فريد الأطرش.. ملك العود الذي فقد حياته بعد ضياع "مصحفه"
يصادف اليوم ذكرى وفاة الراحل ملك العود فريد الأطرش، الذي أمتعنا بصوته، وحبه للفن جعله يعطيه كل حياته ووقته حتى قدم لنا أغاني ظلت خالدة حتى الآن.
وفي هذا التقرير، يستعرض لكم "الفجر الفني" أبرز المحطات في مشواره الفني.
نشأته
كان والده هو فهد فرحان إسماعيل الأطرش والذي يعتبر من جبل العرب في سوريا، وتزوج والده ثلاث مرات وكانت والدة فريد هي الزوجة الثانية وكان اسمها علياء المنذر التي كانت أميرة ومطربة تمتعت بصوت جميل قادر على تأدية العتابا والميجانا وهما لون غنائي معروف في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين.
تفاصيل حياته
ولد فريد الأطرش عام 1910في مدينة القريا في جبل الدروز، ولقد عانى كثيرًا من حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته من سوريا إلى القاهرة مع والدته هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم فهد الاطرش وعائلة الأطرش في الجبل الذي قاتل ضد ظلم الفرنسيين في جبل الدروز بسوريا.
ولكنه عانى كثيرًا منذ الطفولة، حيث عاش فريد في القاهرة داخل حجرتين صغيرتين مع والدته عالية بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان. والتحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية ((الخرنفش)) واضطر حينها إلى تغيير إسم عائلته بدلاً من الأطرش وهذا ما كان يضايقه كثيرا.
وفي ذات يوم زار المدرسة هنري هوواين فأعجب بغناء فريد وصوته وأصبح يشيد بعائلة الأطرش أمام أحد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة الأمر الذي اضطره لأن يلتحق بعدها بمدرسة البطريركية للروم الكاثوليك.
وعندما نفذ المال من والدته بعد انقطاع أخبار والده، اضطرت للغناء في روض الفرج لأن العمل في الأديرة لم يعد يكفي. وافق فريد وفؤاد على هذا الأمر بشرط مرافقتها حيثما تذهب.
وتعلم فريد الأطرش في مصر وتخرج من معهد الموسيقى العربية، إلى أن اشتهر بعد ذلك في البداية كعازف عود ثم أصبح من أشهر المطربين في العالم العربي وتغنى من ألحانه عدد كبير من أهم المطربين، وخاض بعد ذلك البطولة في 31 فيلمًا سينمائيًا أشهرها "حبيب العمر" و"عهد الهوى" وظل عازبًا لم يتزوج طوال حياته.
قصته مع المصحف الشريف
كان فريد يحتفظ بالمصحف الشريف في جيبه دائمًا وعندما ضاع قال لأحد المقربين منه إن نهايته اقتربت لضياع المصحف منه، وهذا ما صرحت به سامية جمال في لقاء لها، وبالفعل توفي في مثل هذا اليوم منذ 45 عامًا في أحد مستشفيات العاصمة اللبنانية بيروت.
