الحسيني الكارم يكتب: الحفاظ على الأوطان رسالة الإنسان

ركن القراء

بوابة الفجر


أن أوان طرد التجار باسم الدين والعبارات الزائفة وسارقي المشهد من قاموس حياتنا اليومية، لابد من ضرورة توجيه الجهود والطاقات إلى الملفات الحقيقية وهي مواجهة الفقر والبطالة والجهل، كما تفعل القيادة السياسية، وأن نأخذ توجيهاتها وخط سيرها نظامًا أساسيا لنا، لأن الانشغال بالأيدلوجيات ومحاولة الهيمنة على المجتمع وفرض أجندات ووصايا ثقافية وفكرية عليه لن يقود إلى إلا مزيد من الاحتقان والتنازع.

فالناس من قلة الوعي لا يمكنك أن تطلب منهم بناء  فلابد من الوعي ونشر الثقافة المجتمعية،  للنهوض بمجتمعاتنا كافة في الاقاليم والريف والمدن، كلا حسب طريقته وفكره وأسلوب تعامله، وألا نتركه فريسة لمنابر الإعلام والسوشيال مديا المعادية والموجهة.

قضينا أوقاتا كثيرة وجهودًا كبيرة وكلها لا تثمن ولاتغني ولا تصل بنا  إلى الأمن والاستقرار في المجتمع، فخلال هذه الاضطرابات والقلاقل لا نستطيع أن نضع لبنة فوق اختها.
 
فالتنمية في المجتمعات لا تتم إلا إذا حل الأمن والسلام المتبادل من قبل الجميع لكي نتمكن من توطين الاستقرار والتنمية في الدولة.

ونحن كل يوم يطفو ويهل علينا قولا أو اقتراحًا من هنا وهناك ممن يدعون المعرفة وتنشئ فتن واختلافات بين أطياف المجتمع بل أكثر خطرًا بين أعمدة الأسرة، الزوج والزوجة والأولاد وهم أساس المجتمع ككل.

ووجود الندية والصراعات لكل طرف على من هو المخطئ وغير المخطئ ومن صاحب الحق حق مكتسب أو غيره، لابد من التركيز على نشئ جيل ومجتمع واع ومثقف ومتفاهم، قادر على المنافسة في السوق العالمية، بفضل التعايش والتسامح  والاستقرار وعدم الندية وتقبل الرأي والرأي الأخر.
 
وأن الأوان لتحقيق النهوض والتقدم، والبعد عن ما يؤثر سلبًا على المجتمع، من عادات وبدع وأفكار.

وحركة المجتمع لابد أن تكون جريئة وواعيه وقوية، وعلى الجميع أن يُدرك أن فتاوى وأراء من تسمي بالنخب، ليس من الضروري صحتها أو اتباعها وأن نسأل وننصت للوسائل الشرعية والوطنية والاكثر وعيا وأمانآ خصوصًا أن الدولة اليوم تركز تركيزآ جوهريا على شبابنا  ومدي صحة وعيهم وإدراكهم والنهوض بهم.
 
وأبناء هذا الوطن وبالأخص هذا الجيل الصاعد من حقهم جميعًا أن يتمتعوا بخيرات هذا الوطن وأمنه وسلامته وتسامحه، حيث رأيت حقوق هذا الجيل تُسرَق عن طريق فرض أراء واقتراحات من المنابر الإعلامية المعادية والغير مؤهلة ووسائل التواصل الاجتماعي التي ليس لها أساس من الصحة. 
 
ولابد أن يعلم الجميع أن ليس كل من تواجد علي وسيلة إعلام أو تواصل اجتماعي أرائه منهجا صحيحا، لابد من التأكد من صلاحية ملقي المعلومة وصحتها من أين مرجعه وكيف تنتسب هذه الأراء والمعلومات في تداعيات على كافة الإصعدة.

هكذا تتم المحافظة على الأوطان ، وهكذا تؤدي الأمانة التي حملها الإنسان.