معاذ عمارنة يكشف النظرة الأخيرة قبل فقدان أحد عينيه من سلاح "محرم دوليا" (حوار)

تقارير وحوارات

المصور الفلسطيني
المصور الفلسطيني معاذ عمارنة


600 صحفي تعرض للاعتداء أثناء تغطية وحشية الاحتلال

معاذ عمارنة يكشف النظرة الأخيرة قبل فقدان أحد عينيه من سلاح "محرم دوليا"

هذا ما فعله القناص بعد إصابتي وهؤلاء من أنقذوني

نعمل تحت الاستهداف المباشر وسأتوجه لكافة مؤسسات حقوق الإنسان في العالم لفضح جرائم الاحتلال

رصاصة غاشمة أفقدته إحدى جوهرتاه اللتان كانا كأعين الصقر في جباه أرض مغتصبة ترصد وتسجل ما تراه من عدوانٍ غاشم للمغتصب الصهيوني.. هو أب لطفلين ويبلغ من العمر (32 عاما) ويعمل كمصور "فري لانسر" بالضفة الغربية المحتلة، المصور الصحفي الفلسطيني معاذ إبراهيم عمارنة، والذي استهدفه قناص جيش الاحتلال الإسرائيلي وتمكن من إصابته؛ مما أدي لفقد عينه اليسري، وحكمت عليه قوات الاحتلال بأن يعيش باقي حياته بعين واحدة.

كيف كانت ظروف إصابتك.. وما هي الكواليس الخاصة بقنصك من قبل الاحتلال؟

قال معاذ عمارنة، إنه كان يقوم بعمل تغطية صحفية لاعتصام أهالي بلدة صوريف شمال الخليل احتجاجا علي أراضيهم المصادرة، خلال الاعتصام حدثت بعض المواجهات، وتم إطلاق النار علي من قناص إسرائيلي على عيني اليسرى. 

ومن جانبه، أكد "عمارنة"، بأن قوات الاحتلال كانت تستهدفه، حيث أنه يعمل على نقل الصورة الوحشية التي يقوم بها جنود الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

وعن لحظة إصابته، أعرب المصور الفلسطيني عن شعوره بأن رأسه قد تركت جسده، قائلًا: "راجعت شريط حياتى في لمح البصر"، مؤكدا بأنه حاول عدم فقدانه للوعي بمساعدة زملائه الذين قاموا بعمل الإسعافات الأولية له ونجدته.

حدثنا عن كواليس توجه جندي إسرائيلي نحوك فور تلقيك للإصابة؟

أشار الفلسطيني معاذ عمارنة، إلى أنه لأول مرة بحياته يرى فرد من جيش الاحتلال يهرول نحو مصاب فلسطيني ليس لاعتقاله أو تقديم العلاج له، ولكن ليصوره في محاولة منه للتهرب من مسؤولية قوات الجيش الإسرائيلي عن إصابة المصور الفلسطيني.

كان شقيقك قد صرح بأن البندقية التي أُصبت بها محرمة دوليا.. ماذا عن ذلك؟

قال معارنة، إن الرصاصة التي أُطلقت تجاهي، والتى استخدمها قوات الاحتلال بقمع المتظاهرين الفلسطينين تسمى "الروجر"، مؤكدًا بأنه سلاح محرم دوليا، وهو سلاح ممنوع استخدامه في الحروب، ولكن جيش الاحتلال يستخدمه في المسيرات السلمية.

أخبرنا عن حالتك الصحية.. وهل تمكن الفريق الطبي المعالج في إزالة الرصاصة؟

لفت "عمارنة"، إلى أنه أجرى 3 عمليات حتى الآن ويتبقى له 3 عمليات أخرى، والتي كان أخرهم عملية استئصال العين اليسرى المصابة، مؤكدا بأن الرصاصة مازالت موجودة فى رأسه، حيث تمثل خطورة كبيرة على حياته؛ الأمر الذي دفع الأطباء بتوجيه لعمل فحوصات ليتمكنوا من اتخاذ قرار بإزالة الرصاصة أو تركها، فكلا الحالتين تمثل خطورة على حياته.

وأوضح المراسل الفلسطيني، بأن الفريق الطبي سيحدد خلال أيام كيف سيتعامل معه، بعد الانتهاء من جميع الفحوصات، التي قمت بها خلال أسبوع، وبعدها يكون القرار بالمسار العلاجي الخاص بى.

هل كنت تتوقع رد الفعل الواسع للتضامن معك وكيف ترى ذلك وما هي دلالاته؟

أكد "عمارنة"، بأنه ما كان في يوم من الأيام أتوقع كل هذا الدعم والتضامن الواسع، مشيرا إلى أن حملة تضامن ساعدته علي رفع معنوياته، وأن أقف على رجلي مرة أخرى، والتي وصلت إلى أنه في لحظة من اللحظات لم يتذكر أنه اصاب.

وأضاف الصحفي الفلسطيني، بأن كل من يعمل بمجال الصحافة والإعلام بالميدان في الأراضي المحتلة هو بحاجة إلي حماية، قائلًا إن "الصحفيين هنا يعملون تحت الاستهداف المباشر، فالقضية الآن ليست عين معاذ ولكنها كل قضية كل صحفي فلسطيني يعمل تحت النار ويرفض أن يرمي الكاميرا الخاصة به".

ومن جانبه، وجه معاذ عمارنة، الشكر لكل من ساهم في هذه الحملات من الزملاء والفنانين والرياضيين والمشاهير، مؤكدا بأنها تعبر عن وحدة الفلسطينين والشعوب العربية في كل مكان. 

وتابع بأن الصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بحاجة دائما إلى حصانة وحماية، حيث أن الكيان الصهيوني يستخف بالثمن الذي يدفعه مقابل انتهاكاته تجاه الصحفيين.

وأوضح بأن الصحفيين الفلسطينين يعملون في الميدان كفريق واحد، رغم أن كل مصور أو صحفي يعمل مع جهة مختلفة، ونتنافس على الخروج بنقل أفضل صورة وتوثيق جرائم الاحتلال، إلا أن حماية بعضنا البعض تظل هي أولويتنا والأهم بالنسبة لنا.

كيف حال مهنة الصحافة لديكم في ظل التضييق الحاصل من قبل الاحتلال؟ 

أكد عمارنة، أنه خلال العام الجاري تلقى أكثر من 600 صحفي إصابات مختلفة، واستهدفنا بشكل كبير رغم أننا نقوم بتغطية مسيرات سلمية وليست حروب، على الرغم من أن زملائنا الصحفيين الذين يغطون الحروب في العالم لم يتعرضوا لمثل هذه الانتهاكات، الأمر الذى ندفع نحن ثمن لعملنا.

وأعرب الصحفي الفلسطيني، عن أمله فى ملاحقة مرتكبي الانتهاكات في صفوف قوات الاحتلال، بحق الصحفيين الفلسطينين، مؤكدا بأنه سيتوجه لكافة مؤسسات حقوق الإنسان في العالم لفضح ممارسات وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي على الصحفيين فى فلسطيني.