نجوى نجار: "الحب مهم لصنع الأفلام وحاولت تحقيق وحدة عربية في "بين الجنة والأرض"(حوار)

الفجر الفني

نجوى نجار
نجوى نجار


بحضور كبير ملأ جنبات المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وسعادة عارمة، قدمت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار، فيلمها الثالث "بين الجنة والأرض"، قبل عرضه العالمي الأول ضمن عروض مسابقة آفاق السينما العربية في الدورة الحادية والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدة أن عملها الجديد "صُنع بكل الحب"، وهو ما لاقى تصفيق كبير من الجمهور الذي تشوق أكثر لتعرف على الفيلم وعالمه.


بعد عرض الفيلم الذي تدور أحداثه حول رحلة طلاق سلمى وتامر اللذان يتفاجئان بماضي والد تامر بعد حاجتهما لأوراق عن محل الإقامة الأخير له لإنهاء معاملة الطلاق في إحدى المحاكم بالناصرة، اختلفت الأراء بين معجب بالفيلم، وناقد لاضطراب بنائه، حتى أن النهاية فُسرت بأكثر من طريقة، وهو ما اعتبرته المخرجة يخدم العمل.

"الفجر الفني" حاور نجوى نجار، للحديث عن كواليس صناعة الفيلم وتطويره حتى وصوله للمشاركة في مهرجان القاهرة.

وأوضحت "نجار" أنها قضت قرابة ٣ سنوات لتقديم فيلمها الأخير، ما بين الكتابة والبحث والتصوير، لأنها أرادت أن تنقل بعمق قصص فلسطيني الداخل، ممن يحملون جوازات سفر إسرائيلية لكن هويتهم عربية، مؤكدة أن قضية الهوية هي ما شغلها في هذا الفيلم، فقدمت أيضًا قصة للسوريين الذين يعيشون في هضبة الجولان المحتلة.

وأضافت "نجار" أن الفيلم يحكي قصة فتاة من عرب ٤٨، وشاب فلسطيني من الضفة الغربية وكان يعيش في بيروت حيث أُغتيل والده، وبذلك تشعبت القصة من خلال جذور البطلين، ولديهما ٧٢ ساعة لحل أزمة الأوراق المتعلقة بطلاقهما.

وأكدت "نجار" أنها لا تحب تقديم أشياء اعتاد عليها الجمهور العربي، حيث اختارت تقديم فيلم طريق، رغم صعوبة تنفيذه، فعملية التصوير وحدها استغرقت ٢٤ يوم، تعرض طاقم الفيلم خلالها للعديد من المشكلات، خصوصًا وأنها حرصت على تمثيل جميع الفئات الفلسطينية في طاقم العمل، فكان هناك من يحملون الهوية الزرقاء من أهل القدس وعرب ٤٨، والهوية الخضراء لأهل الضفة الغربية وغزة، رغبة منها في عدم التفرقة، ما جعل الفيلم يواجه العديد من الصعوبات، منها تعرض عدد من أفراد طاقم الفيلم للحبس، لكنهم كانوا دائمًا مستعدين لكل طارئ بخطة بديلة، كما أن نصف الطاقم من الرجال ونصفه الآخر من النساء.

وأشادت "نجار" بتوقيع مهرجان القاهرة على ميثاق للمساواة بين النساء والرجال في الفعاليات السينمائية بحلول 2020، والمعروف باسم "5050 في 2020، معربة عن سعادتها وفخرها بتوقيع الميثاق في واحد من أقدم المهرجانات الفنية وأهمها، معتبرة أنها خطوة مهمة، خاصة وأن العالم العربي به الكثير من النساء الموهوبات، مؤكدة على أهمية توافر عنصر الكفاءة في التمثيل النسائي، ومشيرة إلى أن السينما التي تقدمها المرأة مختلفة عما يقدمه الرجل، وأن العالم اعتادت على نظرة الرجل، وهو بحاجة الآن للتعرف على رؤية المرأة.

ونفت "نجار" أن تكون تعرضت خلال فترة عملها في الصناعة لأي تجارب تمييز على أساس الجنس، مشيرة إلى أن الوضع مختلف في فلسطين، لكن هذا لا ينفى وجود العنف والتمييز ضد المرأة في العالم العربي.

وأشارت "نجار" إلى أن علاقتها بزوجها هاني قرط منتج الفيلم، مبنية على الاحترام، فكلاهما يحترم مهام وظيفة الآخر في العمل، موضحة أن الفيلم شغل جزء كبير من حياتهما وسبب لها التوتر في مراحله الأخيرة.


ولفتت "نجار" إلى أن اختيارات أغاني الفيلم كانت لها، إذ حرصت على اختيار أغنيات تليق بروح الفيلم وما تريد تقديمه، فكان لديها مكتبة موسيقية مكونة من أكثر من ٣٠٠ أغنية، وبعدها وقع اختيارها على الأغنيات التي ضمتها للفيلم، والتي مثلت فيها نساء من مختلف دول العالم العربي، حتى تُحدث وحدة عربية من خلال الموسيقى.


وتابعت "نجار" مؤكدة أن الحب مهم للغاية لصناعة الأفلام، موضحة أنها في بداية عملها كانت تعتقد أن المال كافي لصناعة الأفلام، لكنها اكتشفت أن الحب هو ما يظهر ما تحت الصورة.

وأعربت "نجوى" عن سعادتها بالعودة من جديد لمهرجان القاهرة بعد عرض فيلمها السابق "عيون الحرامية" قبل ٤ أعوام، مضيفة أنها لا تعرف إن كانت ستفوز هذه المرة أم لا، لكنها أثنت على ردود أفعال الجمهور بعد العرض.

واختتمت "نجار" حديثها بالتأكيد على أن الاختلاف في تفسير النهاية يخدم العمل، رافضة تفسير النهاية، حتى يفهم كل متلقي القصة بطريقته الخاصة، كاشفة أنها لم تكن تعرف سبب تقديمها مشهد الحوار بين تامر العربي وتامير اليهودي واللذان لا يفهمان لغة بعضهما البعض لكنها أحست أنه لا بد أن يخرج على هذا الشكل.