في الأجزاء الأربعة.. الشعب الكردي يلبي دعوة "الرئيس السيسي" بعد خطابه عنهم

عربي ودولي

بوابة الفجر



فاجأ رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، متابعيه عند إجابته عن سؤال لفتاة كردية في منتدى "شباب العالم" عن الأقليات، بحديثه عن الهوية الكردية والظلم الواقع على الأكراد، مبيناً أن "الهوية الكردية لن يستطيع أحد محوها، والشعب الكردي عانى على مدار 60 عاماً مضت؛ حيث قسمت العديد من الدول الأكراد سواء في إيران وتركيا وغيرها من الدول".

وعقد الرئيس السيسي مقارنة تعتمد على العمل والسلام، فالهوية لا يستطيع أي شخص سلبها منك، مشيرًا إلى أن "اللغة الكردية والعادات والتقاليد الخاصة بالأكراد موجودة، ولكن ضياع الموارد الخاصة بالشعب الكردي هو الثمن الذي ضاع من الأكراد"، وذلك خلال النسخة الثالثة من منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ.

رسائل الرئيس السيسي إلى الأكراد
"موقف الرئيس المصري له تأثير دولي" بتلك الكلمات وصف الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي إبراهيم كابان، حديث الرئيس السيسي عن الأكراد، مبينًا أنه عندما يأتي رئيس دولة مثل مصر، يقول إن الثقافة الكردية والفلكلور الكردي لا يمكن أن يمحيه أنظمة كالنظام التركي والنظام الإيراني والعراقي، فهو حديث له ثقله في المنطقة العربية، وهو حديث عن حقائق بأن إمحاء الهوية الكردية من غير الممكن.

وأكد كابان لـ "الفجر"، على أن الرئيس السيسي عندما يناقش الوضع الكردي له إستراتيجية، لأن المعضلة الكردية أصبحت من أكثر القضايا التي يتم نقاشها في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن السيسي يدرك حقيقة وديمغرافية الوجود الكردي، فهو يتحدث على دولة كردية كانت موجودة منذ 70 سنة، ثم تجزأت، وعن حق البكرد في بناء دولته.

وأضاف الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي، إن كلام "الرئيس السيسي كان دقيقًا جدًا في مسألة أن المطلوب البحث عن السلام والبحث عن حلول عن الثروات الموجودة في أرض كردستان مع الدول، التي تقاسمت كردستان، في سبيل إعمار وتطوير هذه الموارد، وأن تكون الموارد الكردية بيد الكورد".

وأوضح، أن الرئيس المصري تحدث يتحدث عن الوضع الكردي بشكل ذكي جدًا، وهو ملم بالقضية الكردية بشكل عميق، أن طمس ومحو الهوية الكردية هو شيئ غير ممكن، وأن القضية الكردية تتجه للحل بطريق ديمقراطي وطريق سلمي، وإن الطريق السلمي هو افضل الحلول، وأن الحركة المجتمعية والسياسية الكردية تتجه لهذا الحل بأن يكون لها مخرج بشكل سلمي وداخل حدود تلك الدول".

كما أردف الباحث الكردي، أن الرئيس السيسي يبحث عن حلول في سوريا؛ حيث أعطى خارطة طريق للمعادلة الكردية في الدول الأربعة التي يعيش فيها الأكراد، والكرد نفسهم يميلون لهذا الحل، فعلى الكراد أن يبنون إقتصادهم ومقدراتهم ويركزوا على ظروفهم وتوحيد صفوفهم، من أجل تطوير قضيتهم وحلها بشكل سلمي وديمقراطي.

"روج آفا" أكراد سوريا
قال سيهانوك ديبو، عضو قيادة مجلس سوريا الديمقراطية وهو الحزب المؤسس للإدارة الذاتية في شمال سوريا، إن حديث الرئيس السيسي عن القضية الكردية، هو موقف فارق في تناول دول وبلدان الشرق الأوسط للقضية الكردية، ونعتقد أن هذا الموقف هو مدخل وسيع لمزيد من الأمن والإستقرار بالمنطقة وخاصة في الدول الأربعة، التي يوجد بها الشعب الكردي,

وأكد ديبو لـ "الفجر"، على أن جراءة الرئيس المصري تدل على مدى إلتزامه بمبادئ حقوق الإنسان والشرعة الدولية، وبأنه حان وقت حل القضية الكردية بشكل عادل وبشكل يؤدي لمزيد من الإستقرار والأمن في المنطقة برمتها.

