأشقاء في المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة و من خلفهم بالتأكيد مجلس الأمن الدولي ، لذلك لن يقدم الإنتقالي على أي خطوات عملية أحادية الجانب في المستقبل دون أن يكون هناك تنسيق بين الجميع أو موافقة منهم لأن ذلك يعني بأن الأطراف التي تحاول إجهاض ذلك الاتفاق و عرقلة تنفيذ بنوده قد نجحت في جره إلى ذلك المربع الخطر .



◄ ما دور المجلس الإنتقالي الجنوبي في القضاء على الفساد بعدن.. وما هي الإجراءات التي اتخذها؟


لم يصبح الإنتقالي بعد سلطة نافذة حتى يتمكن من محاربة الفساد في عدن لكنه يحاول من خلال بعض الأدوات ذات الصلة بالعمل النقابي و العمالي المنتمية إليه من كشف مواطنه و الحد من توسعه أكثر لكن الأمر بالتأكيد يتطلب إحداث تغيرا راديكاليا في مؤسسات الدولة خاصة و أن الفساد قد إستمرأ و أستفحل فيها كما يستمرء و يستفحل المرض العضال بالجسد ، و ذلك التغيير الذي نتحدث عنه لن يأتي في ليلة و ضحاها و لن يعزز تواجده الإنتقالي فقط بل قيام الدولة بكل مؤسساتها المعنية سواء التشريعية منها أوالتنفيذية و أهمها بالتأكيد القضائية و جميعها بحاجة إلى إعادة تأهيلها و إصلاحها بما يمكنها من القيام بواجباتها على أكمل وجه فنحن نتحدث عن ثلاثة عقود من ذلك الفساد الضاربة جذوره في قاع هذه الأرض  (فساد الدولة العميقة) .



◄ كيف سعى حزب الاصلاح لتدمير ماحققه التحالف والنخب والأحزمة الأمنية؟


عمد الإصلاح منذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم على تصوير الأمور بغير حقيقتها من أجل الاستفادة من جميع مقدرات دول التحالف سواء تلك المتعلقة بالجانب العسكري أو تلك المرتبطة بالجانب الإنساني و المجتمعي و تسخيرها فقط لخدمة مصلحة الحزب و أعضائه المنتمين إليه فهو حزب لا يؤمن أبدا بمفهوم الشراكة الوطنية و له هدف محدد و هو أن يتفرد وحده بسدة الحكم ، و قد نجح إلى حد كبير في تحقيق ذلك في المناطق التي فرض سيطرته عليها في الجنوب واجه الإصلاح مشكلة كبيرة إسمها المقاومة الجنوبية و الإمارات التي تمكنت مبكرا من كشف حقيقة نوايا ذلك الحزب و عدم السماح له بتكرار المشهد ذاته سواء في عدن أو بقية المناطق المحررة ، لكنه لم يستسلم رغم تلك الهزائم التي مني بها و تلك الضربات التي تلقتها أذرعه الإرهابية على أيدي قوات الأمن و الحزام الأمني و مكافحة الإرهاب و النخب الأمنية فلجأ إلى تلك اللعبة التي يجيد استخدامها دوما و يمتلك مفاتيح لعبها و أدواتها صناعة الأزمات و إدارتها إعلاميا و من ثم توظيفها سياسيا بدعم سخي و منقطع النظير من قبل رعاته المعروفين في المنطقة و لربما المتابع القريب يدرك كيف تمكن ذلك الحزب من إزاحة الخصوم من طريقه عبر استخدامه لتلك اللعبة و تلك الوسائل مجتمعة حتى تمكن في مرحلة ما من الاستفراد بمركز القرار و السيطرة عليه و الإحاطة به كما تحيط الأساور بالمعصم ، استغل ذلك الحزب غياب الدولة بمؤسساتها التنفيذية و التشريعية و القضائية ليحهز على الخصوم و خلق الفوضى الأمنية و توظيفها سياسيا من خلال وسائل الإعلام التابعة له من أجل تعزيز مواقع تواجده تارة و إزاحة الخصوم تارة أخرى، عمل ذلك بأشكال و صور عدة و مختلفة من خلال خلق الأكاذيب و ترويج الشائعات أو التضخيم و التهويل من نوايا البعض و أهدافهم أو أخطائهم ، و قد نجح في تحقيق ذلك في مواطن و أخفق في أخرى .

