خرجت ولم تعد.. "جبروت امرأة" يدفعها لترك طفليها في حضانة بأوسيم

أخبار مصر

الطفلين
الطفلين


الزمان الساعة الثامنة وخمس عشرة دقيقة صباح يوم الأربعاء الماضي 27 نوفمبر، المكان حضانة "مريم كيدز" بأحد شوارع قرية بشتيل بمحافظة الجيزة، بدأ باب الحضانة يطرق بقوة، فتوجهت أمنية عادل (28 عام) صاحبة الحضانة نحوه لتفتحه، توقعت أن تكون أمًا لأحد الأطفال، لديها مشكلة ما، فتحت الباب، فوجدت سيدة ممشوقة القوام، ترتدي عباءة سمراء، منتقبة، لا تثير القلق من أي اتجاه، بحوزتها طفلين توأمين عمرهما لا يتخطى العام ونصف، يبدو عليهما ملامح البراءة وحُسن المظهر، تحمل واحدًا وتمسك بيد الآخر. 

طلبت السيدة المنتقبة من صاحبة الحضانة، أن تستقبل الطفلين لديها، باعتبارها أفضل الحضانات بالمنطقة -على حد قولها- ولكن الذي لا تعلمه "أمنية"، أن القدر اختارها دون ثلاث آخرين بذات الشارع، لتكون بطلة هذه القصة. 

ووافقت "أمنية" أن تستقبل الطفلين لديها، وسط نحو 50 آخرين، وطلبت من السيدة المنتقبة أن تُحضر صورة من بطاقتها الشخصية، فتركت الطفلين "حسن وحسين"، بحجة تصوير البطاقة والعودة مرة أخرى، ولكن لم تعلم صاحبة الحضانة والطفلين، أنهم لن يرونها مرة أخرى. 

"لم يظهر على تلك السيدة المنتقبة أيٌ من الريبة أو الخوف، لم أشعر حتى بأي شئ غريب، أستقبل يوميًا أطفالًا كثيرون، وطلبت منها أن تفصح عن وجهها لأطمئن، وبالفعل فعلت ذلك، ولم أرَ أي شئ يدعو للقلق، امرأة شابة خمرية اللون، ولكن لم تكن تشبه الطفلين بأي حال من الأحوال"، هكذا وصفت "أمنية" السيدة المنتقبة عندما رأتها، والتي لم تخف للحظة أن تكشف وجهها، على الرغم من أنها بيتت لنية ترك الطفلين من قبل ذلك. 

ساعة تمر تلو الأخرى، وعين "أمنية" لم تفارق عقارب الساعة المُعلقة على أحد حوائط الحضانة، وتلك السيدة لا تعود أبدًا، من هنا بدأ الشك يتسلل لعروقها، ولكن تركت الأمر قليلًا لربما حدث أمر ما، فلم تتوقع أن يصل جبروت امرأة أن تترك طفليها وترحل دون رجعة، خاصة وأن "أمنية" أم لطفلين، مريم والتي تبلغ من العمر 6 سنوات، ومالك 3 سنوات. 

عندما ترك الشك ما ترك داخل "أمنية"، بدأت في تفحص الطفلين، لربما كان هناك أمرًا مثيرًا للقلق، فوجدت كلٍ منهم يرتدي نحو 8 قطع من الملابس، جيدة الحال، وربما جديدة، كما تركت لكلٍ منهم "ببرونة" بها لبن وأخرى بها أعشاب، وهو ما جعل الأمر أكثر غرابة بالنسبة لها، خاصة وأن الجو ليس باردًا بالشكل الذي يدفعها لفعل ذلك، ومن المؤكد أنها أم حنون، اهتمت بطفليها، ومن الصعب توقع أن تتركهما وتذهب دون رجعة. 

رحلت الشمس إلى ثكنتها، ولم تعد الأم حتى الليل، وعقل "أمنية" لا يكف عن التفكير، فأخذت الطفلين إلى منزلها، على أمل أن تعود في اليوم التالي، ولكنها أيضًا لا تأتِ، فتوجهت إلى قسم شرطة أوسيم، وحررت محضرًا بما حدث، وحتى تلك اللحظة فرضت حُسن النية، بأن يكون حادثًا قد وقع، ولم تُسطر تلك السيدة مأساة جديدة تُفطر القلوب. 

مر يوم وراء التالي، ومازال الوضع كما هو عليه، فقررت "أمنية" أن تتكفل بالطفلين هي وزوجها المحامي أيمن نصار، ووقعت على تعهدٍ برعايتهما في منزلها، ولاحظت على الطفلين الهدوء الشديد، والأدب، بالإضافة إلى أنهما اعتادا على نظام معين في الطعام والنوم، وهو ما يؤكد أنهما كانا في منزل يهتم بهما. 

هنا أدركت "أمنية" أنه لا مناص من رعاية الطفلين، إذ ربما كانا مُختطفان من الأساس، إلا أن يكون رحيمًا بهم الله، ويعودا إلى منزلهما، أو تكون هي لهم منزلًا جديدًا. 

وبدأت مباحث قسم أوسيم في رصد الكاميرات القريبة من الحضانة، للوصول إلى تلك السيدة المنتقبة، وبالفعل حصلوا على فيديو من إحدى الكاميرات المواجهة، رصد لحظة خروجها بدون الطفلين، في محاولة لمعرفة الحقيقة.

اليوم.. أصبح للطفلين عالمٌ جديد، أيًا كانت حياتهم السابقة، سواء كانا مختطفين أو كانت أمهم بالفعل، وأصبح لهما اسمين جديدين، بعد أن
أسماهم رئيس مباحث قسم أوسيم "محمد وأحمد"، وأصبحا بطلين لقصة جديدة تدمع لها القلوب.