منع حزب العدالة من مزاولة نشاطه في غزة.. قرار تعسفي جديد لحركة حماس

عربي ودولي

بوابة الفجر


فوجئ كثير من الفلسطينيين وخاصة من أبناء قطاع غزة بقرار تعسفي جديد لحركة حماس بمنع حزب العدالة الفلسطيني من مزاولة نشاطه داخل القطاع، مما كان له أثر بعيد في مستقبل السياسة داخل غزة، ويضع تعهدات حماس بحياة ديمقراطية على المحك، خاصة مع إقتراب إستحقاق إنتخابي جديد في عموم فلسطين.

قال تيسير فتوح الأمين العام لحزب العدالة الفلسطيني، أنه يستهجن ما قامت به حركة حماس من حظر لأنشطة الحزب داخل قطاع غزة، مبينًا أن هذا التصرف يعبر عن الغطرسة وترسيخ مفهوم الإنقسام، مبينًا أن الحزب مع إنهاء عملية الانقسام بكافة أشكاله السياسي والإجتماعي والوحدة الثقافية.

وأكد فتوح لـ"الفجر"، أنه قبل حظر الحزب في غزة كان هناك مبادرة أطلقها على حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" بين فتح وحماس وانهاء الانقسام وازلة الخلافات بين الجانبين، فكان القرار كان مفاجأة له فهو حزب وطني يكافح من أجل فلسطين.

وأضاف الأمين العام لحزب العدالة الفلسطيني، أن القرار يخالف القانون الفلسطيني الذي يسمح بحرية العمل السياسي، مشيرًا إلى أن مثل هذا القرار ينعكس سلبًا على حماس نفسها، فهي لا تقبل الألوان الأخرى أن تعمل بجوارها في القطاع، ولذلك يمنع فصيل من القيام بنشاطاته.

وطالب فتوح من حماس ان تعتذر للشعب الفلسطيني، وذلك لأنه موافقه حزب اجتماعي اصلا ويعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كمظلة سياسية للفلسطينيين، فنشاط الحزب إجتماعي وعلاقتهم مع الجماهير مباشرة اجهاضه من بدايته لكي تتستر على عمليات هضم حقوق الشعب في القطاع، وبعض الأشخاص لهم تاريخ اسود يمنعون الحزب من العمل، خاصة وأن الوضع الإقتصادي في غزة مزري،وهناك اهانة للمواطن وتكميم أفواه وفقر وعوز، حيث توجد فتيات تمد يدها في الشارع عوزا للعيش بكرامة، والحزب أداة ضاغطة لإيصال صوت الفقراء والمهمشين، أي انتقاص من حياة المواطن بالعيش الكريم سنتخذ ضده الإجراءات المناسبة.

وأوضح الأمين العام لحزب العدالة الفلسطيني، أن مواقف حماس ضد الإحتلال لا يعطيها الحق في التحكم بالفعل الفلسطيني فما حدث هو انتكاسة وطنية، مثل يمنع فصيل يقوم على الأرض لعمله الوطني، الفعل الوطني هو فعل الكل الفلسطيني، والقرار صدر من أجهزة أمنية لحماس فقدم الحزب شكوى لرئيس لجنة الحريات بالمجلس التشريعي وهو من حماس ايضا.

وتطرق فتوح إلى وضع الحزب بعد الحظر، موضحًا أن قيادة الحزب عقلانية وستتجه لمخاطبة ذوي العلاقة في حماس في القيادة السياسية والاحزاب الأخرى،وستحاول عدم الذهاب إلى المواجهة، ولكنه سيستمر نشاطه في القطاع ولن يمنعهم إلا الموت لا حماس ولا اي فصيل اخر سيعطيهم الوطنية، قائلًا " ممكن يقمعونا او يقتلونا ولكن هذا لن يثنينا عن واجبنا"

في نفس الصدد، قالت نسرين أبو عمرة، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بقطاع غزة، أن من بدأ نشاط الحزب داخل القطاع هو حازم الصوراني بعدما تم تكليفه من رام الله، وقد قام الدكتور حازم بتفعيل حزب العداله حيث انه بمرحلة التاسيس بقطاع غزة، مشيرة إلى أن القطاع بغزه لم يشهد قبل ولا سمع بتواجد لحزب العداله قبل تكليف حازم الصوراني عضو مكتب سياسي ومسؤل حزب العداله بغزة.

