د. حماد عبد الله يكتب: إعتراف مسئول سابق !!

مقالات الرأي

دكتور حماد عبدالله
دكتور حماد عبدالله


فى أحد البرامج التليفزيونية شاهدت مع ملايين على الهواء مباشرة أحد المسئولين السابقين وهو يعترف بأنه "سلب مال عام" وكانت لمرة واحدة كما جاء على لسانه بأن خصص قطع اراضى لأسرته وهذا ضد القانون.
 ولم أصدق المنطق التى قيلت به أو فى مقصد الجملة وإحتوائها على مغالطات ضد الدين (أى من الأديان) وضد الطبيعة وضد القانون بل أيضاً ضد الدستور الذى نعيش فى أرجاء قواعده وعملنا على تصحيح وتعديل أدواته ليتواكب مع ما نرتضيه كشعب وكأمة ليكون فاصلاً بين الحق والباطل و"مْظهراً" للغث والثمين ومفرقاً بين الشر والخير ونبراساً للحياة والأمن والإستقرار الإجتماعى حيث حينما نخرج عن القانون أو عن القواعد أو العرف ولو (لثانية واحدة) أو بمقياس (الفيمتو ثانية) فهو خروج عن القانون ولا يمكن التعبير عنه بشيىء أخر غير ذلك !!
ولكن ما أقره المسئول السابق وما أصر عليه وعلى شاشات التليفزيون وأمام المشاهدين بكا إتجاهاتهم وخلفياتهم سواء دينية أو سياسية أو ثقافية فهى لَىْ للحقائق وتزييف للمنطق وخروج عن المعقول وتَبجُحَ أمام الناس حيث هناك فى الأدب الشعبى المصرى تعلمنا " إذا إبتليتم فإستتروا" حيث الحياء من 


سمات العلاقات الإنسانية والإجتماعية فإذا إبتلينا بشيىء جاء عن طريق الخطأ أو أصبناه دون قصد فالبحث عن" السَتْر " يكون أول متبغيات الانسان حتى لا نُفضَحْ أو نخِدشْ حياء الاخرين ، ولعل من نعَمْ الله على الانسان أن يَهِبْ الله الفرصة مرة وإثنين وثلاث كى يَتعَّظْ ( بنى أدم ) من تصرفات سابقة وأخطاء تقع وتسوء الحالة ثم نعود للهدوء رغبة من العلى القدير فى أن يقبل ( توبة ) أو يرحم العبد فى الدنيا حتى موعد الحساب الختامى فى الأخرة ، ولكن من الواضح أن الغباء شىء وراثى فى الجينات لا يقبل صاحب هذه الصفة رحمة الله بل يتعافى عليها ويتعافى على نفسه ، بل أيضاً يتعافى على من تعاطف معه لموقف إنسانى أو خضوع لإلحاح تمثيلى مُبْكى وغير واقعى وبالتالى بيده تكُونْ "  خرق عينه " أو " طرف رمْشيهْ " وكأن الغباء مستحكم لا قدر الله .
شيىء فكرت فيه كثيراً وقرأت عنه أكثر ، وتحدثت فيه مع زملاء وأخرين ممن هم معنيين بالهم العام ، لا شىء جديد مما توصلت إليه قد إستطعت الحصول عليه من كل هذه المناقشات ، بأن الانسان خُلقَ زهوقاً ، والبعض خلق عَطُوفاً والبعض خلق رَحِيماً وودُوداً وكثيرين خُلَقوا لم تيَّسر لهم ، فكل خلق لما هو ميَّسْر له وقليل بل نفِر معدود خلق من " أستك منه فيه " !!