رسالة ماجستير تكشف تأثير الاحتلال الفرنسي على التراث المعماري الإسلامي

أخبار مصر

الباحثة أثناء مناقشة
الباحثة أثناء مناقشة رسالة الماجستير


كشفت هدير محمود، باحثة أثرية وتعمل بالمجلس الأعلى للآثار، من خلال بحث حديث لها بعنوان "أثر الحملة الفرنسية على التراث المعماري الإسلامي بالقاهرة في الفترة من 1798: 1801م" والذي نالت عنه درجة الماجستير في الآثار الإسلامية، أن دراسة التراث المتروك لنا من فترة الغزو الفرنسي على مصر كشف لنا عدة حقائق لم تكن مذكورة من قبل عن أثر هذه الفترة على المعمار الإسلامي في القاهرة. 

التعرف على الآثار المندثرة
وأوضحت الباحثة: استطعنا التعرف على الآثار الإسلامية المندثرة، عن طريق الرجوع إلى لوحات هذه الآثار في موسوعة وصف مصر، ومحاولة وضع إعادة تصور لتلك الآثار التي لم تُعد باقية حتى الآن، كما استطعنا تصحيح بعض المفاهيم الدارجة عن الفترة العثمانية في ذلك الوقت، وأن مصر كانت تعاني من تأخر حيث كانت ولاية تابعة للخلافة العثمانية، ويدل على هذا آراء الكثير من المستشرقين عن القاهرة في تلك الفترة واللوحات التي قام بإنجازها علماء وفنانين الحملة الفرنسية تدل على مدى تحضر البلاد في تلك الفترة.

خطأ علماء الحملة
وأثبت البحث خطأ علماء الحملة الفرنسية عند توثيقهم لجامع أحمد ابن طولون في أطواله، وأهملوا رسم الإطار الزخرفي المنحوت في الجص والموجود أسفل السقف مباشرة، والذي يدور حول كوشات العقود وبواطنها وأيضًا الإزار الخشبي المحيط بأروقة الجامع والمكتوب بالخط الكوفي البارز، وأهملوا رسم الأطر الزخرفية التي تدور حول الطاقات المعقودة المقامة في ظهر عقود البوائك للتخفيف والتي يحفها أعمدة صغيرة، بالإضافة إلى أن جومار أخطأ عندما وصف جامع الحاكم بأمر الله بأنه يقع خارج باب النصر، ولكن يقع مدخله وواجهته الرئيسية خارج باب الفتوح، كما أوضحت الدراسة تدهور بعض أحياء القاهرة التي كانت تعد من أجمل الأحياء والمتنزهات والتي أصبحت أكثر الأحياء تدهورًا في زمن الفرنسيين.

وأضافت الباحثة، أن الفرنسيين قاموا بإضافة مكعب من الرخام الأبيض ارتفاعه ذراعًا واحدًا وإصبعين أعلى تاج عمود مقياس النيل ونقش عليه نصان باللغتين الفرنسية والعربية، وكان هذا الجزء متممًا للذراع الثامنة عشرة مع إضافة ستة أصابع، ولكن أوضحت الدراسة أن هذا المكعب لم يعد له وجود الآن، ويبدو أنه تم إزالته أثناء ترميمات لجنة حفظ الآثار العربية. 

ولفتت إلى أنه لم يحدث تطور معماري يذكر في القاهرة زمن الاحتلال الفرنسي لقصر مدة الحملة، وعدم الاستقرار الذي لم يسمح لهم بالبناء ليكون لهم نتاج معماري مميز، وتأثير قوي على العمائر المصرية، وأيضًا لرفض المجتمع المصري لهم ولكل ما يمثلوه من عادات وتقاليد واقتصر البناء فقط على المصانع التي أقيمت لخدمة الحملة وطواحين الهواء المندثرة حاليًا.

التأثير الفرنسي على المعمار
وأوضحت أن التأثير الفرنسي على المعمار اقتصر في تلك الفترة على استحداث بعض الوظائف الجديدة لبعض الأبنية، حيث ذكر الجبرتي أنهم بنوا مسرحًا في الأزبكية وشيدوا كازينو تيفولي يجتمع فيه النساء والرجال للهو. كما تسببت الحملة في الكثير من المتغيرات في الوجه العمراني لمدينة القاهرة كانت هذه المتغيرات في الأساس لخدمة ومصلحة الحملة والجند وحركة الجيش إذ جعلوا الأزبكية مركزًا للمدينة ومدوا شبكة من الشوارع تصل إليها وبين أطراف المدينة وقاموا بتخطيط جزيرة الروضة لتكون مدينة فرنسية فبذلك لم تستحدث مناطق نمو عمراني جديدة لكن تنمية بعض المناطق كالأزبكية وجزيرة الروضة وبدأت القاهرة تخرج عن الصورة القديمة لها إذ كان تقسيمها إلى أثمان الأثر في بداية اندماج الحارات والمناطق والأحياء في تكتلات مناطق أخرى أكبر.

هذا، وناقش الباحثة لجنة رفيعة المستوى مكونة من الأستاذة الدكتورة أمال أحمد حسن العمري مشرفًا أستاذة الآثار الإسلامية ووكيل كليه الآثار الأسبق- جامعه القاهرة، والأستاذ الدكتور أحمد رجب محمد مناقشًا أستاذ الآثار الإسلامية وعميد كليه الآثار جامعة القاهرة، والأستاذ الدكتور عبد المنصف سالم نجم مشرفًا أستاذ الآثار الإسلامية ورئيس قسم الآثار والحضارة كليه الآداب جامعه حلوان، الأستاذ الدكتور عبد الرحيم خلف أستاذ الآثار الإسلامية قسم الآثار والحضارة كليه الآداب جامعة حلوان، حيث قررت اللجنة إعطاء الباحثة درجة الماجستير في الآثار الإسلامية بتقدير عام امتياز مع توصية بطباعة الرسالة وتداولها مع المكتبات والجامعات العربية.