◄ كيف دمر حزب الإصلاح الجنوب؟

حتى نكون منصفين لم يكن الإصلاح وحده من شارك في تدمير الجنوب و نهب مقدراته مراكز القوى جميعا شاركت في ذلك الجرم الإصلاح كان مجرد أداة و غطاء للوصول إلى ذلك الأمر و تحقيقه ، فمراكز النفوذ جعلت من ذلك الحزب منصة لتصدير كل ماله علاقة بالإرهاب و الفكر الضال و كانت جميع أدواته تأتي من هناك من الشمال من مناطق كالبيضاء و مأرب و ذمار و أب و غيرها و تحاول تلك المراكز جاهدة و على ما يقرب العقدين و نيف أن تصور الجنوب بأنه مرتعا للإرهاب و موطنا له ، بعد حرب 2015 م سقط ذلك القناع و أتضحت الصورة جليا بأن الجنوب لم و لن يكون في يوم ما أرضا حاضنة لهذا الفكر و لا لأدواته .



 ◄ كيف خان حزب الإصلاح التحالف ؟

الإصلاح لم يخن التحالف فقط بل خان وطنه وتطلعات أبناء ذلك الوطن للوصول إلى حياة كريمة آمنة و مستقرة و مزدهرة و أرتضى أن يكون أداة في يد الآخرين يمرروا من خلاله مشاريعهم و إن كان ذلك على حساب معاناة ذلك الشعب و مصالحه عوضا من أن يكون حزبا وطنيا يساهم في رفع تلك المعاناة عن كاهل هذا الشعب و يسعى إلى تحقيق نموه و ازدهاره و النهوض به .

 
التحالف العربي قدم الكثير و الكثير من أجل إنقاذ هذا البلد في الوقوع تحت وطأة حكم تلك المليشيات و تلك السلالة العنصرية و لربما كان الإصلاح أكبر المستفيدين من ذلك الدعم الذي قدم لكن للآسف لم يسعى الإصلاح إلى تحقيق الأهداف المعلنة و المشتركة التي أعلنها التحالف العربي من أجل محاربة الإنقلاب و الإرهاب معا بل رأيناه يدعم الإرهاب بيد و بيد أخرى يطيل أمد الحرب و يتواطئ في أكثر من مرة مع الحوثي حتى يظل الحوثي تلك الفزاعة التي بها يبتز و يلوي تلك الأيادي التي أمتدت إليه بالخير و من يمعن النظر جيدا في حال جبهات القتال التي تشرف عليها قيادات ذلك الحزب العسكرية و مناطق نفوذهم يعلم جيدا أننا لم نتجني عليهم أبدا في حديثنا .


◄ ما هي رسالتك للحكومة الشرعية اليمنية؟

إلى العقلاء في تلك الحكومة و إلى من يؤمن بضرورة الشراكة الوطنية و حتميتها في المرحلة الراهنة ، لم تعد هناك ثمة خيارات كثيرة أمام الجميع اليوم سوى القبول بالآخر و وضع نهاية لهذه المأساة التي طال أمدها ، اليوم باتت هناك فرصة جيدة تتيح للجميع ان يلتقي من أجل تحقيق الأهداف المعلنة في مواجهة تلك المخاطر التي إن تم اغفالها و الإنشغال بالصراعات الجانبية عوضا عن مواجهتها لربما تلتهم الجميع و أولهم أنتم ، الاتفاق الذي وقع في الرياض هو فرصة حقيقية لتصحيح مسار تلك المواجهة و لربما أنتم معنيون بها أكثر من غيركم ، يكفي ما قد أهدر من وقت سمح لتلك المليشيات بأن تعزز مواقع تواجدها و نفوذها عليكم اليوم أن تتحملوا مسؤليتكم الوطنية أمام الله أولا و أمام شعبكم الذي خذلتموه كثيرا و لأكثر من أربعة أعوام قد مضت .


