ندا طلعت.. حكاية شابة قادها طموحها لتأسيس علامتها التجارية الخاصة

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


"ندا طلعت" شابة في مقتبل العمر راودها حلم العلامة التجارية فقد برعت في صناعة إكسسوارات المنزل النابع من تأثرها بالبيئة المحيطة، حيث نشأت وترعرعت في دمياط تلك المدينة ذات الشهرة العالمية في صناعة الأثاث.
 بعد دراستها لديكور السينما والمسرح بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، والعمل في مجال الأثاث لم تجد ندا ضالتها بعد على الرغم من وجودها في شركات معروفة في دمياط، وقررت أخيرًا السير قدمًا في تحقيق حلمها وذاتها أيضًا.

داخل غرفة صغيرة فوق سطح منزلها بدأت الشابة مشروعها وأنتجت أول مجموعة لها مستوحاة من الطراز الإفريقي، ذلك عام ٢٠١٥ كان عددها قطعتين فقط نظرًا للتكلفة المرتفعة للمواد التي تستخدمها وصغر حجم رأس المال فهي بالأمس كانت ما تزال طالبة جامعية واليوم هي صاحبة مشروع متناهي الصغر.

رحلة شاقة خاضتها ندا من أجل إثبات ذاتها وقدرتها على إدارة ذلك المشروع الذي يعد بمثابة الطفل الصغير يحتاج إلى رعاية خاصة لكي يكبر، فشرعت تبحث عمن يساعدها في مدينتها الأم لكنها واجهت صعاب كبيرة خصوصًا أن أهل بلدتها يعملون في قطع الأثاث الكبيرة من غرف نوم وسفرة ومعيشة، فكان من الصعب أن يُوقف أحد النجارين عمله لكي ينتج لها قطعة أو اثنتين.





لم تكل الشابة وثابرت وجاهدت وواصلت تبحث إلى أن عثرت على أحد النجارين الذي وافق أن يساعدها، فقدمت له أول "اسكتش" رسمته وبدء سويًا في إنتاج قطعتها الأولى مع إضفاء بعض التعديلات استقرت ندا على الشكل النهائي لها.

مشكلة أخرى وقفت حجر عثرة أمامها وهي التسويق وعرض منتجاتها، كما أن هذا النوع من الإكسسوارات غير مطلوب في مدينتها دمياط، هذا ما جعلها تدخل دائرة بحث جديدة عن أماكن تعرض فيها منتجاتها المتنوعة بين الصواني والمرايا والقواعد الخشبية التي تُوضع تحت أكواب المشروبات الساخنة " كوستر"، ووسائد.
معرض واحد فقط بمنطقة الزمالك واقف على خوض المغامرة وعرَض منتجات ندا طلعت، ومعرض آخر بمدينة نصر، شيئًا فشيء أصبحت قطعها الفنية تلقى رواجًا لدى السيدات من فئات وثقافات مختلفة من المجتمع.

رغم قصر عمر المشروع إلا أن شهرة ندا ومنتجاتها تخطت حدود بلدتها الصغيرة بل ومصر بأكملها، حيث تُباع في أحد المعارض الفنية بالكويت الشقيق، وكذلك الولايات المتحدة حين طلبت إحدى السيدات التي تدير مشروعًا خاصًا أن تعرض منتجات الشابة هناك، لتنطلق ابنة دمياط من المحلية إلى العالمية.






مشروع عائلي بامتياز، الشابة تصمم الاسكتشات، والزوج مسؤول عن الهوية البصرية والعلامة التجارية الخاصة بالمنتجات وكذلك إدارة صفحة الفيسبوك، والأخ يتولى مهمة تصوير وتغليف المنتجات، أما الخال فكان له الدور الأكبر فمنه تعلّمت ندا  أساسيات وتفاصيل الدهان وتجهيز الأخشاب، لتستخدم هذه المهارة في دهان قطعها الفنية واستعمال مواد الدهان بشكل أكثر عملية.

أنتجت ندا بفضل الدعم العظيم الذي تتلقاه من عائلتها ثلاث مجموعات حتى الآن، الأولى استوحت تصميماتها من التراث الإفريقي، والثانية من الثقافة الإسلامية وزخارفها الرائعة، والثالثة من الحضارة الأندلسية ببلاد المغرب العربي.

 حاليًا تعمل على مجموعتها الرابعة التي تعكس الزخارف الهندسية والنباتية الخاصة بمصر في العصر المملوكي، حيث تعكف ندا على دراسة هذا العصر الذي يمتاز بهندسته الفريدة، لتقدم لجمهورها مجموعة مُصممة ومنفذة بشكل علمي متخصص.

تتابع الشابة الطموحة كل جديد في مجال الأثاث والإكسسوارات المنزلية في مصر والعالم، وحضرت العديد من المعارض وورش العمل للتصميم الداخلي والأثاث في معرض كولن الدولي بألمانيا، كما شاركت في مسابقات تصميم دولية، وهي أيضا تنتمي إلى أول دفعة تخرجت في منحة معهد تكنولوجيا المعلومات بدمياط.

تحلم ندا بإنشاء ورش توفر فرص عمل للحرفيين والعاملات في الحرف اليدوية، لأن هدفها هو دعم أصحاب هذه الحرف المهددة بالانقراض وتوفير دخل مستمر لهم، ليضمن استمرارها وتطويرها.