"جبال تحتضن الكرة".. قصة الملعب الوحيد في سانت كاترين

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


على مدار سنوات كثيرة، حرص أهالي سانت كاترين أن تتواجد الكرة بين أقدامهم، حتى لو كلفهم الأمر أن يركلوها فوق أرض الصحراء الخشنة، بينما تمتد الجبال من حولهم في ارتفاع شاهق، لا يعبئون بالأحجار التي تدمي أقدامهم، لأن ما يشغلهم أن يعالجوا حبهم للساحرة المستديرة بمزيد من المباريات، التي يقيمونها على شرف بلدتهم الضاربة في عمق البادية، على قطعة أرض صغيرة، يحدها من الطرفين عوارض خشبية. كان ذلك قبل أن يحاكي ملعب سانت كاترين، غيره من الملاعب الخماسية المنتشرة في ربوع مصر، حيث لفت صورته الكثير من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وسط إعجاب وانبهار الجميع.







الصورة الجميلة للملعب، والتي مست القلوب لانسجامها مع منظر الجبال الواقعة حولها، كان خلفها مشوار طويل بدأه أهالي منطقة الشامية منذ 6 سنوات، بطلب تقدموا به إلى المحافظة "كانت من أصعب الأيام التي مرت على شباب المنطقة"، يقول عبدالمنعم حسن أحد مسؤولي الملعب لـ"الفجر"، والسبب يرجعه الرجل إلى عدم الجدية في التنفيذ، لكن لم يخونهم الأمل، فبعد سنتين من الإحباطات والإخفاقات الناجمة عن المحاولات المتواصلة، جاءت موافقة وزير الشباب والرياضة على إنشاء الملعب، يعتبر عبدالمنعم تلك اللحظة استثنائية بالنسبة لهم، لأنه صار بإمكانهم ممارسة الهواية الأحب إلى قلوبهم، دون مزيد من الإصابات والجروح الغائرة.







قرابة الـ7 أشهر كان العمل ساريًا على تهيئة الملعب الوحيد بسانت كاترين، في الفترة الممتدة بين إبريل وأكتوبر، كان الأهالي خلالها يتعاونون مع الشركة المنفذة للمشروع، يمدونهم بما يحتاجون إليه ويعملون معهم إذا اقتضت الأمر، كانت الأجواء مبهجة ومحفزة للأهالي، فالإقبال الكبير والفرحة عارمة لم تلبس أن ترافقهم، بعد أن ظفروا بملعب يحتضن مساحة 110 مترًا طولًا و80 مترًا عرضًا، لكن سعادتهم وصلت إلى ذروتها عندما تم حفل الافتتاح في حضور وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة.







رغم أن منطقة سانت كاترين تعتبر أكثر المدن خصوصية، لأنها أعلى منطقة مأهولة بالسكان، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر عن سطح الأرض، إلا أن ذلك لم يمنع سكانها من الركض خلف الكرة، وتبادلها بين الأقدام كي تسكن ماكنها الطبيعي بين الشباك، تكاتفت معهم الطبيعة فمنحتهم بجبالها العالية صمتًا هادئًا، فلا تسمح بمرور صراخاتهم المتدفقة من أفواههم المتحمسة خارج حدود ملعبهم، ولا يصلهم من المدينة ما يكدر صفوهم، لذا تتسرب الساعات تحت أقدامهم دون أن يشعروا بثقل للزمن "الملعب أعطى للمدينة منظر خلاب من أعلى قمم الجبل".







انجذب سكان المناطق الأخرى في سانت كاترين إلى الملعب، كما لفت انتباه وفود السائحين والأجانب، الذين تقاطروا عليه في أعداد كبيرة "بقى ييجي لنا حجوزات كتيرة جدا من القرى والمدن السياحية"، فبالإضافة إلى الشكل الجيد الذي أُنشأ عليه، أبهرهم كذلك موقعه بين الجبال، الأمر الذي دفع الأجانب لأن يقتنعوا بأن ملعب سانت كاترين مسه سحر من جمال الملاعب الأوروبية.