وبين المتحدث باسم حزب الإتحاد الديمقراطي ، أن حديثه عن التاريخ الكردي، هو تهيئة لحل موضوعي والخوض بشكل شفاف عن ما نسميه بالتابو المحرم خاصة لدى الأنظمة التي تشترك بالقضية الكردية، فأغلب دول المنطقة تتنكر لوجود تاريخ كردي وقع عليه الظلم، فهو موقف مسئول وييشكبل فارقة في التاريخ المعاصر وللمرة الأولى يتم تناول التاريخ السليم للقضية الكردية.

بينما قال عضو حزب الإتحاد الديمقراطي عاطف صبري، إن خطاب الرئيس السيسي نابع من معرفة حقيقة التاريخ والإلمام فيه، بالإضافة إلى الحس الوطني العميق والشريف بالمسؤولية، ناهيك إلى احساسه ومعرفته بالظلم والإضطهاد الذي مورس على الاكراد عبر التاريخ، رغم كل التضحيات والإسهام الكردي في الحضارة الاسلامية وبنائها وإعلاء شئونها ودورهم في الحضارة البشرية عبر التاريخ؛ حيث أن الميديين وقبلهم الهوريين كانوا اصدقاء وحلفاء مع ملوك مصر الفراعنة.

وأكد صبري لـ "الفجر"، على أن الرئيس السيسي انسان مفكر ملم بالتاريخ والحقيقة ومن أبناء الطبقات الاجتماعية المليئة بالأخلاق والاحترام، وطبعاً على الصعيد السياسي الخطاب له دور كبير في الوقوف أمام التوسع الطوراني الإخواني، الذي يهدف إلى القضاء على الإسلام السني المعتدل وإحلال الإرهاب مكانه من قبل حزب العدالة والتنمية التركي.

وأضاف عضو حزب ألإتحاد الديمقراطي، أن الأكراد لهم من أهمية في مواجهة تركيا كخط دفاع أول وجب على مصر والسعودية، كدول أصيلة في المنطقة إلى الوقوف بجانب إخوانهم الكرد وتقديم الدعم والمساندة لهم، كوننا كنا وما ذلنا في خندق واحد في مواجهة الإرهاب التركي أولاً والإخوان المسلمين ثانياً.

وبين صبري، أن حديث الرئيس السيسي ليس صفعة فقط، بل هي تلميح إلى تقليص الدور التركي في المنطقة مستقبلاً من قبل مصر وخصوصاً في البحر المتوسط وشمال أفريقيا.

"هناك تحول جيد باتجاه القضية الكوردية من جانب مصر" بتلك الكلمات وصف رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا، والقيادي في المجلس الوطني الكردي فادي مرعي، حديث الرئيس السيسي عن الأكراد؛ حيث يقوم بتوضيح الغبن الذي لحق بالأكراد خلال العقود الست الماضية على يد الأنظمة، التي تعيش معهم الكورد بفعل تقسيم وطنهم بين أربع دول، وبرأي كان طرحاً هاماً من رئيس اكبر دوله عربية لها مكانتها وثقلها ضمن الإطار العربي والأقليمي والدولي.

وبين مرعي، أنه ككري وكحركة سياسية يثمن هذا الطرح من جانبنا؛ حيث حان الوقت لينزاح هذه الغمامة والغبن بحق شعب قديم وجار ويعيش على أرضه التاريخيه، وبقي محتفظاً بلغته وتاريخه وتمسك بأرضه وخدم الأوطان التي ألحق بها.

وأكد مرعي لـ"الفجر"، على أن هذا التوجه الجديد من دولة مصر وبحضور العديد من الشباب، بالتأكيد سيكون له تأثير على باقي الدول، التي ماتزال تنكر وتقف في وجه الشعب الكوردي وقضيته المحقة وخاصة الدول، التي تتواجد بها القومية الكوردية، وهذا ليس صدقة من تلك الدول بل وهو حق مشروع لشعب أصيل على أرضه التاريخية، وله الحق العيش بامان وسلام وتحقيق حقوقه المشروعة كباقي شعوب العالم.

