خبير آثار يكشف سر فارق الـ 13 يوم بين الشرق والغرب في احتفالات الكريسماس

أخبار مصر

بوابة الفجر


يحتفل العالم الغربي المسيحي بأعياد الميلاد المجيد في يوم 25 ديسمبر، أما نحن في مصر فنحتفل بها في السابع من يناير فما سر هذا الاختلاف والتباعد في يوم ميلاد السيد المسيح لفترة تصل إلى 13 يومًا.

في هذا الشأن أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء والمتخصص في الآثار المسيحية والإسلامية، أن مسيحى مصر يحتفلون بعيد ميلاد السيد المسيح يوم 29 كيهك حسب التقويم القبطي وهذا اليوم يوافق 25 ديسمبر من كل عام حسب التقويم الروماني الذي سمي بعد ذلك بالميلادي، ولقد تحدد مولد السيد المسيح يوم 29 كيهك الموافق 25 ديسمبر وذلك في مجمع نيقية عام 325م حيث يكون عيد الميلاد في أطول ليلة وأقصر نهار (فلكيًا).

وأشار إلى أن القرآن الكريم لم يذكر أى تاريخ أو مكان محدد لميلاد السيد المسيح سوى "مكانًا شرقيًا" "واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانًا شرقيا" مريم 16، ةبالنسبة إلى مسكن عائلة أم السيد المسيح السيدة مريم العذراء الذي اصطفاها سبحانه وتعالى على نساء العالمين، وفي أناجيل العهد الجديد الأربعة لم يتحدث القديسين مرقص ويوحنا عن واقعة الميلاد واختلف القديسين متى ولوقا سواء في تحديدهما لتاريخ الميلاد أو لموقعه فبينما يذكر إنجيل متى أن مولده عليه السلام كان في أيام حكم الملك هيرودوس الذي مات في العام الرابع قبل الميلاد فإن إنجيل مرقص يجعل مولده في عام الإحصاء الروماني أي في العام السادس الميلادي.

وأوضح الدكتور ريحان أن أسباب اختلاف التاريخ لميلاد السيد المسيح بين الشرق والغرب أنه في عام 1582م وفي عهد البابا جريجوري بابا روما لاحظ العلماء أن يوم 25 ديسمبر عيد الميلاد ليس في موضعه أى أنه لا يقع في أطول ليل وأقصر نهار وهناك فرق عشرة أيام أي يجب تقديم 25 ديسمبر بمقدار عشرة أيام ليقع في أطول ليل وأقصر نهار ونتج ذلك من الخطأ في حساب طول السنة (السنة تساوي دورة كاملة للأرض حول الشمس)، إذ كانت السنة في التقويم اليوليانى تحسب على أنها 365 يوم وست ساعات ولكن العلماء لاحظوا أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس مرة كل 365 يوم وخمس ساعات و48 دقيقة و46 ثانية أي أن أقل من طول السنة السابق حسابها حسب التقويم اليوليانى بفارق 11 دقيقة و14 ثانية ومجموع هذا الفرق منذ مجمع نيقية عام 325م حتى عام 1582 كان حوالي عشرة أيام فأمر البابا جريجورى بحذف عشرة أيام من التقويم الميلادي اليوليانى حتى يقع 25 ديسمبر في موقعه كما كان أيام مجمع نيقية وسمي هذا التعديل بالتقويم الغريغورى إذ أصبح يوم 5 أكتوبر 1582 هو يوم 15 أكتوبر في جميع أنحاء إيطاليا.

ويتابع أن البابا غريغوريوس وضع قاعدة تضمن وقوع عيد الميلاد في موقعه الفلكي أطول ليل وأقصر نهار وذلك بحذف ثلاثة أيام كل 400 سنة لأن تجميع فرق 11 دقيقة و14 ثانية يساوي ثلاثة أيام كل 400 سنة ثم بدأت بعد ذلك بقية دول أوروبا تعمل بهذا التعديل الذي وصل إلى 13 يوم ولكن لم يعمل بهذا التعديل في مصر إلا بعد دخول الإنجليز إليها عام 1882 فأصبح 11 أغسطس هو 24 أغسطس وفي تلك السنة أصبح 29 كيهك عيد الميلاد يوافق يوم 7 يناير بدلًا من 25 ديسمبر كما كان قبل دخول الإنجليز إلى مصر أى قبل طرح هذا الفرق لأن هذا الفرق 13 يومًا لم يطرح من التقويم القبطي، ولهذا نشأ الفر بين العالمين الشرقي والغربي في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.