الدكتورة أماني ألبرت تكتب: فيسبوك قارئ العقول.. وقارئة الفنجان

ركن القراء

الدكتورة أماني ألبرت
الدكتورة أماني ألبرت


تصفح صديقنا الأخبار من على هاتفه المحمول، وظل يقرأ ويقرأ مذهولاً إلى أن غالبة النعس ومحموله بين يديه. غط في نوم عميق وما هي إلا فترة وجيزة وراوده حلم غريب. شاب ثلاثيني وسيدة سبعينية. امسك الشاب بشاشته وبدأ يكتب ويكتب بسرعة والحروف تتطاير هناك وهناك بينما امسكت السيده العجوز بفنجانها وجعلت تتمتم بكلمات غريبة ويحرك فنجانها بين أصابعها وهي تحملق فيه.

اقترب إليهما وسأل الشاب ، ماذا تفعل؟ فقال له أنا اطور تقنية جديدة بأدوات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي؛ ثم رفع عينيه من على شاشته ونظر إليه مبتسما .. سأتمكن من قراءة أفكار البشر، سأعرف ما يجول بخواطر الناس. سأضع أشرطة على المعصم قادرة على قراءة الأوامر التي يصدرها المخ وسأستخدم خوارزميات لتحليل المحتوى.

ضحكت العجوز وقالت له ما هذا العبث؟ يا بني أنا أيضا أقرأ المستقبل وأعرف ما يجول في خواطر الناس. سألها الشاب كيف تفعلين هذا هل تستخدمين إشارات الجهاز العصبي؟ قالت أنا استخدم حاستي السادسة فهي تدلني وطوال عمرى لم تخطئ.

رد صاحبنا هل يعني هذا أننا لن نحتاج اللغة فيما بعد أو الكتابة؟ رد الشاب نعم سيتمكن البشر من التخاطر وإرسال أفكارهم لبعض دون الكتابة. هذا ما أطوره الآن .. أنا أطور تكنولوجيا تخاطرية تستطيع قراءة اشارات المخ وتترجمها ثم ترسلها للناس.

رد صاحبنا لقد رأيت فيلم بهذا المضمون كان الناس فيه في المستقبل يلبسون خوذات ويرسلون الأفكار لبعضهم البعض. صمت الشاب وقال له إذن المستقبل سيأتي اليوم.

تدخلت العجوز وقالت له لا أفهمك أيها الشاب، كلامك غريب ومشكوك في أمره. وخاطبت صاحبنا يا ولدى هذا الرجل ساحر، لا تسمح له أن يؤثر على أفكارك بحركاته البهلوانية وحروفه المتطايرة ونظاراته الضخمة السوداء.

سأل صاحبنا سيدي هل أنت قريب هيبرت شيللر مؤلف كتاب المتلاعبون بالعقول؟ قال له أنا مارك روزكربرج مخترع فيسبوك وقريبا جدا سيتمكن كل مستخدميه من الاستعانة بهذا البرنامج لقراءة العقول. التفت صاحبنا للسيدة العجوز وقال لها من أنت يا سيدتي؟ ردت وقالت له بحسرة الا تعرفني يا ولدى .. أنا قارئة الفنجان.

وفجأة استيقظ من نومه على لحن بعيد ظل صداه يتردد في أذنه فتمتمه بشفتيه وهو يغني .. طريقك مسدود مسدود يا ولدى مسدود!