◄ ما هو حل الأزمة اليمنية؟

اليمن اليوم بات عمليا مقسما ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك و هناك أكثر من واقع قد تشكل خلال سنوات الحرب الماضية ، لم تكن تلك الأزمة وليدة اليوم او لحظة التوقيع على اتفاقية الخليج أو مخرجات الحوار الوطني كما يحاول البعض أن يسوق لها ، بل كانت موجودة منذ غزو الجنوب و فرض وحدة الضم و الإلحاق بلغة القوة و تعميدها بالدم كما كان يتباهى بها المنتصر آنذاك و تحت شعار الوحدة أو الموت ، ما تشكل اليوم من واقع جديد جيوسياسي يفرض نفسه على الجميع هو أيضا بدوره يلزم الجميع إلى الذهاب نحو طاولة المفاوضات و وضع نهاية لتلك الحرب التي دمرت كل شيء ، فمن يظن أنه بات بمقدوره اليوم أن يحكم البلد منفردا فهو مخطئ في حساباته تلك و عليه أن يراجعها قبل أن يخسر كل شيء .

 

◄ ماذا تريد ايران من اليمن ولماذا اليمن خاصة ؟

إيران دولة لديها مشروع توسعي في المنطقة وهومعروف بل و أنه معلن على لسان العديد من قيادات ذلك النظام التي يحكمها اليوم ، هذا المشروع يرى في اليمن محطة هامة و استراتيجية ينطلق منها صوب تحقيق أهدافه و أهم تلك الأهداف هي القضاء على الدولة المحورية المنافسة لها في المنطقة و هي المملكة العربية السعودية و الظفر بأحقية إدارة المنطقة برمتها من خلال تغيير أنظمة الحكم في تلك الدول و جعلها أنظمة تابعة لها و تدين بالولاء لها من خلال فكرة تصدير الثورة الخمينية ليتسنى لها فيما بعد إعلان مشروعها الأكبر و هو مشروع عودة الإمبراطورية الفارسية و لكن بصورة جديدة تحمل الغطاء الشيعي الإسلامي فيتحول بذلك مركز القرار الديني و السياسي و العسكري من الرياض إلى أصفهان و قم .

 

تنظر إيران إلى اليمن كفرصة جيدة من أن تجعل منها خنجرا مسموما يغرس في خاصرة تلك الدولة التي تمثل لها أكبر العقبات المعيقة لتنفيذ ذلك المشروع و تحويله إلى حقيقة ماثلة لا تقبل الشك من خلال دعمها اللا محدود للمليشيات الحوثية التي وجدت فيها ضالتها .



◄ ماذا عن فتوي هيئة علماء اليمن بشأن الجنوبيين ؟

ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هكذا فتاوى فما زالت فتوى الديلمي في العام 94 م عالقة في أذهان الكثيرين من أبناء الجنوب و مازالت أثار هكذا فتاوى ظاهرة للعيان و لم تمحى بعد من ذاكرة ذلك التاريخ بالنسبة للجنوب و الجنوبيين ، عن أي علماء أو هيئة يمكننا الحديث في هذا المقام عن علماء لم ينتفع من علمهم أبناء هذا الوطن أبدا سوى في تعزيز مفاهيم الكراهية و العداء و سخروا كل شيء في إتجاه تعزيز و تقوية مواقع مراكز القوى و النفوذ و شرعنوا لبقائها و بقاء منظومتها الفاسدة على حساب قوت المساكين و أرواحهم و دمائهم أم عن هيئة غابت عنها الكثير من مفاهيم روح ديننا الحنيف و سماحته ، لتتفرغ فقط لإصدار فتاوى تبيح سفك الدماء و هتك الأعراض و تشعل جذوة الفتنة في كل مكان فهي أشبه ما يكون بعصا بيد من يحكم يسلطها على رؤوس الضعفاء و المساكين من أبناء هذا الشعب و لم تكن يوما رادعا لأي سلطة فاسدة أو ظالمة و لم تنطق يوما بشفى كلمة حق أمام سلطان جائر بل شهدنا انقساما لها في عدة مواطن تنازعتها تلك المراكز و قوى النفوذ ، على مدى تلك العقود التي مضت لم تجمع تلك الهيئة و علمائها اليمنيون حولها على قلب رجل واحد و لم يكن يوما ذلك أحد اهتماماتها بل كان جل اهتمام علمائها هو كسب رضا الحاكم من أجل عرض الحياة الدنيا فيا رجل لم نسمع يوما بعالما تمشي خلفه مواكب من الحراسات و يسكن في قصر مشيد إلا في هذه الرقعة من الدنيا و في هذا الزمان ، فكيف لنا أن نرجوا منهم أن يكونوا عبادا تقاة لله و هم قد رهنوا علمهم و أنفسم لغيره .

