يوميات محافظ سابق حلم بوزارة البيئة

منوعات

وزارة البيئة
وزارة البيئة


 شهيرة النجار

لم يتمالك أعصابه فألقى بصينية القهوة فى وجه الساعى لمجرد تهنئته بالوزارة التى لم تأت

مع ظهور حركة التغييرات الوزارية والتى تأخرت قليلاً كان سقف الشائعات قد وصل لأشده فى الأيام الماضية لترشيح أسماء محافظين جدد، قد خرجوا فى حركة تغيير المحافظين الأخيرة وتحول الجو العام الخصب الذى يلتقط أى شائعة ليحولها لأمر واقع يسهل تصديقه من بين أسماء المحافظين إلي واقع، فمثلا اسم محافظ لمدينة ساحلية ارتبط اسمه منذ أن تولى فى الفترة السابقة مقاليد المحافظة بتأكيد بأنه سيتم تصعيده وزيراً للبيئة وأن هذا المنصب يليق وإمكانياته العملية ومع تصعيد نبرة التغييرات لم يكن محافظ تلك المحافظة متململاً من نبأ خروجه لأن الشائعات وبعض المحيطين به من الذين يدعون علمهم ببواطن الأمور قد هيأوا له المناخ النفسى بل أكدوا له أن مصادرهم المقربة تؤكد توليه منصب وزير الدولة لشئون البيئة وما هى إلا سويعات حتى يتم إبلاغه واستعداده لهذا المنصب الرفيع والنبى لا نكيد العزال، قوم حصل إيه؟ سيادة المحافظ السابق كان من المفترض بعد تركه لمنصب المحافظ أن يعود لمنصبه الذى كان عليه قبل توليه المحافظة فلم يجد المنصب فقد تم شغله وكان من المفترض إقامة حفل تكريم له وهو بروتوكول عام فطلب من القائمين على الاحتفال المنتظر لتكريمه تأخيره، حتى يأتى التكريم وهو ليس محافظاً سابقاً فقط، بل وزير دولة وبالفعل أجلوه وفيه ناس بتقول تم إلغاؤه تماماً ومرت الأيام وجاء هذا الأسبوع حاملاً نبأ التغييرات الوزارية دون أن يكون اسمه فيها بعد أن كان الرجل قد رتب حاله ودنياه على اللقب القادم، اتصل به كثيرون ليلة التغييرات مهنئين فرد عليهم ننتظر يا جماعة لم يتم الإعلان الرسمى فأنا للآن لم يتم إبلاغى بشىء معقول يا فندم إزاى دا بكرة حلف اليمين على العموم غالباً بيحصل كدا وفى آخر لحظة يتم الاستدعاء لحلف اليمين بس المهم يكون تليفون سيادتك مفتوحاً، وترد على كافة النمر الغريبة هذا كلام المطبلاطية، جاء الصباح وتم الإعلان ولأن غالبية العمال والموظفين المحيطين بالمحافظ السابق قد سمعوا بنبأ الشائعة قبل ذلك وعلموا أن التشكيل الوزارى تم الإعلان عنه رسمياً فقد دخل الساعى بفنجان القهوة على معاليه ويصطحب الدعوات والتبريكات بالمنصب الجديد الوزارة فما كان من المسئول السابق إلا وعنفه وشخط وزعيق على غير عادته وطبيعته الهادئة الودودة بل انفلتت أعصابه وقذف صينية القهوة والمياه لتتبعثر أشلاؤها بالمكان حالة صمت لمدة دقيقة بالمكان وعمال وموظفين هرولوا على الحجرة المنبعث منها الصوت العالى ليعرفوا أن معالى المحافظ السابق فقد أعصابه وغضب لمجرد أن ساعى قال له مبروك الوزارة يا معالى الوزير بينما الوزارة حلم وسراب وبيت من الرمال جاءت عليه أول موجة عالية لتعصف به وتسويه بالأرض، الغريب أن المحافظ السابق كان دائم الترديد لمقولات من نوعية مش عايز كفاية خلاص عمل عام مع أننى شخصياً أعلنت لكثيرين منذ أسابيع أن معالى المحافظ السابق لن يأتى وزيراً للبيئة ولا حتى المنصب الذى ينتظره ويراهن عليه «لقد باعك كل أصدقائك يا ريتشارد» جملة حمدى غيث الشهيرة فى فيلم الناصر صلاح الدين ولكنها الأكثر تعبيراً لحال معاليه، ليقرأ التهانى وجمل التملق والنفاق للمحافظ الحالى تلك التى كانت تقال له على الجروب الشهير من ذات الأسماء وبذات المعانى لذات المصالح ليردد بين نفسه وحاله نعم أنا مجرد عابر سبيل على ذلك الكرسى وأصحاب المصالح باقون نتغير وهم لا يتغيرون مصمماً أن يعود لبيته مشاهداً فيلماً قديماً يريح أعصابه المتوترة وليكن لنجمه المفضل فؤاد المهندس وفيلم أرض النفاق، محاولاً ترتيب أوراقه ورسم خارطة طريق جديدة لحياته التى تبدلت مع الهيلمان والجاه والنفوذ والسطوة، ناظراً لجروب واتس آب شهير مكرراً بينه وبين نفسه آه يا منافقين يا ولاد.. لينضم لسابقيه بالجروب حاملاً لقب سابق ومرحباً بالحالى، وهم يطبلون ويزفون ويتملقون ويدلعون معالى الجديد وياريت سيادتك تعمل كذا وتنزل تبص بصة على الكورنيش وياريت معاليك كذا يا أعظم اختراع بعد الكهرباء ليدخل شلة المنتفعين بالمقترحات الموسمية الجهنمية حتى يبدو وكأنهم ليسوا سماسرة ولا سارقى أموال دولة مرتدين لباس الطهر ومصلحة البلاد العليا والكلام المجعلص الشهير ناصحين ومبدين المقترحات لمعالى الجديد وطويل العمر يطول عمره وينصره على من يعاديه هأه هيئه.