"حياتنا مش حرب وسياسة".. مهرجان السجادة الحمراء يُحيي آمال المقهورين بأقدم سينما بغزة (حوار)

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تَحينَ القائمون على مهرجان "السجادة الحمراء" المُختص بأفلام حقوق الإنسان المُنظم في مدينة غزة، الفُرصة لإعادة إحياء مفهوم السينما في أذهان الفلسطينيين، بعدما اِنطمس تاريخها منذ انتفاضة الحجارة عام 1987، لتسدِل النسخة الخامسة هذا العام السِتار على ظلام خَيَّم 32 عامًا على أقدم دار عرض، وتنطلق أول الفعاليات من سينما عامر، لمدة خمس ساعات فقط "سبب الغلق غير مفهوم.. كل جهة تؤكد فش ما يمنعها.. فقولنا نخبمصها ونشوف ايه بدو يصير بعد افتتاحها.. لأن الناس اللي عايشه ما بتزيد عنا ثقافة"، عبارة كشف بها عبد الرحمن حسين، آمال الشباب المُتعطّشة للحرية والحياة.
أرْست فكرة المهرجان -الذي يُقام سنويًا بداية من الثاني عشر من مايو 2015، بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة سنة 2014-،هذا العام على إنسانية وكرامة الشعب الفلسطيني، الذي لا يتأثر حقوقه باختلاف الأديان والفكر السياسي والحزبي، لذا رأى القائمون على المهرجان، تسليط الضوء على المقاومة الثقافية من باب السينما، التي يفتقد زيارتها أجيال من الفلسطينيين، في ظل التحديات التي تمر بها دور العرض السينمائية منذ سنوات "بكفي 2 مليون بني أدم بغزة ما يعرف اشي عن تراثه السينمائي.. لأنه مش مسمحوله يخرج برة القطاع.. غير أن غزة مش حياتها بس حرب وسياسة وأخبار لا تعرف عناوينها إلا القصف وأعداد الشهداء "، وتوصيل رسالة للعالم برمته مفادها أن هناك نجوم مقهورين ومُهمشين يسيروا على السجادة الحمراء، ويطمحوا بمستقبل أفضل وأن يعيشوا بكرامة.





يختلف مهرجان غزة، عن باقي دول العالم، فهو لا يمتلك لجنة تحكيم كالمتعارف عليه؛ لعدم إمكانية توفير جائزة، بل لجنة لفرز الأفلام، كما أن المهرجان يحمل الطابع الشعبي لا البروتوكولي، فالحضور ملك للجميع بدون دعوات وتذاكر"هدفنا الناس البسيطة أما المسئولين بيقدروا يوصلوا رسالتهم"، ومع ذلك أرسل الفريق المنظم للمؤسسات والوزرات بالدولة، بالإضافة إلى أن الفعاليات ليس لها قاعات عرض خاصة، لذلك حرصت اللجنة التحضيرية على إحياء طقوس المشاهدة بعض الشىء من خلال شاشات عرض داخل سينما عامر-التي تأسست في عام 1959 في حي الرمال بالقطاع ولم يبق منها سوى لافتات تحمل اسمها، وجدران سوداء مهجورة، وملصقات تشير لبعض الأفلام-، لحث الجمهور على قيمة السينما "هتساعد على احساس الشعب إنه مش لحالو محتل.. والتعرف على ثقافات الشعوب.. فهي لغة تعارف بينا"، يقولها نائب مدير المهرجان، بنبرة أكثر حماسة، متسائلاً كيف يعتمد على الشباب في تأسيس الدولة بشكل صحيح، وهو لا يرى من المستقبل سوى ظلم العدوان.






ارْتكم المنظمون منذ مطلع يناير المنصرم، ليتأهبوا لفعاليات المهرجان -الذي حمل شعار أنا إنسان، والمقرر افتتاحة غدًا في تمام الساعة الخامسة ولمدة أسبوعًا-، لكي يخرج بالشكل الذي طالما حلموا به، آملين أن يحقق أهدافه في الترويج لأفلام المخرجين والمصورين الفلسطينيين بامكانياتهم المحدودة، ورؤية جوانب مختلفة عن عادات وتقاليد الشعب المُتعايش مع الكبت، والنظر لفتح دُور السينما مجددًا، برغم من وجود جزء رفضها "بدنا تعود فلسطين بلد الفنون"، فمشاهدة الأفلام التليفزيونية أغلبها تجارية، ومتابعتها عبر مواقع الإنترنت خالية من الروح الجماعية "رحلة السينما ذاتها ثقافة بعيد عنا.. ولو اتوحدت الطاقة هون هنطلع منتج يخدم القضية.. فنحن أدرى بحياتنا أحسن من أكبر سياسي بالعالم". 






نجاح المهرجانات السابقة، أَعطاهم زَخمًا، لاسيما وأنه حصل على عضوية اتحاد مهرجانات السينما العالمية بهولندا عام 2017، وبات يمثل دولة فلسطين في هذا الاتحاد الموجود في أوروبا "بجلنا كام هائل من لأفلام."، ففي العام الجاري سجل 146 فيلمًا، تم اختيار 45 فيلم من شتى الدول العربية والأوروبية، كل قضية وفق لعادات وتقاليد بلادها وحسب الظروف التي تمر بها، من بينهم عمل مصري وصفه صاحب (35 ربيعًا) بالقوي، يناقش قضية الختان خلال ساعة ونصف، بالإضافة لمشاركة فلسطين بعمل حمل اسم غزة مدته 70 دقيقة "هادا الفيلم شوية مختلف إنتاج وطقم التصوير أيرلندي"، يحكي عن الوجه الأخر في غزة بشكل مختلف عقب العدوان عام ٢٠١٤ "الجميل فيه انه انشاف بعين غير فلسطينية"، ورشحته الثقافة الأيرلندية لأوسكار سنة ٢٠٢٠، كما شاركت سوريا بفيلم "إلى سما".





توقع المخرج الحاصل على بكالوريس إعلام، أن يحظى المهرجان-الذي أجل موعده المحدد سنويًا إلى الرابع من ديسمبر بدلاً من الثامن والعشرين من نوفمبر؛ بسبب العدوان الأخير على القطاع-، باهتمام بالغ وصيت عالمي مثل الأربع سنوات الماضية، كأنه قائم على تنظيمه دول وليس فريق، سعى لتأمين الفعاليات هذا العام بشكل مكثف ومختلف بثلاث طرق الأول عن طريق شركة تأمين على الجمهور، في حال إذا صار شىء، وموافقة الحكومة أيضًا وإخراج تصريح رسمي "وبما أنهم اعطونا الاذن مطلوب منهم تأمين المكان"، ومع ذلك حَرص المنظمون على الاتفاق مع  شركة حراصة خاصة، خاصة خلال الافتتاح بالسينما الذي لا يوجد عنها معلومات موثقة في موقع البحث الشهير ويكيبيديا.