 

◄ ماذا عن مستقبل قضية الجنوب؟.. وقرائتك للمشهد؟

الجنوب يحمل قضية عادلة هي قضية شعب و وطن وهوية دخلت في العام 90 م بشراكة طوعية وفق عقد سياسي و إجتماعي مبرم لم يلبث أن ثم التوقيع عليه حتى ثم الإنقلاب على كل ما جاء فيه ، الأمر الذي دفع بأحد الأطراف السياسية الموقعة على ذلك العقد بفك الارتباط من جانبه و دفع بالآخر إلى قتاله و فرض سيطرته و احتلاله لكل شيء بالقوة المفرطة.

في مثل هكذا نزاعات وفي مثل هكذا قضايا هناك جملة من المتطلبات الأساسية المطلوب توفرها للوصول إلى حلول جذرية ربما أهمها على الإطلاق هي توفر الإرادة السياسية لأطراف النزاع ذاتها للوصول إلى حل نهائي و عادل يضمن تحقيق سلام شامل و مستدام ، و القضية الجنوبية هي قضية محورية و مفصلية في النزاع القائم اليوم و مسألة ترحيلها أو ترحيل الوصول إلى حلول جذرية لمعالجتها ربما في رأيي البعض قد يكون مبررا له الآن في ظل هذه الأوضاع البالغة التعقيد في المشهد السياسي و العسكري ليس في اليمن فقط بل في المنطقة برمتها لكن ما هو معلوم لأي قارئ سياسي للمشهد كاملا يدرك حقيقة بأن القضية الجنوبية ستكون حاضرة و بقوة على طاولة المفاوضات القادمة و لا يمكن تجاوزها أو الالتفاف عليها ، لا نقول هذا الكلام جزافا بل نقوله وفقا لمعطيات كثيرة باتت موجودة على أرض الواقع تتيح لنا الوصول إلى هذه القراءة فاليوم لا خوف على الجنوب بإذن الله و لا على عدالة قضيته .



◄ ماذا يحدث في عدن الآن بعد عودة الحكومة من اتفاق الرياض؟

 

ما يحدث في عدن اليوم بعد عودة الحكومة و بعد التوقيع على اتفاق الرياض ، هي محاولات من بعض الأطراف في تلك الحكومة لتقويض اتفاق الرياض و الإنقلاب عليه و محاولة فرض واقع آخر جديد من خلال خلق لبؤر توتر جديدة سعيا من تلك الأطراف لإشعال فتيل حرب أخرى جديدة تمكنها من العودة مجددا إلى موقع الإنفراد بسلطة القرار و الحكم بعيدا كل البعد عن الأهداف الرئيسية لمشروع التحالف العربي و المشروع الوطني التي تتستر خلف ردائه ضاربة بكل تلك الأمور عرض الحائط و هذا إن لم يتم التعامل معه بحزم من قبل الأطراف الراعية لذلك الاتفاق قد يودي بمصالح الجميع إلى ما لا يحمد عقباه و لن يكون ما تقوم به تلك الأطراف إلا في صالح خدمة المشروع الإيراني و أطماعه في المنطقة و خدمة تلك المليشيات و إطالة أمد بقائها و إستمرار قوتها و توسع نفوذها.