وأكدت أبو عمرة، أن حماس قامت باستدعاء الصوراني وعمل جلسه لاخذ جميع التفاصيل بخصوص حزب العداله والهيكليه والبرنامج الذي يقوم عليه حزب العداله، ووعدوه بأنهم سوف ينظرو بالموضوع بخصوص نشاطات حزب العداله بغزة، ولكن سرعان ما تم تبليغه بمنع تفعيل نشاطات حزب العداله بغزة، وكل ذلك دون تبرير سبب المنع.

وأضافت عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية بقطاع غزة، أن حماس تعمل على تضييق الحريات لجميع الفصائل وليس فقط لحزب العدالة، ولكن لاتمنع الاحزاب تطبيق برامجها، فخزب العداله مبني على برنامج يخدم الفلسطينيين والقضيه الوطنيه ويجب الا يستسلم لهذا المنع والذي هدفه تكميم الافواه.

"زهقنا مهاترات وتصرفات غير مسؤولة" بتلك الكلمات وصف الأسير المحرر محمد كريم ما قامت به جركة حماس من منع نشاط حزب العدالة الفلسطيني، مبينًا أن المنع جاء لأنه لانه لم يخرج من تحت عبائة الحزب المهيمن وهي حركة حماس

وأكد كريم لـ"الفجر"، أن هناك اجنحة عسكرية داخل غزة تسمي نفسها فتح ومسموح لها بمزاولة نشاطها، ولكن بسبب تنسيقها مع حركة حماس، مشيرًا إلى أن الحزب القوي يريد كل الاحزاب وحتي الشخصيات المستقلة تكون تحت عبائتها أو على الأقل لا يعارضها.

وأضاف الأسير الفلسطيني الممحرر، أن تلك الممارسات جعلت الكثير الناس من ابناء القطاع غير واثقة انه سيحدث انتخابات وحتى إذا حدثت سيكون اغلبهم غير مشارك، لأنها لن تصلح ولن تأتي بجديد.

وقال ماهر أبو مرزوق، رئيس مدرسة السباحة في قطاع غزة، وأحد الشخصيات المجتمعية، المتضامنة مع حزب العدالة، أن الحزب قدم ورق للأمن الداخلي ونسق مع الفصائل الأخرى، والأمور كانت طيبة، كانت بداية النواة وأن يكون حازم الصوراني نائب الحزب في غزة وأن يختار الأمناء والأعضاء، ولكنه فوجئ بقرار رسمي في الأمن الداخلي بان الحزب ممنوع ويحظر في قطاع غزة.

وأكد أبو مرزوق لـ"الفجر"، أنه ربما جاء الرفض لأن الحزب موالي للرئاسة، أغلب الموجودين بالحزب موالين للرئاسة، والحزب يعمل في الضفة وله هيكلته، وبعد 3 أشهر بالتكليف حظر بشكل رسمي، وكأن الورقة التي جاءت لم تكن، منشيرًا إلى أن كوادر الحزب تواصلوا مع كافة الفصائل داخل القطاع سواء في الحركة الشعبية، والجهاد الإسلامي والديمقراطية وفي فتح، والجميع رحب بهم، ولكن في النهاية الحزب يحتاج لتصريح للعمل في القطاع رغم أنه له اوراقه وهيكله في الضفة، ولكن الشعب الفلسطيني أمام إنقسام بحت، فسلطات الأمر الواقع لا تعترف بأوراق السلطة الفلسطينية.

وأضاف رئيس مدرسة السباحة في قطاع غزة، أن الحزب لا يستطيع الإستمرار في انشطته بالقطاع، فهو حتى منع من أن يخرج ببيان صحفي من قطاع غزة، معيدًا للأذهان مرة أخرى ما حدث مع حركة فتح عندما منعت في فترة من الفترات من مجرد رفع علمها بالقطاع.