"أنامل ذهبية".. كيف تضفي "رحمة" روحها على الملابس والحُلى؟

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


بأنامل ذهبية وخيال واسع وعين تحلم بالاختلاف والجمال حولت رحمة عبد اللطيف الطارات والملابس إلى لوحات فنية رائعة إذ تضفي على القطعة لمساتها بتطريز بعض خيوط "الكنفاه" عليها، لم تتوقف رحمة عند مرحلة المشاهدة وحسب بل عزمت على التجريب والتقليد منذ البداية ومن الرغبة في تعلم شيء جديد إلى طلبات ورسائل وجمهور عريض يلتفتون للموهبة التي لم تعرفها صاحبتها بعد.

من تحدي كسل الإجازة إلى أحد صفحات التطريز الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتهافت عليها الكثير ليزينوا ملابسهم، بدأت رحمة في الاستماع إلى رغبتها بتعلم حرفة جديدة لتملئ وقت فراغها إلى أن يبدأ العام الدراسي الجديد وبفيديوهات التعليم على منصة اليوتيوب بدأت رحمة رحلتها ولم تكتف بذلك بل أخذت بالتجريب وساعدتها في التعلم والدتها لحبها الشديد للتطريز اليدوي.

"مكنش في بالي إنه هيبقى مشروع أنا بعملها هواية" لم تتوقع صاحبة الـ20 عامًا أن قرار آخذته للتسليه منذ أن طرأت الفكرة برأسها أنه سيتحول لمشروعها الصغير والذي حاز على إعجاب الكثيرين، وفي مدة لم تتعدى الشهر والنصف أصبحت رحمة تتقن فن التطريز وليس فقط هذا بل طورته لتجعل منه أشكالا مميزة تجذب الناظرين وبدأت بالطارات الصغيرة والغرز القليلة ثم الكابات إلى أن انتقلت للحلي والملابس.






عرضت "رحمة" أعمالها على الأقارب والأصدقاء ونُصِحت بعرض تلك الأعمال على منصات التواصل الاجتماعي ولكثرتها احتارت في بداية الأمر على ماذا ستعرض ولم تفكر كثيرًا إذا أتخذت الفيس بوك منصة لها لكثرة المستخدمين له ونشأت صفحة اسمتها "lavender for canava" ومن ثم بدأت بتصوير الكابات والطارات في بداية الأمر وبعد مرور عدة أيام بدأت بااستقبال أولى طلبات العمل .

"وجعل بينكم مودة ورحمة" إحدى الآيات القرأنية التي زينت بها طارة أهدتها لأول زيجة في عائلتها وعندما عرضتها على الصفحة الخاصة بها أعجب بها الكثيرين عُرِض عليها التطريز على "مناديل" كتب الكتاب وعلى طارات تحمل الكثير من العبارات الأخرى، "الصداقة زهرة تنبت بالقلب لا تذبل أبدا" "لقد تعاهدنا على السير معا" وتنوعت العبارات في مختلف المناسبات.

الخيوط والإبرة فقط هم أدوات رحمة لتطوير مشروعها الصغير، وانتقلت من الطارات إلى التطريز على الملابس والكابات الشبابية ولم ينتهي عشقها للجمال عند هذا الحد بل عملت على التطريز على السلاسل والحلي والساعات وصنعت أول ساعة حائط بالتطريز اليدوي من الألف إلى الياء ولتضفي لمسة جمال على ديكور المنزل.






ورغم صعوبة الأمر واستغراقة لوقت طويل لم تكل ولم تمل من العمل الشاق بشكل يومي من أجل تسليم الأعمال في وقتها المحدد وفي ثلاثة أشهر وقبل بدأ العام الدراسي الجديد أصبح لديها قاعدة عريضة من المتابعين وتستقبل الطلبات بشكل يومي من طارات وساعات وكابات شبابية تعاونها والدتها في إنجازهم، تستغرق الطارة أسبوعا والكاب من ثلاثة إلى أربعة أيام ومناديل كتب الكتاب يمكن أن تتراوح بين 20 إلى 25 يوم.

تتنوع المواد التي تستخدمها رحمة بين قماش الكتان والجوخ وخيوط الحرير والـdmc والكنفاه لتصنع لوحتها الرائعة على الملابس والطارات ولتطريز الحلي تمر العملية بعدة مراحل اختيار الشكل والألوان ونوع الخيط ثم شراء المعدن وتركيب التطريز عليه بشكل يدوي، وعن التصاميم والأشكال فهي من وحي خيال فنانتنا الصغيرة وتشبه روحها الجميلة العاشقة للفن والاختلاف.

في محاولة للتوازن بين دراستها ورعاية مشروعها الخاص قررت رحمة ألا تتوقف وتنهي مشروعها في زخم الدراسة بل ستتوقف فترة الامتحانات ثم تستأنف استقبال الطلبات الجديدة وعند حصولها على ليسانس الاداب ستحاول التركيز بشكل أكبر للتطريز وتحويل المشروع غرفتها الصغيرة لمكان قائم بذاته يأتي إليها العملاء موتستقب الطلبات من خلاله ويضم الكثير من أعمالها على رفوفه العريضه بمختلف أنواعها.

وتمنت رحمة أن ينتشر المشروع في جميع المحافظات وأن تمتلك فريق من الفنانين ليساعدها في تطوير المشروع أكثر وأكثر ففي ظل وجودها بمفردها فالتوصيل خارج القاهرة يصبح من الصعب عليها القيام به وتنصح كل موهوب بالسعي وراء موهبته مهما وجد من احباطات فهي بعمر الـ20 واستطاعت أن تبدأ مشروعها الخاص.