وأضاف رئيس مكتب العلاقات العامة لتيار المستقبل الكوردي في سوريا، أن القضية الكردية لا تزال محصورة بين الأمة الكردية والأنظمة المحتلة لكردستان، وصراعهم ليس مع شعوب المنطقة، رغم تجاوزات شرائح منهم وانحرافات شخصيات شاذة أو ملوثة فكريا، الذين تحركهم الأنظمة الشمولية وتدفع لهم وبهم لنشر ثقافة الحقد وكراهية الأخرين، وتحاول نقل الصراع السياسي إلى صراع ثقافي بين الشعوب تكون محورها التاريخ والجغرافية.

إقليم كردستان العراق
قال القيادي بحزب الإتحاد الكردستاني في إقليم كردستان العراقي ياسين رؤوف، أنه شكر الرئيس السيسي من خلال كل القنوات الإعلامية سواء بمصر أو كردستان العراق، مبينًا أنه توجه جميل من الرئيس السيسي ويجب على الشعبين الكردي والمصري تبني هذا التوجه الجميل من الرئيس، وعلى كل الأطراف وخاصة المراكز البحثية والإعلام تبني دعوة الرئيس السيسي.

وأكد رؤوف لـ"الفجر"، على أن الشعب الكردي الحلقة الأضعف بالمنطقة، وشعب وقيادة هامة بالمنطقة العربية مثل مصر تقدم له يد العون فنكون شاكرين له.

وأضاف القيادي بحزب الإتحاد الكردستاني، إن قيادة إقليم كردستان العراق ترحب جدًا بموقف الرئيس السيسي، مشيرًا إلى أن جميع الرؤساء المصريين عدا فترة الإخوان المسلمين كان لهم مواقف مشرفة من القضية الكردية، موضحاً أن الفترة القادمة ستشهد ثمار الخطوات المصرية، ولا يجب التعجل في الحكم على النتائج والأثر الإيجابي للدور المصري.

أكراد تركيا
"كانت صفعة ثانية لأردوغان" هكذا وصف أحمد فرهاد أحمد القيادي بحزب الشعوب الديمقراطي، وهو الحزب الكرديي الموجود في البرلمان التركي تصريحات الرئيس السيسي، مبيناً أنه موقف جيد؛ حيث يعتبر أول رئيس عربي يتكلم عن حقوق الشعب الكوردي، هو الرئيس السيسي وتاريخ لن ينسى هذا الموقف الشريف.

وأكد فرهاد لـ"الفجر"، على أن الصفعة الاولى لمصر لأردوغان  كانت قبل اسبوع، عندما قام قوات البحرية المصرية بأنشطة قتالية في بحر متوسط، وإطلاق صاروخ هاربون، موضحاً أن هناك تعاون بين قوات بحرية مصرية و فرنسية الأن في بحر متوسط.

وأضاف القيادي بحزب الشعوب الديمقراطي، إن تركيا كانت ستقوم ببناء جسر بينها وبين ليبيا، وحتى الأن فكرة مطروح  في حكومة العدالة والتنمية، والسبب هو لم يحصل أردوغان على نفط العراق وسوريا وكانت هذا أكبر خسارة له رغم كل الحروب على شمال سوريا وشمال عراق لم يحصل على نقطة من نفط، لأن في العراق أمريكياً تدير النفط. وفي سوريا وروسيا وأمريكا؛ حيث ان تركيا خسرت خلال هذه الحروب حوالي ٤٠٠ مليار دولار، فيكف سيعوض هذه الخسارة من عنده النفط الأن ليبيا فسيحول حربه إلى ليبيا.

وأوضح  فرهاد، أنه قبل فترة تركيا طلبت من قطر مبلغ من المال، ولكن رد قطري كانت "غير إيجابي"، نحن نقول بأن علاقة بين قطر وتركيا جيدة ولكن هناك خلافات بين دولتين، وهو معظم شركات تكريت النفط في بحر متوسط أغلبها لشركات قطرية بالتعاون مع حكومة قبرص وشركات قبرصية.

وأعرب القيادي بحزب الشعوب الديمقراطي، عن أمله بأن يحول الرئيس السيسي هذا الموقف الى داخل الجامعة العربية، وأن يشرح عداوة أردوغان اتجاه الكورد واتجاه منطقة، مبينًا أنه في حزب شعوب الديمقراطي نرى هذا الموقف له تأثير كبير على شارع التركي، أي هناك دولة كبيرة وذو تاريخ وحضارة عظيمة يقوم بتأييد حقوق الكورد.

أكراد إيران
وفي نفس الصدد، قال المستشار السياسي لعبد الله مهتدي رئيس حزب كوملة الكردي الإيراني محمد مسعود، إن الموقف التاريخي للرئيس المصري ليس مستغرباً، يرتبط الأكراد مع المصريين بعلاقة تاريخية ترجع إلى القرن 16 قبل الميلاد (أي منذ أكثر من 3500 سنة)، بدأت بعلاقات سياسية ومصاهرة بين الفراعنة والمملكة الميتانية، التي أسسها الميتانيون أجداد الشعب الكردي، حوالي عام 1500 قبل الميلاد، وعاصمتها "واشوكاني"على نهر الخابور، في إقليم كردستان العراق حاليا، والذين عرفهم المصريون باسم "نهارين"، وفقا لما ذُكر في كتاب "الأكراد في مصر عبر العصور"، من تأليف درية عوني، ومحمود زايد، ومصطفى عوض، والصادر عام 2011.

وأكد مسعد لـ"الفجر"، أنه أرتبط الزعماء الأكراد كالرئيس الراحل جلال الطالباني بعلاقات خاصة مع الرؤساء عبد الناصر ومن ثم مع الرئيس الراحل السادات وامتدت إلى الرئيس مبارك، مبينًا أنه اليوم نشهد أن العلاقات تتطور مع الرئيس السيسي، الذي يلعب دورا مهما في الدفاع عن القضايا القومية العربية، وأعاد مصر إلى لعب دورها المهم في الدفاع عن قضايا المنطقة وخاصة الأمن القومي العربي.

وأضاف المستشار السياسي لعبد الله مهتدي رئيس حزب كولمة الكردي الإيراني، أنه توجد مصلحة مشتركة فيما بين الكرد ومصر في ظل دخول أردوغان إلى ليبيا، وعلينا توحيد جهودنا لمنع الاعتداء على شعوبنا واراضينا سواء في سوريا أو في ليبيا.

وبين مسعد، أن الدور المصري الجديد سيعيد أهمية المنطقة العربية ويمنع الطامعين من تحقيق اهدافهم، وسيكون رأس جسر لبناء علاقات عربية كردية متينة، يمكن أن يتم المراهنة عليها لبناء جبهة عريضة تعيد الحقوق لأصحابها.

وأردف السياسي الكردي الإيراني، أن أكرادإيران هم الرقم الأصعب في المواجهة ضد نظام الملالي، وهم طرف مسلح ويطمح إلى بناء علاقات أخوة مع دولة وشعب مصر، وهم جاهزين للقتال إذا ما إقتضى الأمر وتوفر الدعم.

أكراد مصر والمهجر
بينما وصف رئيس إتحاد أكراد المهجر، وزعيم الأكراد المصريين مجدي الكردي، خطاب للرئيس السيسي بأنه  "اكثر من رائع"، مبيناً أن أهميه الخطاب تأتى فى التصدى للمشروع التركى فى أحياء مايسمى للخلافه العثمانيه بأحتلال الأراضى العربيه، من خلال تحالفه مع جماعات الارهاب المتأسلم مثل داعش والنصره والإخوان.

وأكد الكردي لـ"الفجر"، على أنه ليس بجديد على مصر موقفها الداعم لحقوق الكرد فلو نظرنا إلى مواقف مصر، ودعمها للكرد ليس وليد اليوم ولكن علينا بقرأه التاريخ أول بارجه حربيه، كانت تحمل أسم كردستان كانت مصريه ايام حكم محمد على، وأول طابع بريد كردى وأول جريده كرديه طبعت فى مصر، وأول محطه إذاعة باللغه الكرديه أنشأها جمال عبدالناصر فى أواخر الخمسينات، وكان ضمن مذيعيها فؤاد معصوم رئيس العراق السابق

وأضاف رئيس إتحاد أكراد المهجر، إنه عندما تأتى تصريحات الرئيس السيسى، بأنه لايستطيع احد محو الهويه الكرديه هو بدايه جيده لدعم القضيه الكرديه على المستوى العربى، وقد وصلتنى عده محادثات من أعضاء الإتحاد العالمى لكرد المهجر، بصفتى رئيسه من كل دول العالم، أن أوجهه بأسمهم جزيل الشكر لمصر شعباً ورئيساً وحكومه على هذا التصريح أملين أن يستمر دعم سيادته لهم، وتوصيل صوتهم للمحافل الأممية.

وبين الكردي، أن  خطاب فخامه الرئيس السيسى  يعتبر بدايه لدخول مصر بقوه لحل الازمه السوريه سياسياً، وسوف تثبت الأيام القادمه ذلك.